الموقع الشخصي هو مرآة للفنان الفوتوغرافي يعكس فكره وفنه وتوجهه ، ويعتبر حلما يسعى المصور للوصول إليه كما يسعى المواطن في امتلاك " بيت العمر" تقام له الاحتفالات وتقدم التبريكات ! ويتسرع بعض المصورين الفوتوغرافيين في إنشاء مواقعهم الشخصية ، في حين يتأخر كثير منهم في الشروع فيها .. ظنا منهم أنه لم يحن وقتها بعد ! ويعود ذلك الانقسام في الآراء إلى جهل البعض بكثير من خفايا المواقع والتعامل معها أو إلى عدم الثقة في احترافية النتاج الفني أو عدم القدرة المالية أحيانا .. وكثير من الأمور التي سنتاولها مع أصحاب الخبرة في هذا المجال وهما الفنان ثامر الطاسان والفنان حسين الدغريري صاحب أحد أنجح المواقع الفوتوغرافية الشهيرة في الوسط الفوتوغرافي حيث قدما لنا مشكورين المعلومات والنصائح الثمينة .. يبدأ الأستاذ حسين الدغريري صاحب موقع الهوس الضوئي بالحديث عن أهمية الإنترنت في خدمة المصور الفوتوغرافي .. فيقول : مع تزايد المستخدمين للإنترنت سنوياً أصبح يشكل منبراً حيوياً لأي جهة شخصية أو مؤسسية ، وبالنسبة للمصور سواء كان هاويا أو محترفا فالإنترنت يوصل يومياته وإبداعاته ونشاطاته التجارية للعالم ، وأصبحت المواقع الشخصية بمثابة الكروت الشخصية بأسلوب رقمي جديد من خلال المواقع العالمية (جوجل وفيسبوك ومايكروسوفت) التي تقدم خدمات تهتم بالجانب التعريفي للأشخاص وأصبح بمقدور أي شخص في العالم التوصل لمعلوماتك بسهولة، الأمر الذي دفع شركات متخصصة بالتصوير لصنع عوالم تسهل لعملائها نقل إبداعاتهم الفوتوغرافية بأسرع طريقة ك (فليكر وجوجل بيكاسا وانستاجرام وكاميرا بلص) حيث سهلت ربط تحديثاتهم ليومياتهم وإبداعاتهم بنقرة جوال ، وهو ما تسعى له مواقع عالمية ك فيسبوك لتطويره لعلمهم بأن الصورة أساس التواصل البصري والمجتمعي والثقافي بين الناس ، أما على صعيد المواقع الشخصية فيعتبر الموقع الشخصي المنفرد دليل حرص من المصور على جودة ما يقدمه للناس دون إغفال ما ذكرناه من مواقع اجتماعية الدغريري : الاستعانة بالشركات المختصة بتصميم المواقع خيار آمن ولكنه مكلف مالياً الموقع الشخصي .. متى ولماذا ؟ ثامر الطاسان : يفكر المصور بإنشاء موقع فوتوغرافي خاص به عندما يأخذ هواية التصوير بجدية وتنتشر صوره وتلاقي اعجاب المهتمين. وعندما يكون لديه سجل مشرف من الإنجازات. والمصور العادي تكفيه المواقع العامة مثل المنتديات وفليكر إلى أن تصبح الهواية جادة وينشئ موقع شخصي. وهناك فوائد عديدة تعود على المصور من إنشاء موقعه الشخصي إعلاميا وتسويقيا وفنيا منها سهولة الوصول الى أعمال المصورعن طريق محركات البحث. وكونه أداة تسويقية للمصور بحيث يعرض افضل أعماله وإنجازاته. الفائدة من إنشاء الموقع الشخصي ويحكي الدغريري تجربته الشخصية فيقول : قبل إنشائي لموقعي الشخصي كنت أعاني من التواصل مع الناس فلا يوجد موقع خاص يضم شتات صوري المنتشرة بين المواقع والمنتديات حتى عندما يتم البحث عن اسمي تحيلهم النتائج إلى مواقع لا تمثلني من قريب أو بعيد ! لذلك خطوة الموقع الشخصي تعتبر أساسية في إثبات اسم المصور وحفظ الحق الفكري فالموقع قد يساعد في تبيين الصورة الأصلية للمصور من ما ينتشر في الإنترنت من صور قد تسرق بكل سهولة إضافة إلى أنه يصبح أداة مهمة في الخطاب الإعلامي والإعلاني