طالب رئيس الوزراء المصري عصام شرف البارحة المواطنين المصريين، ألا يستجيبوا لدعاوى الفتنة بعد مقتل 23 شخصا وإصابة 174 آخرين خلال تظاهرة للأقباط في القاهرة أمس، معتبرا أن الفتنة نار تحرق الجميع. وقال شرف في تصريح صحافي أتوجه إلى كل أبناء الوطن الحريصين على مستقبله ألا يستجيبوا لدعاوى الفتنة لأنها نار تحرق الجميع ولا تفرق بيننا. وأضاف ما يحدث الآن ليس مواجهات بين مسلمين ومسيحيين إنما محاولات لإحداث فوضى وإشعال الفتنة بما لا يليق بأبناء الوطن الذين كانوا وسيظلون يدا واحدة ضد قوى التخريب والشطط والتطرف. وأفاد الناطق الرسمي باسم مجلس الوزراء أن شرف على اتصال دائم مع رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة المشير حسين طنطاوي، لمتابعة تطورات الموقف أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون (ماسبيرو) وبحث كيفية التعامل مع هذا الظرف الطارئ والخروج من هذه الأزمة بأقل خسائر في الأرواح والمنشآت العامة. وأضاف أن رئيس الوزراء دعا القيادات السياسية والكنسية، ولجنة العدالة الوطنية بسرعة التدخل لاحتواء الموقف وضبط النفس وتحمل المسؤولية تجاه أمن الوطن والمواطن حتى تتمكن مصر من عبور تلك المرحلة المهمة وإطلاق العملية الديمقراطية في مناخ آمن. وكان شارع ماسبيرو تحول إلى ما يشبه ساحة حرب البارحة لدى اقتراب متظاهرين أقباط من مبنى التلفزيون المصري العام للاعتصام أمام المبنى. وشهدت المظاهرة مواجهات عنيفة بين المتظاهرين وقوات الجيش والأمن المركزي أدت إلى مقتل ثلاثة جنود وإصابة العشرات من زملائهم وفقا لما أفاد به التلفزيون المصري، موضحا أن المتظاهرين أطلقوا النار على جنود الجيش والأمن ورشقوهم بالحجارة. وأغلقوا الطريق أمام مبنى التلفزيون المطل على النيل. ووقعت المواجهات عندما نظم حوالى عشرة آلاف قبطي مسيرة من حي شبرا إلى وسط القاهرة للمطالبة بإقالة محافظ أسوان اللواء مصطفى السيد، ومدير أمن أسوان اللواء أحمد ضيف صقر احتجاجا على هدم مبنى كنيسة في قرية المارنياب في مركز إدفو. لكن مسؤولين قالوا إن المبنى كان دار ضيافة حوله المسيحيون إلى كنيسة دون ترخيص.