غيب الموت الشيخ عبدالرحمن بن سعيد مؤسس نادي الهلال ورائد الحركة الرياضية في المنطقة الوسطى عن عمر يناهز ال 90 عاما، قضى أكثر من ثلثيها في خدمة الرياضة والرياضيين في هذا الوطن الشاسع المترامي الأطراف. وقد فجعنا لوفاته، وحزنا لفراقه، وتأثرنا بفقده، كيف لا، وهو الذي أعطى الرياضة كل وقته، واسهم في نهضتها وتطورها بفكره الثاقب ودعمه المادي والمعنوي غير المحدود. شارك ابن سعيد في تأسيس نادي الشباب مع مجموعة من الرياضيين، كما هو معروف، وكان له شرف تأسيس نادي الهلال عام 1377ه باسم الاولمبي قبل أن يتحول اسمه للهلال بأمر ملكي. لعب الكرة فأجاد وشغل العديد من المناصب الإدارية فأبدع، وعندما استقر به المقام لفترة من الزمن في مدينة جدة انخرط مع أسرة النادي الأهلي حتى تبوأ منصب نائب الرئيس. لم يتوقف عطاؤه على الأندية التي أسسها أو تلك التي عمل بها فقط، بل امتد لأبعد من ذلك، حيث عرف بدعمه لكل الأندية، حتى تلك التي كانت تملك فرقا منافسة كالنصر مثلا. كان الراحل بن سعيد شغوفا بالرياضة، ومحبا لها، وعاشق وولهان بكرة القدم، كان سخيا ووفيا معها، ضحى بكثير من ماله وجهده وعمله من اجلها. لذلك نجح في جذب الشباب لميادينها، واسهم في تكوين رأي ايجابي عنها رغم أن نظرة المجتمع السعودي في تلك الأيام تجاه الرياضة كانت سالبة. كشف المؤرخ الرياضي أمين ساعاتي أن الراحل ابن سعيد كان يحارب في مجتمع يعتبر الرياضة شيطانا اخرس، بيد انه لم يستسلم وظل صامدا حتى أصبحت أندية الرياض ملء السمع والبصر وباتت واجهة مشرقة للوطن وأبنائه. لم يكن الشيخ الراحل ابن سعيد يهدف من المشروع الذي أطلقه، في ذلك الوقت إلى شغل أوقات فراغ الشباب بما لا يفيد، أو صرفهم عن دراستهم أو أداء واجباتهم الأساسية. لقد جعل الشيخ بن سعيد من الرياضة، مدخلا هاما للشباب لكي ينطلقوا منها إلى ابعد من ممارستها، كان يهدف إلى تفعيل دور الشباب في المجتمع، وتوظيفهم في مؤسسات الدولة، وإتاحة الفرصة لبعض منهم لمواصلة دراستهم وقد نجح في ذلك والحمد لله، حتى نظل أوفياء مع أهل العطاء، كما هو ديدننا، نقترح أن يتم إطلاق اسم الشيخ الراحل عبدالرحمن بن سعيد على إحدى المنشآت الرياضية تخليدا لذكراه العطرة. والعشم كبير في أن يلتقط المسؤولون بالرئاسة العامة لرعاية الشباب زمام المبادرة ويتبنوا هذا الاقتراح حتى يصبح واقعا ملموسا. رحم الله الشيخ عبدالرحمن بن سعيد رحمة واسعة، ونسأله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، وان يسكنه الجنة مع الصديقين والشهداء، ويلهمنا وأسرته الصبر وحسن العزاء. ولا حول ولا قوة إلا بالله.