كما يسهل وصول العملاء إليه الخيار بين الشركات أو مصممي المواقع يوعز البعض تصميم موقعه لشركات والبعض يفضل اختيار مصممين محترفين يقول الدغريري: أعتقد بأنها مسألة نسبة وتناسب ، فالمصممون المستقلون لديهم حس إبتكاري عالي مع قبولهم لميزانيات أقل ، لكن هذا الخيار متعلق بمخاطرات في وقت الإنجاز واستمرارية الدعم الفني للموقع ، تجربتي في التصميم كانت باجتهاد مني في برمجة موقعي الأول حيث قمت ببنائه كاملاً من تصميمي وبرمجتي فرغم تنفيذ ما كنت أصبو إليه إلا أني عانيت من صعوبة تحديث الموقع ، الأمر الذي اضطرني للاستعانة بعد سنتين بأحد أصدقائي المبرمجين في صنع موقعي الحالي وبرمجته ،لذلك يبقى الخيار الآمن وهو الاستعانة بالشركات المتخصصة بتصميم المواقع ولكنه مكلف مالياً ، خاصة وأن تصميم مواقع الصور يستلزم معايير عرض وبرمجة مختلفة عن غيرها من المواقع أما الطاسان فيقول : أعتقد أن المصمم الموهوب هو أفضل خيار لأن شركات التصميم مكلفة ولا تلبي جميع احتياجات المصور من ناحية تصميم الموقع. بعض المصورين يصنفون مواقعهم على حسب نوع التصوير المهتمين به، اللاندسكيب والبورتريه كمثال. تكلفة التصميم وتكلفة الاستضافة تكون على حسب الاحتياج الفعلي من ناحية حجم الصور ومعدل الزيارات. المفاضلة بين شركات تصميم المواقع يرى الدغريري أن : البرمجيات الحديثة التي بدأت تظهر للإنترنت كتقنيات الفالش والأجاكس والاتش تي ام ال 5 هي من أهم الأمور التي تميز شركات التصميم عن غيرها ، لأن هذه الأمور تزيد من جاذبية الزوار للمواقع من ناحية توافقيتها مع اختلاف متصفحاتهم وأجهزتهم ، ورغم انتشار القوالب الجاهزة لمواقع ادارة المحتوى وحتى الفلاش للمصورين إلا أن اللمسة النهائية للموقع تبقى هي الفاصل الذي يميز موقع عن غيره تصنيفات المواقع الفوتوغرافية يقول الدغريري واصفا أنواع المواقع : تتميز مواقع المصورين عن بعضها من عدة نواح أهمها : البساطة حيث تختلف طريقة العرض من مصور لآخر ،كذلك المحتوى حيث نجد أن طبقة كبيرة من المصورين العالميين والمحليين تقوم بتحديث مدوناتهم وصفحاتهم الشخصية بالرغم من ارتباطها بمعارضهم على الإنترنت ، إلا أن شهرتهم ارتبطت بما يقدمونه من محتوى فبعضهم يهتم بالجانب التثقيفي والتعليمي أكثر، وهناك مصورين يفرقون بين مواقعهم التجارية ومواقعهم اليومية والشخصية ، وبعضهم يقتصر على ربط واجهة موقعه بما ينشره في حساباته المتنوعة في الشبكات الاجتماعية كفليكر وفيس بوك وتويتر ولينكد ان وغيرها فيحصل على نسبة تسويقه أعلى مما لو كان مرتبطاً بموقعه فقط مواقع حية ومواقع ميتة الطاسان : المصور العادي تكفيه المواقع العامة وفليكر حتى تصبح الهواية جادة فينشئ موقعه الخاص يقول الدغريري : محافظة المصور على استقرار موقعه من التوقف من جهات الشركات المستضيفة هو أهم نقطة يجب التركيز عليها. كذلك استمرارية تحديث الموقع بالصور ولو كانت متقطعة فهذا التحديث البسيط يرسل رسالة للزائر بوجود تواصل بينه وبين ما يقدمه المصور من إبداع، كما أن ربط التحديثات بالمواقع الاجتماعية الأخرى له بالغ الأثر في سرعة وصول التحديثات للزوار دون اغفال نتائجها الايجابية في دعم أعمال المصور وانتشارها اعلامياً. ويضيف : كما أن طريقة استعراض الصور فن من فنون المواقع ، تشكل فارق