ليبيا -عواصم- الوكالات - جدة - البلاد : أكد عبدالحفيظ غوقة نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مقتل الزعيم المخلوع معمر القذافي. وقال في مؤتمر صحفي في بنغازي ان هذه اللحظة لحظة تاريخية مضيفا ان مقاتلي المجلس تمكنوا من قتل القذافي. وقال رئيس الوزراء المؤقت محمود جبريل في مؤتمر صحفي إن رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي سيعلن تحرير البلاد من حكم معمر القذافي اليوم الجمعة على أبعد تقدير. وسيكون إعلان تحرير ليبيا مؤشراً لبدء خطة تشكيل حكومة جديدة وبناء مؤسسات ديمقراطية في البلاد التي حكمها القذافي حكما مستبدا على مدى 42 عاما حتى الاطاحة به في أغسطس. وكان رئيس الوزراء الليبي، محمود جبريل، ووزير الدفاع في المجلس الانتقالي قد أكدا أن الزعيم الليبي المخلوع، معمر القذافي، قتل الخميس في المعارك في آخر معقل موال له، مدينة سرت، بينما أكد المتحدث باسم قائد قوات الثوار في طرابلس أن ابن القذافي معتصم، ورئيس جهاز استخباراته، عبدالله السنوسي، قتلا أيضاً في تلك المعارك. غير أن أنباء أخرى شككت في مقتل السنوسي، وأشارت إلى أنه ربما يكون قد فر مع سيف الإسلام القذافي، غير أنه ما أن أعلن عن مقتل القذافي حتى عمت الاحتفالات مختلف المدن الليبية. وأكد وزير الدفاع في المجلس الانتقالي الليبي في كلمة مقتضبة بثت على القنوات الفضائية أنه تم اغتيال القذافي، موضحاً أنه "تم القبض على القذافي واغتياله." ونفى جبريل أن يكون القذافي قد قتل في غارة لقوات حلف شمال الأطلسي. من ناحية ثانية، وعلى الصعيد نفسه، أفاد السفير الليبي لدى بريطانيا أن جثة القذافي نقلت إلى مدينة مصراتة. وكان وزير الإعلام الليبي، محمود شمام، قال إن القذافي قتل عندما هاجموا منزلاً كان مختبئاً فيه الخميس، مضيفاً أن القذافي حاول الهرب، فأطلقوا النار عليه، وعندما التقوا به، كان حياً لكنه قتل في تبادل لإطلاق النار." وقال وزير الإعلام بالحكومة الانتقالية، محمود شمام: "إنه انتصار كبير للشعب الليبي." وكانت قناة الأحرار التلفزيونية التابعة للمجلس الانتقالي الليبي، أعلنت في وقت سابق أن الزعيم المخلوع معمر القذافي قتل. وكانت مصادر إعلامية قد ذكرت أن رئيس المجلس الانتقالي الليبي، مصطفى عبدالجليل، سوف يلقي كلمة حول التطورات الأخيرة، غير أن وزير الدفاع هو الذي أعلن عن "اغتيال القذافي." وقد ظهرت جثة الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي الذي حكم ليبيا لأكثر من أربعة عقود في لقطات تلفزيونية أمس الخميس بينما يقوم مقاتلون من القوات التي أطاحت به من السلطة بجرها وتحريكها بأيديهم. وفي لقطات بثتها قناة العربية ظهر القذافي وهو يرتدي ما يبدو أنه زي تمويه عسكري ووجهه ملطخ بالدماء وكتفه الايسر يكسوه اللون الأحمر بينما يقوم مقاتلون بجره على الأرض ورفعه لأعلى. وأصيب فيما يبدو بجرح في الرأس. وكانت الجثة ترفع فيما يبدو لتوضع في صندوق شاحنة صغيرة وكان يحيط به عدة أشخاص. ولطخت الدماء سراويل بعض ممن كانوا يرفعونه. وقال التلفزيون الليبي إنه أصيب برصاصات في رأسه وبطنه. وبثت قناة الجزيرة صورا لجثة القذافي ممدة على الأرض وهي شبه عارية حتى الخصر إلا أن القميص كان لا يزال على الذراع الأيمن. وفي البداية عرضت الجثة وكان الوجه على الأرض لكن جزءا من القميص لف حول رأسه بواسطة المحيطين به