جميلة أنت.. كدنيا الضحك إذا ضحكت.. كحقول البساتين الخضراء تمتد من رائحة الفل المعقود على رأسك، تربطينه كما يربط العاشق قلبه عند ساحل الهبل المقلوب، تتحلين بحلي الذهب فتمنحينه حرية وبهاء، وتفضحين في أساوره كل الأسرار المعلنة في طفولتك الطافحة، جميلة أنت.. وقد غزوتِ بعينيك رائحة الفل الجيزاني المعقود على صدرك، حتى تدلى من ثوبك الوردي دلال شمس لا تحسن أمامك إلاّ أن تغيب.. وعلى نقش الحناء نقشتِ زمنا يأتي إليك ليقبل يديك كما يقبل فارس كفوف أمه وعطر قهوة المساء.. وفي عينيك حكايات طويلة جدلت ضفائرها على مخاوف المستقبل وانصراف الماضي وسطوة لعبة صغيرة.. أتذكرين كيف تركتها مواربة لصمت نام عند الباب، وكيف كان هناك شكل الغياب.. كحل تكحل بك فغدى في عينيك كليلاً يحيط بحجر كريم من النهار، وجهك لم يكن كوجه أي طفلة تزينت بالورد وشاكسة الجمال، بل إنك طفلة تعرف كيف تقنص الفرح وتغزل الحب وعلى شفتيها أهازيج تتردد أن تعلن عن ابتسامتها الخجولة وتكشف السر خلف هذا البياض فلا يسأل بعد اليوم من يراك.. ماسر هذا النقاء؟.