شرف لا يضاهيه شرف، ومكانة ومنزلة عظيمة بأن شرف الله هذه البلاد بوجود الحرمين الشريفين فيها والأماكن المقدسة التي تهوي إليها الأنفس من كل مكان ومن كل أرجاء المعمورة المترامية الأطراف، دولة راشدة ورجال مخلصون خصهم الله سبحانه وتعالى بحمل لواء الدعوة ونقلها إلى أصقاع الدنيا المختلفة، كما خصهم بخدمة ضيوفه وزائريه وقاصدي بيته الحرام ومسجد نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم. جميع مناطق المملكة -الثلاث عشرة- تعمل على خدمة وكسب رضا هذا الحاج منذ أن تطأ قدماه أراضينا المقدسة حتى يرتحل منها، سالمًا غانمًا فرحًا مستبشرًا ممّا حققه من أداء للنسك في راحة ويسر وطمأنينة. ومن ضمن هذه المنظومة منطقتا مكةالمكرمة والمدينة المنورة اللتان تعملان طوال العام على الإعداد والتجهيز لهذه الأيام المباركات ولخدمة حجاج بيت الله الحرام وقاصدي مدينة نبيه المصطفى صلى الله عليه وسلم، دون كلل أو ملل. جميع الوزارات والإدارات والمؤسسات والهيئات تعمل بجد ونشاط منذ أشهر تسبق الحج -بل فور انتهاء موسم الحج الماضي مباشرة- من أجل خدمة الحجيج والعمل على توفير كل سبل الراحة والأمن والطمأنينة لهم، وعلى رأس هؤلاء جميعًا رائد نهضتنا وقائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي يُشرف بنفسه وبمتابعة شخصية منه -حفظه الله- لكل ما يخص شؤون الحجيج صغيرها وكبيرها، ولا يهدأ له بال ويشعر بالراحة والسعادة حتى يغادر آخر حاج عائدًا لبلاده معافى سليمًا غانمًا فرحًا مستبشرًا بما حققه من نعم الله بأداء النسك في راحة وطمأنينة في ظل حكومة رشيدة مسخرة لخدمته بتوفيق ورعاية من الله عز وجل. إن خدمة ضيوف الرحمن شرف عظيم وقد قال صلى الله عليه وسلم: “أحبُ الخلقِ إلى اللهِ أنفعهم لعياله”. وقد حرص جميع سكان المملكة على نيل هذا الشرف العظيم بخدمة حجاج بيت الله الحرام، وهل هناك أعظم وأجل شعيرة من حج بيت الله الحرام وزيارة مسجد نبيه صلى الله عليه وسلم، وأداء مناسك الحج براحة وطمأنينة، مقبلين على رب غفور، راجين رحمته، وطامعين في عفوه وغفرانه؟ تحية إجلال وإكبار لكل من ساهم وشارك وبذل مجهودًا وعملاً طيبًا في خدمة الحجيج، وسهر على راحتهم وأمنهم، وحقق طموحاتهم في أن يؤدوا نسكهم في أمنٍ وسلام، كما أن الشكر موصول لكل من شارك في أعمال الحج بشكل مباشر أو غير مباشر، وتحمّل العبء الأكبر في خدمة ضيوف الرحمن متناسين الأهل والولد وعلى رأس هؤلاء: القطاعات الأمنية على مختلف فئاتها، والدعاء الخالص لجميع القائمين على شؤون الحج من الوزارات ذات الصلة المباشرة بأعمال الحج مثل: وزارة الحج التي ارتقت كثيرًا بخدماتها المقدمة لحجاج بيت الله الحرام، ونظمت الكثير من الأمور من أجل راحة الحجيج، وكذلك وزارة الصحة التي تعمل على مدار الساعة من أجل صحة وسلامة الحج من الأمراض والأوبئة، وتقدم خدماتها في كل مكان، وفي جميع المناطق دون استثناء، وكذلك جميع الوزارات المساندة التي تعمل بدون توقف من أجل خدمة الحجيج. وفق الله العاملين المخلصين لخدمة ضيوفه وقاصديه، وحفظ الله حجنا ومقدساتنا من كل مكروه. « إنا لا نضيع أجر من أحسن عملاً».