لاحظت أن حافلة تابعة لإحدى الشركات تسير في الشارع العام بكل انتظام وحسب القوانين المرورية المعروفة دولياً. كان ذلك مثار استغرابي الذي لم يدم طويلاً فقد وجدت خلف هذه الحافلة عبارة تقول: في حالة ملاحظة مخالفة للسائق، اتصل على الرقم «....» ورقم الهاتف الموجود هو بالتأكيد رقم المسؤول عن هذا السائق. ورغم قناعتي بأهمية الرقابة الذاتية إلا أن سلوكنا المروري قد لا ينفع معه غير هذا الأسلوب. ومن هنا أقترح على ادارات المرور في كافة أنحاء المملكة وضع تلك العبارة على الحافلات والسيارات بشكل إجباري. ومن المعروف أن سيارات النقل العام في كل الدنيا لها مسار خاص، وسرعة محددة،، ولها مواقف معروفة ومواقيت ثابتة، ولكن الحافلات في شوارعنا لها نظامها الخاص فهي لا تتقيد لا بالسرعة ولا بالمسار، ولا بالمواقف ومواعيدها غير منتظمة! أمام هذا الوضع يصعب على أصحاب السيارات الخاصة استخدام الحافلات للوصول الى اعمالهم كما يصبح من المستحيل تخفيف أعداد سائقي البيوت، فالمرأة لا تستطيع استخدام الحافلة بدون وجود خدمات نقل منتشرة وعلى مستوى عال من الجودة وتدار بأحدث أساليب التنظيم. عندما يغيب سائق العائلة لمرض أو إجازة تعلن حالة الطوارئ ويتحول رب البيت الى سائق ويتأخر عن عمله، ويتعرض للضغط ويضطر للبحث عن سائق ينقذ الموقف دون اعتبار للمسائل النظامية، ومعايير اختيار السائق كالكفاءة والخبرة والسن. هل يمكن أن تكون سيارات الأجرة هي الحل؟ المشكلة أن هذه السيارات أيضاً متدنية في مستوى خدماتها من حيث حجمها، ونظافتها، وسلامتها، ومهارة سائقها، والنظام الذي تعمل في إطاره. نعود إذن إلى تلك العبارة «في حالة وجود مخالفة اتصل على الرقم«....» ونتساءل.. هل يمكن استخدام هذه العبارة مع كل أنواع السيارات العامة والخاصة كوسيلة للحد من المخالفات المرورية والحوادث؟ إنني لا أرى ما يمنع من تطبيق هذه الفكرة حيث يتم إلزام الجميع بها ثم تقيم التجربة لمعرفة آثارها ونتائجها، فإذا كانت الرقابة الذاتية صعبة المنال فلابد من تجريب وسائل أخرى فالحملات المرورية والتوعية، والإرشادات أخذت فرصتها، ولا مانع من الاستمرار فيها مع تطبيق إجراءات حازمة على جميع السائقين الخارجيين على القواعد المرورية بدون استثناء. ان ما سبق لا يعني أن الرقابة الذاتية مستحيلة فهي متوفرة لدى كثير من الناس في قيادة السيارات وفي غير ذلك من المجالات، ولكن السلوك البشري لا يكتمل وفي علم النفس هناك تعزيز للسلوك الإيجابي عن طريق التقدير والمكافآت، وهناك أساليب لإيقاف السلوك السلبي فلنجرب تطبيق نظريات علم النفس على سلوكنا المروري.