باتت قرية آل سرحان يومها الخامس على فاجعة استشهاد ابنها ضابط البحث الجنائي المقدم عبدالله بن سعيد بن فهد الشهراني وهو يؤدي مهمة عمل بمركز الأمواه دفع حياته لحماية وطنه من أيدي العابثين بأمنها بعد أن أطلق الجاني رصاصة من سلاح رشاش في صدره الأيسر لتخترق جسده وتستقر بسيارة كانت تقله ورفاقه الذين نجوا من الواقعة. "الرياض" كان لها زيارة لمنزل الشهيد الكائن بقرية آل سرحان يوم أمس الأحد فعلى الرغم من مضي أربعة أيام على استشهاد المقدم إلا أن الوفود القادمة لتقديم واجب العزاء مازالت في تدفق مستمر من بينهم نساء وأطفال مما يعكس مكانته الاجتماعية التي كان يتمتع بها . ابنه سعيد ذو ال 15 ربيعا يدرس بالصف الثالث متوسط جلس إلى "الرياض" في حديث طويل عن رحلة والده مستعرضا أهم بطولاته خلال مسيرته دون تردد يتحدث بنبرة ثقة توحي للمقربين منه أن البطل رحل وترك للوطن 9 أبطال. ابنه سعيد وبناته الثماني. نجا قبل عام من حادث سقوط مروحية أثناء أدائه لمهمة عمل أمنية رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة ومع قصة الشهيد ضابط عسير بدأت رحلته العملية بالشركة السعودية للكهرباء بعد تخرجه من الثانوية التجارية ولمدة ثمانية أعوام كموظف تحت مسمى " قارئ عداد " خلال الفترة المسائية مما جعله ينتظم بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية تخصص محاسبة ليحصل على شهادة البكالوريس التحق بكلية الملك فهد الأمنية وتخرج منها عام 1414 ه ضمن الدفعة ال 23 برتبة ملازم وتم تعيينه بشرطة منطقة عسير ليلتحق بالعمل الأمني منذ مطلع عام 1415 ه حتى لحظة استشهاده . تعليمه بدأ بحصوله على شهادة الابتدائية من مدرسة الحديبية بآل سرحان كما حصل على المتوسطة من متوسطة آل سرحان من ذات القرية وتخرج من الثانوية التجارية بأبها عام 1404 ه تقريبا. تقلد منصب مدير شعبة مكافحة التزييف والتزوير لفترة طويلة بحسب ما أدلت به أسرته من معلومات للرياض كما ألمحت إلى أنه عمل مساعد مدير إدارة التحريات والبحث الجنائي بعسير . كما تعرض قبل نحو عام الى حادث سقوط طائرة كانت تقله هو ورفاقه من نوع هيلوكبتر أثناء تأديتهم لمهمة عمل أمنية نجوا من الحادثة ، ليستمر في تقديم المزيد من التضحيات في سبيل أمن الوطن . سعيد ابن الشهيد وبالنظر للحياة الأسرية للضابط الشهيد لم تكن تكسوها الرفاهية بل بعد ولادته بفترة قصيرة توفيت والدته لتتولى جدته لأبيه تربيته وما هي إلا أعوام حتى تزوج والده من خالته أخت والدته وينجب منها 6 من الذكور وأربع من الإناث . اقترن رجل الأمن بزوجته " أم سعيد " عام 1408 ه تقاسمت معه حلاوة العيش كما هي مراراتها لتنجب له 8 من البنات وابنا وحيدا ، عاشت معه حياة سلمية كان الزوج الفاضل ورجل الأمن الشجاع الذي لا يخاف المخاطر ، يتغيب عن منزله لفترات طويلة في سبيل إخلاصه لعمله صنع بصبره وقصته 9 أبطال تركهم يحكون للعالم وبكل عزة وفخر قصة والدهم الإنسان . إلى ذلك كان عام 1416 ه عاما جديدا من التحديات أمام ضابط البحث الجنائي حيث انتقل والده إلى رحمة الله ليتولى بذلك مسؤولية إخوته غير الأشقاء والبالغ عددهم عشرة ويتكفل بكافة مصروفاتهم حتى أن تقلدوا مناصب وظيفية متنوعة ما بين التعليم والقطاع العسكري . شارك رجل الأمن الراحل في تعزيز فريق التعاون لكرة القدم بقريته آل سرحان عام 1403 ه ولعب كلاعب أساسي بالفريق، من منطلق رغبته في شبابه وشغفه بالرياضة وعلى وجه الخصوص كرة القدم، كما أن جميع المقربين منه أكدوا للرياض قوة صبره وشجاعته والمعاناة التي تحملها منذ ولادته معتبرين استشهاده مكافأة من الله عزوجل له نظير ما تلقاه في حياته. وكان صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية قام الأربعاء الماضي بنقل تعازي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده وسمو النائب الثاني لأهل وأقارب وقبيلة الشهيد المقدم عبدالله بن سعيد بن فهد السرحاني الشهراني الذي استشهد أثناء تأديته مهام عمله بمركز الأمواه بمحافظة تثليث. سعيد في حديثه للزميلة الغامدي الشهيد برتبة مقدم وهنا برتبة ملازم الشهيد عبدالله في المرحلة المتوسطة وهنا شخصية له بالزي السعودي