أعلن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة مساء الأول (المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية) لعام1434ه 2013م ، بحضور معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، وجمع كبير من رجال الإعلام والعلم والأدب والثقافة.. وذلك خلال المؤتمر الذي عقد بقصر سموه بسلطانة. وقد نقل سموه في كلمة ألقاها بهذه المناسبة تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يحفظه الله وتمنياته أن توفق المدينةالمنورة كعاصمة للثقافة الإسلامية ، وقال في رد على سؤال ل"الرياض" بأن هناك توجها قائما لإنشاء مركز ثقافي عالمي في المدينة يتواكب مع المناسبة ويتم تدشينه مطلع العام الميلادي 2013م ، لافتا إلى أن جميع أهالي المدينة بإمكانهم طرح آرائهم وتصوراتهم عن المناسبة من خلال المواقع التفاعلية والتي ستسهم في الحراك الثقافي وإبراز مكانة طيبة الطبية.. مؤكدا سموه في حديثه على أهمية الدور الملقى في هذا السياق على نادي المدينةالمنورة الأدبي الثقافي بوجه خاص، وعلى العلماء والمثقفين والأدباء بوجه عام. وعن بعض أوضاع بعض المواقع الأثرية في المدينةالمنورة وما يعانيه بعضها من إهمال.. أوضح سموه أن تراث المدينة على درجة كبيرة من الأهمية، لاسيما والمدينةالمنورة مرتبطة ارتباطا وثيقا بعصر النبوة المحمدية .. مشيرا سموه في هذا السياق إلى أنه سيتم إنشاء اكاديمية يتم عرض مناهجها على هيئة كبار العلماء تجمع بين التراث والتاريخ والعلم الشرعي، لتخرج مناهجها بما لا يمكن معه أن يتقول أحد على النبي صلى الله عليه وسلم جزافاً ، مؤكدا على أن وجود أهل العلم والاختصاص والدراية على جانب كبير من الأهمية التي من شأنها إعطاء الأدلة والبراهين حتى لا يترك الموضوع بما وصفه سموه " لبعض سواقي التكاسي ". د. خوجة: المسجد النبوي الجامعة الأولى للعلوم الإسلامية.. وثقافتنا منطلقها التعارف والحوار وقال سموه : يشرفني في هذه المناسبة المباركة والسعيدة أن أعلن للجميع هذه الموافقة السامية، حيث جاء اختيار المدينة وفقا للمعايير التي تم اختيارها في المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء الثقافة الذي عقد في الدوحة سنة 2001 م وجاء الاختيار ليجسد ما تتمتع به هذه المدينة المباركة من خصائص تاريخية وثقافية واجتماعية واقتصادية أهلتها لتكون عاصمة للثقافة ورمزا لوحدة المسلمين وارتباطها بعقيدتها السمحة.. مؤكدا سموه في حديثه إلى أنه إذا كان جميع مدن العالم تحشد جهودها لتشكيل هويتها الخاصة.. فإن مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة ليستا بحاجة لهذا الحشد لصبغتهما بنور التوحيد والإيمان الذي لا يجعل لهما منافسا في كافة مدن العالم. أمير المدينة و د. خوجة ملقيا كلمة ومضى سموه في كلمته حامدا الله على ما أنعم به على المملكة من نعم الأمن والاستقرار وتوحيد الكلمة تحت راية التوحيد، وعلى ما أكرم به بلادنا بأن حملها مسؤولية ورعاية وخدمة الحرمين الشريفين وإعمارهما.. مستعرضا سموه ما قدمته المملكة في سبيل شرف هذه الخدمة على امتداد تاريخها، وتقديم كل ما في وسعها للمحافظة على هذا الشرف العظيم من خلال الاهتمام الدائم والمتواصل بهما حتى أصبحا على ما هما عليه من سعة وتطور وما وفراه من سبل الراحة للحجاج والمعتمرين والزوار.. مشيرا سموه إلى أنه كون المدينةالمنورة انطلاقا للرسالة الإسلامية لتعم أرجاء الأرض فقد استمرت تحمل شعار الثقافة الإسلامية على مدار الزمن حيث يفد إليها المسلمون من كل بقاع الأرض للصلاة في المسجد النبوي المبارك والتشرف بالسلام على خير البرية عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم. الإعلان عن إنشاء مركز ثقافي عالمي يواكب مكانة المدينة.. وإنشاء أكاديمية تجمع بين التراث والتاريخ والعلم الشرعي وأضاف سموه قائلا : إنه لشرف عظيم للمملكة أن يتم اختيار مكةالمكرمة عام 2003 م والمدينةالمنورة عام 2013 م عاصمة للثقافة الإسلامية فهاتان المدينتان تحظيان بخصوصية فريدة ففيهما الحرمان الشريفان ومنهما شع نور الإسلام وإليهما يتجه المسلمون في رحالهم ، وكم هو جميل أن يلتقي المسلمون في هذا المكان الطاهر