احتفلت مدينة بنغازي "عاصمة الثورة" في الشرق الليبي ليل السبت الاحد بعودة المقاتلين من سرت حيث قتل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي بعد اسره الخميس باطلاق النار في الهواء والتهليل والتكبير.وتدفق الرجال والنساء والاطفال الى شوارع بنغازي التي كانت اول مدينة تتمرد منتصف فبراير على نظام معمر القذافي الذي حكم بلا منازع 42 عاما". واطلق الرصاص في الهواء احتفالا بعودة المقاتلين الذين استقبلهم سكان المدينة بالعناق والقبلات وتوزيع الحلويات ورش ماء الورد.واثار مقتل القذافي انتقادات وتساؤلات من قبل حكومات ومنظمات غربية عدة لحقوق الانسان. غير ان الزعيم الانتقالي مصطفى عبد الجليل قال انه يجرى تحقيق في ملابسات مقتله. من جانبه قال وزير الدفاع البريطاني الجديد فيليب هاموند الأحد إن سمعة الحكومة الجديدة في ليبيا تلطخت قليلاً بمقتل العقيد معمر القذافي بعد سقوط مدينة سرت.واعرب هاموند عن خيبة أمله من قتل القذافي قبل تقديمة إلى العدالة، وابلغ القناة التلفزيونية الأولى في محطة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن "هذه بالتأكيد ليست الطريقة التي يتم من خلالها تصفية الأمور، وكنا نود رؤية القذافي وهو يُحاكم للإجابة عن الآثام التي ارتكبها".وقال "إن المحاكمة كان من شأنها أن تحاسب القذافي على الكثير من أعمال الارهاب التي ارتكبها ودعمها، وخلّفت عدداً كبيراً من الضحايا في بريطانيا".وايد فتح تحقيق حول وفاة القذافي، مشيراً إلى أن الحكومة الليبية الوليدة "تدرك أن سمعتها في المجتمع الدولي تلطخت قليلاً بسبب ما حدث". وقال مصدر طبي الأحد إن جثة الزعيم الليبي المخلوع مصابة بطلق ناري في الرأس وآخر في البطن.وكان طبيب شارك في تشريح الجثة أثناء الليل قال في وقت سابق إن وفاة القذافي ناجمة عن اصابته بطلق ناري.وقال المصدر الطبي "هناك عدد من الاصابات. هناك طلق ناري في البطن وآخر في المخ."وأجري التشريح في مشرحة بمدينة مصراتة.وقال مسؤولون محليون إن جثة القذافي ستعاد الآن إلى وحدة التبريد بالسوق القديمة في مصراتة التي كانت تعرض فيها الجثة على الملأ في الآونة الأخيرة. وكانت السلطات الليبية الجديدة قالت سابقا ان القذافي سيدفن على الارجح في مكان سري تفاديا لزيارة انصاره للقبر، اعلنت الاحد انها ستسلم جثته الى اقاربه. من جهتها ذكرت منظمات حقوق إنسان ومقابلات مع سجناء معتقلين في ليبيا أن نحو سبعة آلاف سجين حرب مكتظون في سجون في أنحاء ليبيا، حيث يعانون لأسابيع دون توجيه اتهامات ويواجهون انتهاكات وفي بعض الأحيان عمليات تعذيب.وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية الأحد أن السجناء سيشكلون اختبار مبكرا لقدرة الحكومة الليبية الجديدة على كبح جماح الثوار المسلحين الأقوياء والتخلص من الإرث القاسي للعقيد الليبي معمر القذافي. وحذرت منظمات حقوقية من أن وفاة القذافي – والتي حدثت وهو في الأسر بعد تعرضه للكمات وركلات من الثوار الغاضبين- يمكن أن تمثل جريمة حرب.ونقلت الصحيفة عن أحد مستشاري المجلس الوطني المؤقت في ليبيا قوله إن الحكومة المؤقتة تعتزم إصدار عفو عام عن مقاتلي القذافي الذين لم يرتكبوا جرائم حرب ويوافقون على التعاون مع السلطات الجديدة. وقال العديد من السجناء في مصراته خلال مقابلات معهم إنهم تعرضوا للضرب بعد اعتقالهم من أجل الادلاء باعترافات.