لتغيير وضعه وكشف وجه الزعيم السابق نحو الكاميرا. وكانت اللقطات التي بثتها كل من القناتين مهتزة وقصيرة. وقد احتشد مئات الليبيين في ساحة الشهداء في طرابلس أمس الخميس للاحتفال بمقتل الرجل الذي حكمهم بقبضة حديدية على مدار 42 عاما. وفي ساحة الشهداء التي كانت تعرف بالساحة الخضراء أثناء حكم القذافي رقص الليبيون وغنوا ولوحوا بأعلام الاستقلال. وقال أكبر مسؤول نفطي في ليبيا ان مقتل الزعيم المخلوع معمر القذافي سيعجل بتعافي قطاع النفط وان الانتاج زاد الى 430 الف برميل يوميا. واضاف نوري بالروين رئيس المؤسسة الوطنية للنفط لرويترز في مقابلة أمس الخميس ان هذا سيحسن حركة النقل للحقول وسيتيح للسلطات الآن التركيز على إعادة بناء القطاع. مقتل أحد ابناء القذافي: قال مسؤول عسكري كبير بالمجلس الوطني الانتقالي أمس الخميس إن مقاتلي المجلس قتلوا المعتصم ابن الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي. وقال عبدالمجيد مليقطة مسؤول المجلس الوطني الانتقالي لرويترز ان المقاتلين قتلوا المعتصم حين قاومهم. وشاهد مراسل من رويترز تسجيلا مصورا أمس الخميس للمعتصم ابن القذافي المعتقل وهو يرقد على سرير وملابسه ملطخة بالدماء لكنه على قيد الحياة. وكان المعتصم ملتح ويرتدي قميصا ملطخا بالدماء ومصابا لكنه كان على قيد الحياة أثناء التقاط الصور. وأكد قادة ميدانيون في سرت مقتل نجلي القذافي سيف الإسلام والمعتصم فيما نقلت جثة والدهما إلى مصراته. وأكد جمعة القماطي عضو المجلس الانتقالي أن "17 شخصية من كبار قادة القذافي في سرت، كان من أهمهم أبوبكر يونس رفيق القذافي ووزير دفاعه السابق، وعبدالله السنوسي والمعتصم القذافي، إما أنهم قتلوا أم تم اعتقالهم". فيما قال قائد عسكري في المجلس الوطني الانتقالي إن موسى إبراهيم، المتحدث السابق باسم حكومة الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي، اعتقل قرب مدينة سرت أمس الخميس. ردود الفعل الأفريقية والغربية: قال الاتحاد الافريقي أمس الخميس انه رفع تجميده لعضوية ليبيا. واضاف في بيان انه قرر "التصريح للسلطات الحالية في ليبيا بشغل مقعد ليبيا في الاتحاد الافريقي وهيئاته." وما أن تم الإعلان عن مقتل الزعيم الليبي المخلوع، معمر القذافي، حتى خرجت ردود فعل أولية من قبل عدد من الزعماء الغربيين، وصبت معظمها بالترحيب بالإعلان عن مقتله، باعتبار ذلك نهاية لحقبة القذافي، التي استمرت أكثر من 40 عاماَ. في بريطانيا، قال رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون رداً على تأكيد مقتل القذافي إنه يعتقد "أن اليوم هو يوم لتذكر كل ضحايا القذافي، بدءاً من ضحايا الذين قتلوا في حادثة تفجير طائرة بان أم فوق بلدة لوكربي، مروراً بإيفون فليتشر في شارع بلندن، وبالتأكيد كل أولئك الضحايا الذين سقطوا في إرهاب الجيش الجمهوري الايرلندي." وأضاف: "وعلينا كذلك أننا ينبغي تذكر الكثيرين من الليبيين الذين قتلوا بأيدي نظامه الدكتاتوري.. شعب ليبيا اليوم بات لديه فرصة أكبر لبناء نفسه ومستقبله الديمقراطي القوي." أما كاثرين آشتون، وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، إنه إذا تأكد مقتل القذافي، فإن هذا يعني قرب انتهاء الفترة المأساوية لحياة الكثير من الليبيين، مشيرة إلى سقوط سرت، يعني نهاية عهد القذافي. وقالت: "إن ليبيا اليوم أصبحت بالكامل تحت