عندما تتحدث صاحبة السمو الملكي الأميرة لولوة الفيصل عن وضع المملكة الاقتصادي والاجتماعي ودور المرأة السعودية في مشاركتها بالتنمية القائمة في بلادنا العزيزة تشعر أنك كمستمع أنك أمام موسوعة متكاملة من المعلومات القيِّمة التي يتشوق الكثير خصوصاً الغرب إلى الاستماع إلى تلك المعلومات الحقيقية. الأميرة لولوة الفيصل تُعد رائدة في مجال التعليم في المملكة فلها بصمات كبيرة في متابعة التعليم النسائي.. فمن مدارس دار الحنان إلى كلية عفت الأهلية.. والتي ستصبح جامعة أهلية في القريب.. أثناء جولتها في خمس مدن أمريكية (نيويورك، اتلانتا، هيوستن، شيكاغو، سان فرانسيسكو) شاركت سموها وفد رجال الأعمال وحرصت على حضور الجلسات والاستماع للمناقشات التي دارت في ذلك المنتدى.. «الرياض» حرصت بأن تجري اللقاء الصحفي الأول مع سموها.. وكانت كريمة في وقتها رغم انشغالها.. ودار الحوار التالي: ٭ «الرياض»: كيف ترين إمكانية تحسين صورة المملكة في الولاياتالمتحدةالأمريكية عقب أحداث 11 سبتمبر - أيلول - وهل هذا هو أحد أدوار الوفد؟ - الأميرة لولوة: هو في الحقيقة ليس الغرض من زيارة الوفد بحث ذلك الموضوع، ولكن الغرض الرئيس هو بحث موضوع الاقتصاد، والتجارة، وهذا في حقيقة الأمر الغرض الأساس الذي من أجله حضر الوفد، فعلى العكس ما كان في الماضي حيث كان التجار يبحثون عن التجار الآخرين لإقامة الصفقات التجارية من خارج المملكة، وإلا أن الذي أعرفه بأن هذا الوفد غرضه جذب التجار إلى المملكة وجعلهم يستثمرون في داخل المملكة وهذا اختلاف عن السابق وهو إعطاء فرصة للسعوديين للاستثمار في الولاياتالمتحدة أو مع أي دولة أخرى، وبالعكس اعطاء فرصة للمستثمرين من رجال الأعمال الأمريكيين للاستثمار في المملكة. فالاقتصاد السعودي - والحمد لله - قوي جداً ويمكن للمستثمر الأجنبي أن يستثمر في المملكة كما هو يستثمر في أي مكان في العالم، وهذه الاستفادة تعود بالنفع للجميع. ٭ «الرياض»: سمو الأميرة، المرأة السعودية تعاني دائماً من هاجس الإعلام الغربي عن طريق معاملتها.. وحقوقها.. إلى ما إلى ذلك.. كيف لنا في وجهة نظر سموك تغيير تلك النظرة السلبية خصوصاً وأن المرأة السعودية خطت خطوات كبيرة في عدة مجالات؟ - الأميرة لولوة: أعتقد بأن هذا دور الإعلام في المملكة لتبيين حقيقة الدور الذي تقوم به المرأة السعودية في المجتمع وفي بلادها بالطريقة الصحيحة قبل الخارج، وعندما يتم تغيير وجهة النظر في الداخل عندئذ سيتغير الانطباع لدى الخارج.. الأساس هو الداخل قبل الخارج. لذلك على الإعلام القيام بدورهم في التعريف بالحقيقة والواقع والرد على كل من يتساءل عن وضع المرأة السعودية. ٭ «الرياض»: هل يمكن لسموك اطلاعنا على بعض المشاريع الخيرية التي تساهمين فيها؟ - الأميرة لولوة: في الواقع أنا عضوة في جمعية النهضة الخيرية ونشاطي محدود فيها حيث أسكن مدينة جدة حالياً، وهناك مشروع آخر تحت مسمى مهارات.. قمت أنا وعدد من السيدات بإقامة مركز المهارات والذي تعمل به الأخت نادية علي علي رضا وأنا رئيسة لمجلس مؤسسي المركز الذي يعنى بصعوبات التعلّم. ٭ «الرياض»: سمو الأميرة، عودة إلى موضوع الوفد التجاري، هل ترين بأن زيارة هذا الوفد من رجال الأعمال يمكن أن تجذب المستثمر الأمريكي للاستثمار في المملكة وتشجع رجال الأعمال السعوديين على عقد صفقات تجارية مع رجال أعمال أمريكيين؟ - الأميرة لولوة: لماذا لا .. هذا الأمر ليس بالجديد على رجال الأعمال السعوديين طبعاً مرت برجال الأعمال فترة من قلة التعامل مع رجال الأعمال الأمريكيين ويعود ذلك إلى مشكلة التأشيرات وصعوبة الدخول بالنسبة للسعوديين إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية والعكس بالنسبة لرجال الأعمال الأمريكيين يجدون صعوبة إلى السفر إلى المملكة حتى الآن يوجد هناك إنذار للأمريكيين من السفر إلى المملكة وإن شاء الله سينتهي هذا قريباً.. وذلك كون محاربة الفئة الضالة لدينا قائمة ورجال الأمن السعوديون يؤدون واجبهم على أكمل وجه والجميع يدعمهم وإن شاء الله سنتغلب عليهم من أجل بلادنا. ٭ «الرياض»: سمو الأميرة، كيف ترين دور الأسرة في الحفاظ على الجيل وإنشاء جيل بعيداً عن التطرف والغلو؟ - الأميرة لولوة: عموماً المنزل هو الأساس في كل شيء قبل المدرسة، فالأهل لهم دور كبير في إعداد الجيل.. وبتوسيع معلوماتهم ونظرتهم إلى الآخر كشخص عادي في الكون وذلك لأن الإسلام دين شامل وكوني وليس له علاقة بأسرة معينة أو محدودة. ٭ «الرياض»: سمو الأميرة، الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية أعلن مؤخراً عن فتح باب الوظائف في وزارة الخارجية للمرأة.. السؤال ما هي إمكانية التحاق طالبات كلية عفت في العمل بوزارة الخارجية خصوصاً وأن شرط الوزارة في إجادة اللغة متوفر لدى طالبات الكلية..؟ - الأميرة لولوة: إعلان وزارة الخارحية جاء مثل ما أعلن من بعض الوزارات وهذه سياسة الحكومة في فتح مجال العمل للمرأة السعودية، لكن يبدو أن وزارة الخارجية لديها الامكانيات في توظيف المرأة لذلك تم الإعلان عنها. أما بالنسبة لطالبات كلية عفت فنحن نخرج الطالبات ليس للعمل في جهة واحدة نحن نخرجهن للعمل في أي مجال ولا نريد حصرهن للعمل في جهة واحدة. طالباتنا بإذن الله سيعملن في أي مجال هن يرغبن العمل فيه، نحن لا نوجههن إلى جهة معينة، فالمرأة المسلمة تستطيع أن تتعامل مع أي عمل يتوفر لها.. ٭ «الرياض»: سمو الأميرة، هناك تخصصات محددة في كلية عفت .. هل هناك نية لفتح تخصصات جديدة؟ - الأميرة لولوة: في الحقيقة يوجد لدينا تخصصان زيادة عن أي كلية من الكليات الأخرى، وذلك كون وزارة التعليم العالي سمحت بافتتاح خمسة تخصصات.. في حين القرار الأساسي الصادر من الوزارة كان بثلاثة تخصصات وهذا أمر جيد لنا حيث كنا جاهزين للتخصصين. أما عن زيادة التخصصات فأنا أرى بأنها لا تؤدي إلى فرق فالمهم هو نوعية التعليم.. ٭ «الرياض»: ماذا يميز خريجة كلية عفت عن بقية خريجات الجامعات السعودية مثل الملك سعود والملك عبدالعزيز والكليات الأهلية الأخرى؟ - الأميرة لولوة: الكليات الأهلية عدة وليست فقط كلية عفت كوني مسؤولة عنها.. المجال بين الطالبة والمعلمة أقوى من أي جامعة حكومية لأن عدد الطالبات أقل وهناك وقت أطول للمعلمات مع الطالبات ومشاركتهن في النشاطات المختلفة، فالجامعات الحكومية ذات كثافة طلابية عالية. بالاضافة إلى اهتمام الكلية الأهلية بالطالبات أكثر، وإن شاء الله يمكن أن نستعين بنوعية متميزة من عضوات هيئة التدريس لتدريس طالباتنا. ٭ «الرياض»: سمو الأميرة، هل هناك دراسة لافتتاح فرع لكلية عفت في داخل المملكة؟ - الأميرة لولوة: حالياً في الحقيقة لا ولكن إلى أن نصبح جامعة ويتم التأسيس بشكل جيد.. فنحن بدأنا العمل منذ ست سنوات فقط.. اعطونا الوقت لنصبح جامعة مؤسسة جيداً بعد ذلك يمكنني بحث إمكانية فتح الفروع إذا تطلب الأمر. ٭ «الرياض»: سمو الأميرة، ما هي إمكانية إعطاء منح دراسية للطالبات في كلية عفت؟ - الأميرة لولوة: لدينا صندوق منح والذين يتبرعون منا بها تذهب تبرعاتهم إلى الطالبات المحتاجات حيث لدينا ربع منحة ونصف منحة وثلاثة أرباع منحة والطالبة المتميزة مهما كان مستواها الاجتماعي ولديها علامات عالية تعطى منحة. ٭ «الرياض»: هل تمت دراسات لإقامة جامعة عفت، وما هي نوعية التعاون مع بعض الجامعات الأمريكية؟ - الأميرة لولوة: هو في الحقيقة لدينا تفاهم مع عدة جهات تعليمية في الولاياتالمتحدةالأمريكية وقريباً مع بريطانيا وكندا. بالنسبة للتخصصات لدينا اتفاقيات تفاهم مع جامعة دوك الأمريكية حيث ندرس في المستقبل إمكانية افتتاح قسم علوم الهندسة، ولدينا اتفاقية مع سميث ووقعت مؤخراً اتفاقية مع جامعة جورج تاون من ناحية تقديمهم لنا مساعدة في تحضير المناهج لدينا وبرنامج التخصصات التي لدينا طبعاً بعد موافقة وزارة التعليم العالي. ٭ «الرياض»: سمو الأميرة، ما هو دور مؤسسة الملك فيصل الخيرية في دعم كلية عفت؟ - الأميرة لولوة: نحن تحت مظلة مؤسسة الملك فيصل الخيرية بدون أي دعم. ٭ «الرياض»: كيف تري سموك مستقبل المرأة السعودية ومجالات العمل المقدمة لها..؟ - الأميرة لولوة: هناك تخصصات كثيرة مقدمة للمرأة السعودية وعدم التركيز على فرص عمل محدودة من المرأة السعودية يجب أن تبحث عن عمل يوافق مؤهلها إذا رغبت في العمل، دون إغلاق نفسها في تخصص أو آخر في حين ان مجالات العمل أصبحت الآن مفتوحة في كافة مجالات العمل. وأنا الآن اتحدث فقط عن المرأة السعودية وحتى الشباب السعودي المشكلة في الجانبين بالنسبة للمملكة العربية السعودية هناك فرص عمل كثيرة نحن الآن نحاول جذب المستثمر الأجنبي إلى المملكة، الأمر الذي سيفتح فرصا كبيرة للعمل.. لذلك على الشباب الاتجاه إلى البدء بالعمل يداً بيد . الآن جميع الجهات تقدم تدريبا للعاملين بها ولا يوجد هناك نقص في مجال التدريب لمن يرغب الالتحاق به - ما شاء الله - يوجد لدينا المعاهد للتدريب وهي متواجدة في جميع أنحاء المملكة للرجال والنساء. ٭ «الرياض»: سمو الأميرة هل أنت متفائلة لامكانية إيجاد عمل للرجل والمرأة السعوديين؟ - الأميرة لولوة: أنا دائما متفائلة بكل السعوديين. السعوديون أثبتوا أنفسهم في مجالات كثيرة ولا أدري لماذا يكون البعض لديه نظرة غير تفاؤلية عن شبابنا. ولو عدنا إلى تاريخنا منذ 70 سنة إلى الآن لوجدنا بأنه لا يوجد شعب في العالم عمل ما عمله الشعب السعودي فأنا فخورة جداً ومتفائلة جداً بالشباب السعودي.