توصل شمال وجنوب السودان الى اتفاق يقضي بتشكيل لجنة من الجانبين من أجل التوصل الى حل نهائي بخصوص منطقة أبيي الغنية بالنفط، والتي دانت تحت سيطرة الجيش الشمالي منذ الأسبوع الماضي. وقال نائب رئيس حكومة الجنوب الدكتور رياك مشار بعد اجتماعات مارثونية جمعته في الخرطوم مع الرئيس عمر البشير ونائبه علي عثمان محمد طه أن الجنوب وافق على شرط حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال بالتوصل الى اتفاق متكامل حول المنطقة قبل سحب القوات الشمالية منها مقابل الغاء قرار البشير القاضي بحل الادارية التي كانت تدير الامور في أبيي. ووصف مشار لقاءاته مع البشير وطه بالساخنة ، قائلا إنها تطرقت لخمس قضايا على رأسها أبيي الي جانب منطقتي النيل الازرق وجنوب كردفان، بجانب قضايا إغلاق الحدود واستئناف المحادثات حول القضايا العالقة. وقال مشار إنه جدد خلال الاجتماعات التزام الجنوب بالسلام وحل الخلافات بالطرق السلمية وتلقى تأكيدا من البشير ونائبه بنفس الالتزام. وأضاف «نحن نرى ان ما تم في ابيي يمكن ان يعيد الناس لمربع الحرب وهذا ليس منهجنا لاسيما وان الطرفين لن يستفيدا منه»، مشيرا الى اتفاق تم بتكوين لجنة لمعالجة الأزمة وقال إنه طالب البشير وطه معا بسحب القوات المسلحة واعادة الادارية، واوضح «لكن موقف الوطني ان لا يتم ذلك الا باتفاق كامل لحل المشكلة» وزاد «ونحن وافقنا» . وأوضح مشار أن الاجتماعات ناقشت قضية الشراكة بين الجنوب والشمال وضرورة استمرارها بعد اكتمال حلقات الانفصال، مشيرا الى انه اتفق مع طه على استئناف الحوار حول القضايا العالقة وترتيبات ما بعد الانفصال في أقرب وقت من دون ان يحدد موعداً قاطعاً . وذكر ان اللقاء تطرق لقضية القوات الجنوبية في ولايتي جنوب كردفان والنيل الازرق الشماليتين، وأفاد بأن الخلاف حولها لا زال قائما خاصة بعد تمسك المؤتمر الوطني برفض وجودها. وأضاف «رأينا ان هناك قضايا لم تحسم بالمنطقتين لذا لا بد من استمرار القوات الدولية في تلك المناطق للحفاظ على الأمن وعدم تكرار الانفلات الامني الذي تم بأبيي قبل احتلالها».