عبارات متنوعة وعديدة ترفض حضور الصغار إلى مناسبات الزواج، فمن "ممنوع اصطحاب الأطفال" إلى "نتمنى نوماً هنيئاً لأطفالكم"، تبرز الأسئلة التالية: هل من العدل أن يقتصر الزواج فقط على الكبار دون الصغار؟، وكيف تتصرف الأسرة المدعوة للمناسبة بأطفالها؟. "الرياض" التقت بعدد من الآباء والأمهات لأخذ آرائهم حول تلك العبارات، إلى جانب معرفة ردود أفعالهم. عبارات دخيلة في البداية قال "فادي العنزي": بالنسبة لهذه العبارات فهي دخيلة على مجتمعاتنا، بل وهي نتيجة تقليد البعض للمجتمعات التي تقام فيها الاحتفالات المختلطة، والتي تحدث بها بعض التصرفات التي لا يريد الآباء لأبنائهم مشاهدتها، مضيفاً أنه إذا أخذ الأهل أولادهم وخالفوا هذا الشرط، تضايق أصحاب الزواج، وإذا تركوهم بالمنزل لم ترتاح الأسرة، بل وتجد الجميع على أحر من الجمر في سبيل العودة إلى المنزل لأجل الأبناء، مشيراً إلى أنه بالرغم من أن إجابة دعوة المسلم لأخيه واجبه في الدين، إلاّ أنه بسبب تلك العبارة أصبح الناس لا يلبون الدعوات، وما أكثر من حرموا أنفسهم من الحفلات والمناسبات بسبب هذه الشروط، ناصحاً بإلغاء مثل هذا الشرط، وفتح المجال للجميع لحضور المناسبة ومشاركة العريس فرحته. الضيوف يعانون وأوضحت "سها الغصن" أنها من المؤيدين لعدم اصطحاب الأطفال لصالات الزوجات؛ لأنهم بتصرفاتهم يكونون عالةً على الضيوف وأهل المناسبة، بل ويسببون الإزعاج الدائم للجميع، مضيفةً أنه يجب على من يلبي الدعوة أن يمتثل لشروط أصحابها، أما بخصوص من تقول أنها لا تستطيع ترك أبناءها بالمنزل والحضور بدونهم، فهذا مجرد كلام؛ لأن الأم تحضر الأبناء للمناسبة وتنساهم، ولا تدري أين هم وماذا يفعلون منذ دخولهم حتى موعد المغادرة، مشيرةً إلى أن هذا حال أغلبية الأسر، متسائلةً: هل من الأولى بقاء الأبناء في منازلهم؟، أو إحضارهم وتعريضهم للمشاكل والسهر بالمناسبات؟. ضد المجاملة وقالت "فرجة الشمري": أنا ضد مجاملة أصحاب هذه الدعوات، فمن يرفض حضور الأبناء الواجب علينا مقاطعته، بل وعدم تلبيه دعوته، متسائلةً: ما الفائدة التي تعود على الأم من الحضور دون أطفالها؟، والذين ينتظرون الساعات الطويلة لعودة والدتهم من المناسبة وهم مع الخادمة أو الأب، متسائلةً مرةً أخرى: هل نحن ملزومون بالحضور لمثل هذه المناسبات؟، وماذا نتوقع رده فعل أصحاب المناسبة في حالة امتناع المدعوين عن الحضور بسبب هذا الشرط؟، والذي فيه ظلم بحق الأطفال وحرمان لهم من مناسبة اجتماعية هم في أمس الحاجة لها، حيث تجعل منهم جيلاً اجتماعياً يملك الجرأة والحيوية، فتعودهم على مخالطة الناس والاحتكاك بهم، إلى جانب اكتساب الخبرة وتجارب الحياة، لافتةً إلى أن منعهم من الحضور له أثر سلبي، من خلال إعداد جيل خجول يشعر بالحرج الشديد والانطواء على النفس. حرج شديد وأكد "ممدوح البلوى" على أن لكل حفل تنظيم معين و"بروتوكول" خاص، ولكن شقاوة هؤلاء الصغار قد تضع أصحاب المناسبة في حرج شديد مع الضيوف، وخصوصاً في القاعة النسائية، والتي تكون ذات ممرات ومداخل مجهزة بالفرش والورود الخاصة والمكلفة على العريس وأهله، وبطبيعة الحال أطفالنا يملكون طاقات ونشاط زائد يؤدى في النهاية للعبث بتلك التجهيزات، مبيناً أنه مع شرط منع الأطفال ويجب على من يحضر ويلبي الدعوة التعاون مع أصحاب المناسبة بهذا الخصوص. عقد خاص وقال "خالد البركاتي": هذا الموضوع أخذ بالانتشار في المجتمع، حيث كانت البداية بالمناسبات التي تقام بالفنادق الضخمة في بعض المناطق، والتي تحتاج للهدوء، كما هي شروط إدارة تلك الفنادق، وفي هذه الحالة الأمر طبيعي ومقبول، ولكن أن تصبح هذه العادة أو الشروط قائمة في جميع المناسبات، وفي جميع الصالات والقاعات، فهذا أمر غير معقول، مضيفاً أنه عند مناقشة أصحاب المناسبة عن ذلك، يكون ردهم أن العقد الخاص بالموقع يمنع دخول الأطفال، لتبدأ بعد ذلك الحجج بالأثاث والأجهزة الموجودة بالقاعة، والتي قد تتعرض للتلف من الأطفال، أضف إلى ذلك أن البعض أخذ هذا الأمر "موضة" وتقليداً للغير، دون إدراك لما قد يسببه هذا الشرط من قطيعة بين الأقارب والمعارف. كابوس مزعج وتحدثت "روان الحويطي" قائلةً: ابنتي الصغيرة أول ما تشاهد كروت الدعوات بالمنزل تبدأ بالسؤال: هل يوجد بها عبارة ممنوع اصطحاب الأطفال؟، وذلك كدليل واضح على ما تمثله تلك العبارة من "كابوس" مزعج للأطفال، وخصوصاً البنات اللاتي يفرحن بمثل هذه المناسبات، والتي تشاهد الواحدة منهن زميلتها وصديقتها في أحسن الملابس. وعزا "ماجد منصور" من يلجأ لكتابة تلك العبارات في مناسباتهم إلى الخوف من التكاليف التي قد يدفعونها عند حضور الأطفال، فالمتعارف عليه أن الأسر لا يقل عدد أطفالها عن ثلاثة أشخاص تقريباً، وهذا هو السبب بنظري ولا غيره. يخشى أصحاب المناسبة من عبث الصغار بأثاث القاعة