حرصت الشؤون الصحية بالطائف على البرامج التي تخدم المجتمع، وانطلاقاً من ذلك فعّلت برنامج "خدمة المجتمع"، والذي يختص بالعديد من الابتكارات، من خلال تحويل بعض هياكل السيارات القديمة الخارجة عن الخدمة إلى برامج هادفة، أبرزها بنك الدم المتنقل، والذي تم تجهيزه بطريقة سهلة ليسهم في جذب حوالي (4000) متبرع بالدم حتى الآن، من خلال التجول على الأسواق والميادين العامة والإدارات الحكومية. "الرياض" التقت صاحب الفكرة ومنفذ المشروع الأستاذ "سعيد الزهراني" -نائب مدير إدارة الطوارئ والخدمات الاسعافية بالشئون الصحية بالطائف- وقال: إن الفكرة نبعت عندما لاحظنا الصعوبة في وصول الراغبين في التبرع بالدم إلى بنوك الدم في المستشفيات، فقررنا البحث عن طريقة تجذب المتبرعين، فكان الحل شراء بنك دم متنقل، مبيناً أنهم توقفوا لارتفاع تكلفة مثل هذه السيارات، خصوصاً أن هناك أولويات قد تكون أهم من بنك الدم المتنقل، لذلك فكر في إحدى السيارات المتوقفة منذ ما يزيد على (23) عاما، مشيراً إلى بعد تشغيل السيارة تم عمل الصيانة الميكانيكية والكهربائية لها، ثم بدأنا العمل الشاق لتجهيز الداخلية الذي استمر حوالي خمسة أشهر بالكامل، وتم استخدام كميات من الألواح الخشبية والألمنيوم في التجهيز. وأضاف: تم طلاء السيارة بالكامل من الداخل، وفرش الأرضية وتجهيزها بثلاثة كراسي للتبرع بالدم، تعمل بالكهرباء، وكراسي للاستراحة واسطوانات أكسجين ومكيف مركزي وإضاءة تعمل على مولد خاص يعمل بالوقود خارج السيارة، مبيناً أنه تجهيز خارجية السيارة بشكل ملفت للنظر، لافتاً إلى أنه وصلت التكاليف المرصودة والمتوقعة لإعادة السيارة إلى الحياة في حدود (20) ألف ريال، وانخفضت التكاليف إلى حدود 12 ألف ريال، ذاكراً أنه بعد نجاح فكرة بنك الدم المتنقل، انتقلنا إلى الاستفادة من سيارات وهياكل أخرى بهدف خدمة المجتمع بشكل جيد، والعمل من مبدأ الإمكانيات المتاحة وتسخيرها في كل ما يخدم الصالح العام. وقال المواطن "صالح العنزي": إنني أشد كثيراً على من نفذ هذه الفكرة الممتازة، والتي تعود بالنفع على الإدارات الحكومية، متمنياً من وزارة الصحة استحداث إدارات بالشئون الصحية لكل مدينة تحت مسمى خدمة المجتمع، تكون مسؤولة عن تطبيق ومتابعة مثل هذه البرامج والأفكار الرائعة. وأوضح "رشيد المالكي" أن هذه الابتكارات تُعد خدمة للمواطن والمقيم، مضيفاً أن برنامج خدمة المجتمع في صحة الطائف يُعد من أهم البرامج الذي يضاف إلى سجلها المتميز في شتى المجالات. وأكد "محمد الثبيتي" -رئيس اللجنة الاعلامية في محافظة الطائف- على أن الفكرة ممتازة وجيدة إذ وجد في هذه المركبات ما يستفاد منها بدلاً من أن يأكلها "الصدأ"، وإذا وجد كذلك الجهة الممونة، مشيراً إلى أن مثل هذه الأفكار، تشجع على الابتكار وإبراز أصحاب المواهب والقدرات من العاملين في قطاعات الدولة المختلفة. من جهته قال "علي الكناني": إن هذا المشروع ساهم في إنقاذ الكثير من الناس، مضيفاً أن الذهاب إلى الأماكن العامة يشجع على التبرع بالدم في جميع الأوقات، متمنياً تطبيق الفكرة على مختلف المناطق.