جملة العنوان ليست من بنيات أفكاري، وإنما اقتطعتها من حوار نشر مؤخراً لرئيس الاتفاق عبدالعزيز الدوسري، ووجدت نفسي متحمساً لها بل وأتبناها، باعتبارها تلخص واقع "الشرقاويين" مع ناديهم الأكبر وحامل لوائهم الأوحد؛ إذ ليس بخافٍ على أحد الجحود والنكران اللذين يجدهما النادي من جميع أبناء الساحل الشرقي أكانوا رجال أعمال، أو جماهير، أو حتى إعلاميين، ولا أبرئ نفسي. هنا لا أتكلم عن الاتفاقيين ولا عن أهالي الدمام بل عن كل أبناء المنطقة، فدعم الاتفاق أراه واجباً على الجميع؛ باعتباره النادي الوحيد في المنطقة القادر على تحقيق أحلامها وأحلام أبنائها، وقد فعل ذلك كثيراً ولا زال قادراً على فعل ذلك لو أتيح له بعض ما هو متاح لغيره، فلولا ضيق ذات اليد لما تنازل الاتفاق عن تاجه الذي نصبه يوماً سيد الكرة السعودية، وزعيم الكرتين العربية والخليجية. إنني لست أتحدث عن عطايا ولا هبات، فرجال أعمال المنطقة ومنهم الاتفاقيون حتى النخاع لم يجودوا على ناديهم في سنوات القحط والفاقة، فكيف بهم اليوم وهم يسمعون عن عقود رعاية، ودعاية، واستثمار، وبيع عقود لاعبين تدر على الأندية ملايين الريالات، وهنا مربط فرسي، فما أعنيه تحديداً أن الاتفاق بحاجة إلى أن يدير رجال أعمال المنطقة عقارب بوصلتهم باتجاهه، وذلك عبر الاستثمار فيه؛ خصوصاً وأن كل مقومات النجاح حاضرة، والتي يأتي في مقدمتها شعبية الاتفاق الجارفة، وهذا ما ينبغي على لجنة الاستثمار الرياضي في "غرفة الشرقية" تعزيزه بالدراسة والتحفيز. وعن الشعبية أستطيع الجزم وبثقة متناهية أن كل أهالي الشريط الساحلي اتفاقيون أباً عن جد، إن تشجيعاً أو تضامناً، ومن يشكك في المعلومة فليسأل من كان يحضر مباريات الاتفاق في السبعينيات والثمانينيات، وكيف أن المشجعين يتسابقون على مؤازرته زرافات من الأحساء والخبر والدمام والقطيف، وقد فعلوا مثل ذلك قبل أعوام معدودة حينما أطل الاتفاق بوجهه الجميل في البطولة الخليجية، وفي هذا السياق تحضرني جملة سمعتها من أحد مشجعي النادي القدامى ولا زالت ترن في أذني حينما قال واثقاً: "كل شرقاوي اتفاقي وإن لم يشجعه"! قد يقول قائل وأين جماهير النادي عن المدرجات؟، وهذا يعيدني إلى المربع الأول فالجحود والنكران ليسا قاصرين على رجال الأعمال بل حتى الجماهير أراها توغل في ظلمها لناديها، وإنه لمن المعيب حقاً أن نرى جماهير الأندية الأخرى -أياً تكن جماهيريتها- تتفوق على الاتفاق في معقله، ومن المعيب أكثر أن يرتبط الانتماء والدعم بالبطولات فقط كما فعلت حينما غصّت بها مدرجات ملعب الأمير محمد بن فهد في نصف نهائي ونهائي بطولة الأندية الخليجية العام 2006، فيومها فعلت جماهير فارس الدهناء ما لم يفعله أحد. وإعلامياً لا يبدو المشهد الاتفاقي جميلاً إذ هو بحاجة إلى إعادة بناء وليس مجرد ترميم، ولن يكون ذلك إلا بالبدء بمعالجة القصور الذي جعل الصوت الاتفاقي مخنوقاً حتى لا يكاد يسمع، ولا ينتهي عند حتمية تعزيز قيمة الاتفاق ككيان كبير في كل وسائل الإعلام على طريقة "شئتم أم أبيتم"، ولن يكون ذلك إلا بعمل مهني.. فهل ثمة من يدرك حاجة الاتفاق لكل ذلك ويعمل باحترافية من أجله؟!