سيطرة قوات المجلس الانتقالي الليبي. من ناحيته، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، بعد أنباء مقتل القذافي: "هذا اليوم يؤذن بنقطة تحول تاريخية لليبيا." وأضاف: "في الأيام المقبلة، سنشهد احتفالات، وحزن لأولئك الذين فقدوا الكثير.. ومع ذلك، لنعترف إن هذا هو مجرد نهاية البداية.. فالطريق أمام ليبيا وشعبها طويل وصعب ومليء بالتحديات." وحلف شمال الأطلسي "الناتو"، الذي تولى مسؤولية فرض حظر الطيران على ليبيا وحماية الشعب الليبي من قوات القذافي، قال إن كبار مسؤولي الحزب سيعقدون جلسة خاصة حول الإعلان عن نهاية مهمة الحلف. وفي واشنطن، لم يصدر أي رد فعل رسمي حتى الآن، غير أن البيت الأبيض لم يؤكد مقتل الزعيم الليبي، فيما قالت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، الموجودة في الخارج، إنها سمعت بالتقارير المتعلقة بمقتل القذافي، لكنها ليست متأكدة. من ناحيته، قال المتحدث باسم السيناتور جون ماكين، إن الأخير متأكد من صحة الأنباء حول مقتل القذافي. وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أمس الخميس ان ليبيا اصبحت الآن حرة للشروع بداية جديدة والقيام بإصلاحات ديمقراطية سلمية بعد موت معمر القذافي. وقالت ميركل في بيان "هذا ينهي حربا دمويا شنها القذافي ضد شعبه. الطريق الآن ممهد لبداية سياسية جديدة وبسلام. ألمانيا تشعر بارتياح وسعادة غامرة بهذا الشأن." وتابعت ميركل ان ليبيا يجب أن تقوم الآن باصلاحات سياسية "لضمان عدم ضياع إنجازات الربيع العربي." وقال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان موت معمر القذافي يطوي صفحة للشعب الليبي ويؤذن ببدء عملية ديمقراطية. وتابع ساركوزي في بيان "تحرير سرت يجب أن يشير الى... بداية عملية تحظى بموافقة المجلس الوطني الانتقالي لإقامة نظام ديمقراطي يكون فيه لكل الجماعات في البلاد مكانها ويضمن الحريات الاساسية." وقال ساركوزي الذي قاد التدخل العسكري في ليبيا ان هذا هو وقت "المصالحة والوحدة والحرية". فيما قالت منظمة العفو الدولية ان زعماء ليبيا الجدد يجب ان يقدموا للعدالة اولئك الذين يشتبه بانهم انتهكوا حقوق الانسان في عهد نظام معمر القذافي بعد وفاته. وقالت حسيبة حاج صحراوي مديرة ادارة شمال افريقيا والشرق الاوسط بمنظمة العفو الدولية ان "إرث القمع والانتهاكات من جانب حكم العقيد معمر القذافي لن ينتهي الى ان يكون هناك حساب كامل للماضي وان تكون حقوق الانسان متضمنة في مؤسسات ليبيا الجديدة." وأضافت "موت العقيد القذافي يجب الا يمنع ضحاياه في ليبيا من ان يروا العدالة تتحقق. يجب محاسبة كثير من المسؤولين الليبيين الذين يشتبه في انهم ارتكبوا انتهاكات خطيرة لحقوق الانسان اثناء وقبل انتفاضة هذا العام بمن فيهم المسؤولين عن مذبحة سجن ابو سليم في عام 1996." وأضافت صحراوي "يجب على السلطات الجديدة ان تبتعد تماما عن ثقافة الانتهاكات التي ارتكبها نظام العقيد القذافي وبدء اصلاحات لحقوق الانسان هناك حاجة عاجلة لها في البلاد." وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه أمس الخميس ان مقتل الزعيم الليبي المخلوع معمر القذافي يمثل نهاية 42 عاما من الطغيان وبداية الديمقراطية في ليبيا. واضاف جوبيه للصحفيين اثناء زيارة الى نيودلهي "انها بداية عهد جديد.. بداية الديمقراطية واعادة الاعمار في ليبيا."