بالتزامن مع تدهور العلاقات الإسرائيلية التركية على اثر قرار أنقرة طرد سفير تل أبيب، شهدت العلاقات الإسرائيلية المصرية تراجعا كبيرا على أثر استشهاد ضباط وجنود مصريين بنيران إسرائيلية وهو ما اعتبره كبار المحللين والخبراء بمثابة ضربة قاسمة للدبلوماسية الإسرائيلية في منطقة الشرق الأوسط. ووسط الخلاف المحتدم داخل أروقة صنع القرار في تل أبيب من وجوب قيام القيادة الإسرائيلية بتقديم اعتذار للقاهرة وأنقرة للأهمية الاستراتيجة التي تمثلها العلاقات مع البلدين، راهن البعض بأن الملاذ الأخير سيكون اللجوء لواشنطن من أجل الضغط على القاهرة وانقره للإبقاء على علاقة وطيدة مع إسرائيل. إذ رأت مصادر سياسية إسرائيلية أن الولاياتالمتحدة لا يمكنها مواصلة الصمت عن التوتر في العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، حيث أن كلاً منهما يعتبر حليفاً استراتيجياً مهماً للولايات المتحدة، وتخشى واشنطن أن تمثل هذه الأزمة مصدراً من مصادر تهديد المصالح الأمريكية في المنطقة، خاصة مع الانسحاب الأمريكي النهائي من العراق وبدء الانسحاب من أفغانستان، فضلاً عن أن تواصل التوتر بين الجانبين يمكن أن يشكل بحد ذاته مصدراً من مصادر التوتر في المنطقة، ويعزز فرص حدوث مزيد من التدهور في الإقليم، ومن هنا فإن هذه المحافل تأمل أن تمارس الإدارة الأمريكية أكبر قدر من الضغط على أردوغان لتسوية الأزمة مع إسرائيل. فيما أكدت صحيفة معاريف الإسرائيلية أن تراجع العلاقات التركية - الإسرائيلية يؤثر بشكل مباشر على واشنطن إذ أكدت وزارة الخارجية الأمريكية أن الخلاف بين الحليفتين الكبيرتين لها في الشرق الأوسط يقلق الإدارة في واشنطن وأن واشنطن تشعر بالقلق من الوضع الراهن بين البلدين وأنها تعمل مع البلدين بهدف إنهاء الأزمة ومنع حدوث مواجهات مستقبلية. وفيما يتعلق بالأزمة الإسرائيلية مع مصر تناول ايهود عيلام الخبير الأمني والاستراتيجي بمركز بيجين - سادات للدراسات السياسية والاستراتيجية التابع لجامعة بار إيلان الإسرائيلية في سياق ورقة بحثية له تحت عنوان على طريق المواجهة مع مصر، إمكانيات دخول العلاقات الإسرائيلية - المصرية في أزمة شديدة خلال الفترة المقبلة على ضوء التطورات السياسية التي تشهدها مصر، وكان لافتاً للنظر أن عيلام توصل لنفس النتيجة بأن أمريكا كذلك هي صمام الأمان للعلاقات المصرية - الإسرائيلية حيث أكد على دور واشنطن البارز في هذا الصدد، وقال ان حدوث تصادم بين دولتين حليفتين لواشنطن من أكبر الدول في منطقة الشرق الأوسط سيكون بمثابة الكارثة لها، لذلك من المتوقع أن تبذل واشنطن جهودا مضنية من أجل منع حدوث تصادم بين البلدين، خاصة إذا كان تصادما عنيفا، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن الدور الأمريكي يبرز على وجه الخصوص من خلال تأثيرها القوي عليهما وارتباط البلدين بعلاقات عسكرية بواشنطن سيمنحها فرصة أكبر لمنع حدوث أو على الأقل تقليل حجم الأزمة أو المواجهة التي قد تنشب مستقبلاً بين مصر وإسرائيل. يبرز مما تقدم أن تل أبيب تراهن على واشنطن في إعادة الدفء في العلاقات مع أنقرةوالقاهرة وأنه مهما شعرت إسرائيل بأجواء خانقة فإن هناك من يعول على جدوى وفعالية الدور الأمريكي، فهل تتحرك الإدارة الأمريكية وتنقذ الصديقة إسرائيل.. الأيام القادمة وحدها ستكشف ماذا سيحدث.