خلال السنوات القليلة الماضية شهدنا كيف استطاعت الشبكة العنكبوتية وبكل هدوء، سحب البساط من تحت البرامج التقليدية. فمن النادر الآن أن نشاهد جهازا وقد تضخم بكم البرامج المثبتة، بل على العكس أصبح جل وقت مستخدم الجهاز يقضيه مع برنامج واحد، ألا وهو المتصفح! ومع إطلالة حقبة جديدة، وهي حقبة تطبيقات الهواتف الذكية، والتي استطاعت هي الأخرى أن تسحب البساط من تحت تطبيقات الشبكة العنكبوتية إلى تطبيقات الهواتف النقالة، بدأنا نرى تخوفا يلوح في الأفق من موت الشبكة العنكبوتية، في ظل ازدهار حركة تحميل التطبيقات من متاجر الهواتف النقالة والتي تزخر بآلاف البرامج من جميع الأنواع والمناسبة لمختلف الأذواق. فهذه التطبيقات قد شكلت أبعادا جديدة من التفاعلية والحصول على المعلومات والتنبيهات الآنية مما أثر سلبا على سمعة تطبيقات الويب التي تفتقد لبعض من هذه الخصائص. من أجل ذلك قام المطورون من جميع الفئات، من ضمنهم مطورو الويب، بالتوجه إلى تطوير تطبيقات الهواتف النقالة، كمصدر للربح السريع. إلا أنه مع ذلك كله، فإنه يوجد الكثير من الأمل للشبكة العنكبوتية لاستعادة مكانتها والمنافسة في هذا المضمار، هذا الأمل ينضوي تحت مجموعة من التقنيات المحسنة مثل لغة HTML5 والجيل الثالث من الأنماط المتعاقبة (CSS3) والجافا سكريبت. فإذا ما تم التوصل إلى بناء تطبيقات للهواتف الذكية تعتمد على التقنيات المذكورة وأيضا تستطيع العمل بنفس تفاعلية تطبيقات الهاتف النقال، فإن الشبكة العنكبوتية ستدخل عصرا جديدا من المنافسة. وهذا بالضبط ما تعمل منظمة الويب العالمية (W3C) جاهدة لتحقيقه عن طريق إثراء لغة HTML5 بإضافات برمجية تضفي إليه طبقة من التفاعلية. ختاماً، وعلى الرغم مما ذكر سابقا، فلا نغفل أن الشبكة العنكبوتية حتى مع وضعها الحالي تعتبر أسهل منصة لتبادل ونشر المعلومات لجميع أنواع الأجهزة، ولهذا السبب فإن الشبكة العنكبوتية ستبقى لسنوات قادمة، حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا!!