لترسيخ مفهوم الوحدة الثقافية الإسلامية، وتكريس قيم التسامح والوسطية ونبذ كل أشكال التطرف والإرهاب.. مثمنا سموه جهود المملكة في خدمة الأمة الإسلامية التي لا تخفى على أحد، والتي ستظل تحمل هم الفكر الإسلامي الصحيح لمحاربة كل قوى التطرف والضلال أينما كان على أسس متينة وواضحة مستمدة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم. وأشار سموه إلى أن المدينةالمنورة بإرثها التاريخي ملتقى لكل الفعاليات التي تهتم بشؤون الأمة الإسلامية.. مما يجعل المسؤولية عظيمة لابد من وعي أبعادها وإدراك أهميتها.. وبأنه على يقين تام بأن أهالي طيبة الطيبة أهل لهذه التطلعات لأن تجربتهم في هذا المجال ليست وليدة اليوم، وإنما بدأت ملامحها من أول يوم استقبلت فيه أرضهم المباركة حامل لواء الرسالة محمد صلى الله عليه وسلم فأثبت الأنصار رضي الله عنهم مقدرتهم على الوفاء فمدحهم المولى عز وجل ووصفهم بما يليق بهم كقوله جل وعلا :(يحبون من هاجر إليهم) لينالوا بذلك شرف المكان والزمان وليظل ذكرهم إلى قيام الساعة.. ليأتي في هذه المناسبة اختيار المدينة عاصمة للثقافة الإسلامية حافزا لهم لتقديم المزيد من العطاء والشعور بالمسؤولية. مداخلة الرياض وقال سموه : إن هذه المناسبة تعني الكثير للمملكة بحكم دورها الريادي، وكون المناسبة في المدينةالمنورة سيترتب عليها مسؤولية أكبر بأن تكون متناسبة مع عظم المكان وأهميته، وأننا مدينون في ذلك بالشكر لله عز وجل على أن يسر إقامة هذه الفعاليات في هذه المدينة المباركة.. لافتا سموه إلى أن التحضيرات الأولية بدأت بالتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام منذ صدور الأمر السامي الكريم حيث تم وضع التصورات العامة بهذه المناسبة، كما سيتم تشكيل اللجان التنفيذية للفعاليات وطرح مسابقة لتصميم الشعار الخاص والعمل على وضع البرامج التي تكفل مشاركة الجميع في الفعاليات لكي يكون المعل جماعيا والكل يساهم فيه وما تقوم به الإمارة هو الإشراف العام من خلال اللجان التنظيمية التي ستتولى بإذن الله تنفيذ البرامج الخاصة بهذه المناسبة في ضوء المحاور الرئيسية المحددة لذلك وهي المحور الثقافي والمحور الإعلامي والاجتماعي والتربوي والتراثي والتاريخي والفني والرياضي. كما قدم سموه بهذه المناسبة باسمه ونيابة عن أهالي المدينةالمنورة جزيل الشكر والامتنان لمقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز أيده الله، ولولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام، ولسمو النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية - حفظهما الله - على جهودهم المخلصة والدائمة في خدمة قضايا الأمة الإسلامية معبرا عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقه الرياض رئيس مجلس دارة الملك عبدالعزيز، ولرئيس مركز بحوث ودراسات المدينة على اهتمامه ومتابعته وتوجيهه بتقديم كل ما يمكن لإنجاح هذه المناسبة ولجميع من أسهم في إنجاح هذه الفعاليات. الحضور من إعلاميين ومثقفين بعد ذلك ألقى معالي وزير الثقافة والإعلام د. خوجة، كلمة رحب فيها بسمو الأمير والحضور ، رافعا في كلمته الشكر والعرفان لقيادتنا الحكيمة وحرصها على أن تخرج هذه المناسبة الثقافية الكبرى بما يوازي المكانة الدينية والعلمية للمدينة ، مشيرا إلى ما مرت به الثقافة الإسلامية وفضلها بين الأمم وانفتاحها على ثقافات الأمم.. موضحا معاليه بأن الأساس الذي قامت عليه الثقافة الإسلامية هو أساس التعارف والحوار ، لكونه أصلا من أصول النظرة الإسلامية للأمم والثقافات والمجتمعات التي استوعبت الثقافة الإسلامية وأنزلتها منزلة محترمة في سلم الحضارات، لافتا في كلمته إلى أنه مهما تنوع الحديث عن الثقافة الإسلامية وتفرع فإنه ينتسب إلى الأرض الطيبة المدينةالمنورة التي تكونت فيها الأصول الأولى للثقافة الإسلامية.. مشيرا معاليه إلى أنه في المدينةالمنورة تكونت أسس العلوم الإسلامية في العلوم والقرآن والفقه والأدب والتاريخ.. وإلى أن المسجد النبوي كان الجامعة الأولى للعلوم العربية والإسلامية ، مشيرا إلى أن هذه المناسبة فرصة جليلة للتذكير بما أعطته المدينة لثقافتنا وحضارتنا وأمتنا.