عالية الشامان.. من ذوي الاحتياجات الخاصة.. بل من ذوي الانجازات الخاصة... فهاهي رغم إعاقتها الشديدة تشارك بشجاعة في تأسيس «أدب الإعاقة» وذلك بروايتها وقصصها.. وعالية التي لا تملك من التواصل مع العالم الا لوحة مفاتيح الكمبيوتر.. حيث أصيبت بشلل دماغي كامل... ويشكل جسدها كتلة هامدة لا يتحرك بها شيء ما عدا سبابة اليد اليسرى التي تكتب بها عبر الكمبيوتر.. وتعلن بهذه الكتابات التحدي ضد الإعاقة فكان لها العديد من الأعمال الأدبية والفنية والمشاركات الدولية والمحلية.. كان أبرزها أن رشحت لجائزة الفكر العربي عن قصة أميرة الخيال... والتي كتب مقدمتها سمو الأمير سلطان بن سلمان... «الرياض»... التقت بعالية الشامان... حيث أجابت على العديد من الأسئلة.... فكان هذا الحوار.. ٭ عالية الشامان في سطور؟ - عالية احمد الشامان.. العمر واحد وعشرون سنة ابتليت بإعاقة شلل دماغي.. ومهما كان نوع الإعاقة هي في نظري ابتلاء من الله.. وأسأله أن يعوضني عن صبري بنعيم جنته.. ٭ حدثينا عن دور الأسرة في رعايتك وتعليمك؟ - من نعم الله علي أن رزقني بأسرة متعلمة متفتحة العقل تعاملني بكل الحب والاحترام فوالدتي وقفت بجانبي ومنحني والدي الثقة الكاملة في حرية التصرف بعالم الأبداع.. فأنا اتمنى ان يكون للمعاقين أسرة.. مثل أسرتي.. ٭ كيف يتعامل المجتمع مع عالية؟ - كم اتمنى أن أصور لكم سوء تعامل المجتمع مع عالية من نظرات مليئة بالعبوس في كل مكان اذهب اليه. ولو أني غير راضية بقسمة ربي لأصبحت جليسة في المنزل.. من سوء المعاملة إلتي أجدها.. ٭ متى بدأت عالية مرحلة الكتابة والرسم.. - بدأت بعد حادث أليم حدث لي فقد كنت بصحبة اسرتي في أحد الأماكن العامة... وفجأة سمعنا صراخ امرأة.. كنت أظن أنها رأت شيئا غريبا جعلها تصرخ.. هكذا... ولكن السبب الحقيقي هو اعاقتي... لم أكن أعرف أن الإعاقة جرم في نظر البشر... في اليوم الثاني كنت أتذكر ذلك الموقف ونظرت إلى كل كائن حي.. وجدت أن لديهم طموحا بالنجاح وأنا الوحيدة التي ليس لها طموح.. ومن هنا بدأت أبحث لنفسي وعن هدف أعيش من أجله.. فقد كنت أكتب الخواطر على ورق عقلي.. ولم تكن المشكلة ليست محدودة فقط بي... كوني لم أتعلم... بل كانت مشكلة كل المعاقين... لهذا.. قررت بعد هذا الحادث أن أكون محامية المعاقين أطالب بحقوقهم بالعلم لأنه عمود أساسي في تكوين الحياة الكاملة لأي انسان وكان الحل.. أن اتعلم... حتى اطرح قضيتي الى العالم من خلال الأدب.. وكان أمامي طريقا ن الأول أن استسلم لليأس وأعيش عالة على الحياة والآخر ان اتحدى المستحيل... مهما كانت الصعوبات ووجدت الحل.. بأن أكون محامية المعاقين.. ٭ واليوم.. ماهو طموح عالية.. - كان هناك طموح واحد يشغل تفكيري.. ولكني تعلمت بأنه يجب على الإنسان ان يكون له اكثر من طموح.. وقد اصبح لي ثلاث أهداف في عالم الأدب.. - ان ارفع اسم الدين الإسلامي عالياً وأن أزيد من مجد وطني وأثبتت للجميع ان المعاق لديه مهارات مدهشة... واحرص بكل كتابتي على تذكير الناس بحب الله... وحلمي ان اكون اعظم أديبة في العالم العربي... ٭ ماذا عن مشاركاتك الأدبية؟ - شاركت في مسابقة أدبية في لندن.. ثم رشحت لجائزة الفكر العربي.. عن قصة «أميرة الخيال» والتي كتب مقدمتها.. صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان.. ثم شاركت بورقة قصة بنجاح.. تحت عنوان الواقع والمأمول في مدينة الرياض.. وشاركت بملتقى التربية الخاصة في تبوك تحت عنوان.. يد بيد نحو مستقبل أفضل.. ومن أعمالي هناك كتاب قصصي يحمل عنوان أميرة الخيال.. ورواية عاشق العدالة.. وقصة «القلم» والتي انتظر حالياً الفسح الإعلامي لها.. وهناك كتاب إشاري بعنوان «لا للمستحيل» حيث ابتكرت أكثر من مائتي كلمة عربية وانجليزية برسوم توضيحية... لتمكين المعاق من التحدث والتواصل وعن أهم لوحاتي. لوحة الملك عبدالعزيز - بعنوان ملك الصحراء ولوحة الشهيد أحمد ياسين بعنوان.. رجل التحدي.. ولوحة بعنوان مسجد السلام.. ٭ ماهو الدور الذي قدمه النادي الأدبي أو جمعية الثقافة والفنون بالمنطقة.. لك؟ - لا أظن انهم لم يسمعوا بكتاب أميرة الخيال.. والمؤتمر الذي حدث مؤخراً بمنطقة تبوك.. لهذا.. لا أدري ما سر صمتهم. ٭ ماذا تقول عالية للمعاقين دائماً؟ - اقول لهم.. مستحيل ليد واحدة ان تصنع بنيانا.. ٭ كلمة شكر لمن تسديها عالية؟ - اشكر صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان على اهتمامه ومتابعته اعمالي الفنية والأدبية. - وكذلك اشكر مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين خاصة.. الدكتور حمد البعادي والأستاذ عدنان الطريف.. والناقد السعودي محمد العباس.. والى صحيفة «الرياض» جزيل الشكر.