قتل ثلاثة من جنود الجيش المصري و16 متظاهرا واصيب العشرات مساء الاحد خلال تظاهرة للاقباط امام مبنى التلفزيون في وسط القاهرة احتجاجا على هدم كنيسة في مدينة ادفو بمحافظة اسوان في صعيد مصر، الاسبوع الماضي، كما اعلن التلفزيون العام. واعلن التلفزيون على شريط اسفل الشاشة سقوط "ثلاثة شهداء وعشرات المصابين من جنود الجيش بعد ان اطلق المتظاهرون الاقباط النار عليهم امام مبنى الاذاعة والتلفزيون في ماسبيرو" مشيرا الى ان "المتظاهرين الاقباط يواصلون رشق جنود الجيش والشرطة المكلفين حماية مبنى ماسبيرو بالحجارة". وكان التلفزيون اعلن في وقت سابق مقتل جندي واصابة عشرين.. وافاد صحافي في فرانس برس ان 16 متظاهرا قتلوا وشاهد جثثهم في احد مستشفيات القاهرة.. وافاد المراسل ان جثة احد القتلى كانت مشوهة في شكل يصعب معرفة هوية صاحبها، وكانت الفوضى تعم المستشفى وسط صراخ وعويل اهالي القتلى. وقال الاب داود وهو كاهن قبطي ان "آلية للجيش دهست خمسة متظاهرين"، مضيفا وهو يشير الى جثة مشوهة الوجه "انظر الى دماغه". والى جانب الجثة كانت امرأة تصرخ الما لوفاة شقيق لها وهي تقول "اصح يا وائل كلمني".. وكانت آثار الرصاص ظاهرة على جثث القتلى. واصيب ايضا تسعة متظاهرين احدهم في حالة خطرة كما ذكرت وكالة انباء الشرق الاوسط المصرية.. وقال جندي مصاب من قوات الامن المركزي صوره التلفزيون "لقد اطلقوا النار على رفيقي الذي كان الى جانبي". ودعا رئيس الحكومة المصرية عصام شرف مساء السبت المصريين "الا يستجيبوا لدعاوى الفتنة"، معتبرا ان "الفتنة نار تحرق الجميع".. وقال شرف في تصريح صحافي "اتوجه الى كل ابناء الوطن الحريصين على مستقبله الا يستجيبوا لدعاوى الفتنة لانها نار تحرق الجميع ولا تفرق بيننا".. واضاف رئيس الحكومة المصرية "ما يحدث الان ليس مواجهات بين مسلمين ومسيحيين وانما هو محاولات لاحداث فوضى واشعال الفتنة بما لا يليق بابناء الوطن الذين كانوا وسيظلون يدا واحدة ضد قوى التخريب والشطط والتطرف". وتابع شرف ان "تطبيق القانون على الجميع هو الحل الامثل لكل مشاكل مصر". وبدأت المواجهات بعد وصول الالاف من المتظاهرين الاقباط الى شارع ماسبيرو امام مبنى الاذاعة والتلفزيون قادمين في مسيرة من حي شبرا احتجاجا على اعمال العنف الطائفية. ولم تتضح بعد اسباب اندلاع العنف. وقال مراسل لفرانس برس ان متظاهرين اقباطا رشقوا قوات الجيش والامن المركزي الذين يحرسون المبنى بالحجارة واشعلوا النار في سيارتين. واكد التلفزيون المصري احتراق سيارة للجيش.. وحاولت قوات الامن تفريق المتظاهرين باطلاق النار في الهواء. وعرض التلفزيون المصري لقطات لعشرات الاشخاص وهم يفرون من المكان بعد ان اوضح ان المتظاهرين اغلقوا الطريق امام مبنى التلفزيون المطل على النيل. ومن شبرا الى ماسبيرو هتف المتظاهرون الذين رفع بعضهم الصلبان "يسقط المشير" محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة الذي يتولى ادارة البلاد منذ تنحية الرئيس السابق حسني مبارك في فبراير الماضي.. وقد تعرضوا لرشق بالحجارة خلال مسيرتهم وفقا لفرانس برس. وكان مئات الاقباط تظاهروا الثلاثاء احتجاجا على هدم الكنيسة مطالبين باقالة محافظ اسوان مصطفى السيد الذي قال انها بنيت بدون تصريح من السلطات وهو ما اثار غضب عدد من المسلمين الشبان الذين قاموا على الاثر بحرقها.. وتشهد مصر منذ اشهر تصعيدا للتوترات الطائفية. وقد سعت السلطات المصرية الجديدة الى تهدئة الاقباط بالاعلان عن وضع قانون جديد عن دور العبادة يرفع القيود المفروضة على بناء الكنائس في البلاد. وفي 7 مايو الماضي قتل 15 شخصا واصيب 200 اخرون في القاهرة عندما هاجم مسلمون كنيستين في حي امبابة مؤكدين احتجاز مسيحية اعتنقت الاسلام في احدى هاتين الكنيستين.