ابك يا عين فلن تلامي ، وجودي بدمع هطال ، فسحائب الأحزان كستني بالسواد ، أمي قد رحلت إلى كريم منان ، فمن يسليني ومن يواسيني بعدك يا نبع الحنان . كنت بلسما يداوي جراحنا . كنت حبا يروي عطشنا كنت أملا يرسم على الشفاه بسمتنا ، كنت ركنا نأوي إليه في شدتنا كنت سراجا يضيء ظلمتنا . كنت حياة قلوبنا وكنت مدرستنا . من أخلاقك تعلمنا وبتوجيهك علت هممنا ، قلبك الكبير وسعنا ، كنت أما وأبا بعد فقد أبينا . فمن بعدك في الدنيا يسلينا ، رحلت فرحل الصباح وتفجرت شمس الجراح والحب برحيلك راح ، ارحلي سعيدة واتركي لقلوبنا النواح . أماه رحمك الله يا أماه لم تنسي بعد رحيلك عزاءنا فقد كنت خير معز لنا في فقدك . سيرة حميدة وأفعال مجيدة وذكر عاطر . توافدت وفود المعزين بين ذاكر وشاكر تلهج ألسنتهم بالدعاء والثناء ، فلو رأيت جارا يواري عبرته ويحاول حبس دمعته وآخر خارت قواه فلم تحمله قدماه من هول الفاجعة التي أذهلتهم ومصاب فقدك أحزنهم ، فكيف بمن هم بعض منك ، أبناؤك وبناتك . من لا يطيقون فراقك لحظة . حتى كنت لهم السمع والبصر بل أنتِ حياتهم أنتِ حبهم أنتِ فرحتهم وأنسهم : لعمري لقد غال الردى من أحبه وكان بودي أن أموت ويسلما وأي حياة بعد أمّ فقدتها كما يفقد المرء الزلال على الظمأ وقد كنت أخشى أن أراك سقيمة فكيف وقد أصبحت في الترب أعظما فيا رب القبر الكريم بما حوى وقتك الردى نفسي وأين وقلما ليبك عليك القلب لا العين إنني أرى القلب أوفى بالعهود وأكرما فوالله لا أنساك ماذر شارق وما حن طير بالأراك مهيمنا نعم يا أماه لن أنساك فأنت لي حياة قلبي وجمال دنياي . سأرفع أكف الضراعة داعيا الله أن يرفع درجتك في عليين وأن يجعل منزلك مع النبيين وأن يغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ، صبرت في الضراء على البلاء وشكرت في السراء بلغك ربي منزلة الصابرين الشاكرين * محافظة الزلفي