شهدت العاصمة الأردنية عمان استنفارا أمنيا منذ صباح امس وذلك عشية الاعتصام المفتوح اليوم الجمعة الذي دعت الى تنفيذه قوى شبابية للمطالبة بتحقيق إصلاحات سياسية. وما زاد من وتيرة الاستنفار الأمني تكتم المعتصمين على المكان الذي ينوون تنفيذ اعتصامهم فيه حتى اللحظة في الوقت الذي أكدت فيه الحكومة انها لن تسمح بأية مسيرات أو اعتصامات من شأنها ان تؤثر على سير الحياة الطبيعية في عمان . وقال المتحدث الرسمي باسم مديرية الأمن العام المقدم محمد الخطيب ليونايتد برس انترناشونال إن المديرية وبالتعاون مع قوات الدرك وضعت خطة شاملة استعدادا للاعتصام المفتوح. وأضاف الخطيب "سنعمل على حماية المعتصمين والمواطنين على حد سواء وسنعمل على فصل تام بين أماكن المعتصمين ومصالح المواطنين". وشدد على ان "الأجهزة الأمنية ستتعامل مع المعتصمين مهما اختلفت آراؤهم وتوجهاتهم السياسية بمهنية وبأسلوب حضاري" . وأعلنت قوى مناهضة للاعتصام عن تنظيم تجمع بالقرب من ميدان عبد جمال عبد الناصر بالتزامن مع اعتصام القوى الشبابية المطالبة بالإصلاح السياسي. وقالت هذه القوى ان الاعتصام سيتم من منطلق ان الشارع ليس حكرا على مجموعة معينة . ورفعت هذه القوى لافتة كبيرة على جسر الميدان حملت عبارة "وقفة وفاء للوطن والقائد" ،كما كتب على اللوحة الإعلانية عبارة "الصمت لم يعد من ذهب.. والشارع ليس حكرا على أحد". ويخشى مراقبون من تكرار ما حدث خلال اعتصام ميدان جمال عبد الناصر في آذار / مارس الماضي عندما قامت قوات الدرك بفض الاعتصام بالقوة ما أسفر عن مقتل شخص وإصابة العشرات بجروح . ووسط حالة من القلق والتوتر إزاء ما يمكن ان يحدث اليوم أعاد وزير الداخلية مازن الساكت التأكيد ان"الاعتصام المفتوح مرفوض لأنه سيعيدنا الى حالة مرفوضة على الإطلاق" ،فيما اعتبر رئيس مجلس النواب فيصل الفايز ان الاعتصام "لا يصب في المصلحة الوطنية العليا". وكان ناشطون ينتمون الى مجموعة من الحركات الشبابية أعلنوا انهم قرروا تنفيذ اعتصام مفتوح يوم الجمعة للتأكيد على مطالبهم في الإصلاح السياسي .وأعلنت الحركة الإسلامية قوة المعارضة الرئيسية في المملكة انها ستشارك في الاعتصام كما أعلنت عن تنظيم مسيرة تنطلق بعد صلاة الجمعة من أمام المسجد الحسيني بوسط عمان .