في نجاح الموقع وفشله كذلك توافقه مع المتصفحات ومعدلات سرعة الانترنت من شخص لآخر يجب أن تؤخذ بالحسبان، فبعض الاضافات في المواقع قد تشكل عبئا على الزائر مما يجعله يغادر الصفحة بذكرى سيئة ، لذلك تقاس أحياناً أسعار الرعايات للمواقع المشهورة بمدة مكوث الشخص في كل صفحة وفي الموقع عموما. ويوافقه الطاسان في الرأي فيقول : هناك مواقع فوتوغرافية شخصية لبعض المصورين تعتبر ميتة لا يتم تحديثها بالصور والأخبار. ولتنشيطها يجب أن تكون طريقة تحديثها سهلة بالإضافة إلى ربطها بمواقع الشبكات الاجتماعية مثل فيسبوك وتويتر. معيار النجاح والفشل الصورة ومشاكل عرضها وأحجامها تعتبر مشكلة في كل مواقع الإنترنت وبرمجتها لذلك نشأت برمجات خاصة تساعد على تحميل الصور في الخلفية وابتكار ضغط للصور بشكل أخف وسرعة استعراض ، هذه الأمور نشأت بعد شكاوى متعددة من الزوار والمصممين من سوء بعض الأدوات البرمجية وثقلها ، لذلك يعتبر الموقع وثقله عاملا من عوامل الفشل والنجاح ، أيضاً معايير صغيرة ودقيقة قد تشكل فارقا لدى المتلقي ، فموقع شخصي لمصور لا يحتوي على دومين خاص قد يحيله للفشل بنظر بعض الزوار والمتلقين !! تنبيهات أثناء إنشاء الموقع ينبه الدغريري إلى نقاط هامة أثناء إنشاء الموقع أهمها : إتقان توزيع العناصر والبعد عن التشتيت لأن مثل هذه الأمور تساعد المتلقي على استيعاب الرسالة مباشرة من الصورة لذلك نجد في مواقع المصورين الكبار عدم وجود مساحة للتعليق على الصور يرجع ذلك لايمانهم بجودة ووجهة نظرهم في ما يقدمونه دون الحرص على استعراض انطباعات الناس المختلفة على الصور فمواقعهم تعتبر منصات عرض لوحات فنية لا أكثر أما أماكن الحوار فلها روابطها الخاصة كالمدونات وغيرها كما أنصح المصور بأن يتفرد في تقديم فكرة مميزة وغير تقليدية في عرض صوره ومحتوى الموقع عندما يتعدى استعراض الصور لعرض نصائح ويوميات وغيرها أخطاء تقع بعد إنشاء الموقع بعض المصورين ينسى تحديث موقعه فلا يقوم بتحديثه ويغفل عن ان الزوار لا يعرفون وقت محدد للزيارة ولا مكان معين فتعاهد الموقع وصيانته وتحديثه من اهم الأشياء التي يجب الحرص عليها ايضا من الاخطاء التي يقع فيها المصورون في مواقعهم استخدام القوالب الجاهزة والغير معربة والتي لا تتوافق مع ما يقدمونه من شريحة مستهدفة فيجب الالتزام بتقديم واجهة خاصة لكل لغة بكامل تألقها من الاخطاء التي يقع فيها المصورون سواء توزيع عناوين الصور وعدم الإلمام بالتصنيف الصحيح للصور أو المعقول منها. كما يضيف الفنان ثامر الطاسان بعض الأخطاء بقوله : اعتقد اكبر خطأ هو اختيار اسم غير لائق للموقع، مثل أسماء الدلع، فهي لا تعطي جدية أو احترافية للمصور. أيضاً المبالغة في السيرة الذاتية وفي الإنجازات الصغيرة، قد يكون ضررها اكبر من نفعها. ووضع الكثير من الصور غير الجيدة في الموقع والتي يؤثر وجودها سلبياً على الصور الجيدة. وأنصح كل مصور جاد بإنشاء موقعه باسمه الحقيقي وبتصميم بسيط لا يغطي على جمال الصور. ما يجب معرفته تقنيا وفنيا ويقدّم الدغريري خلاصة تجربته الناجحة مع موقعه الشخصي فيما يجب معرفته بقوله : أهم الأمور التي يجب أن يدركها المصور هو الإلمام ببرامج ادارة المواقع واختلافها وامكانيات كل لغة لتساعده في اختيار ما يتناسب مع موقعه وتطويره ايضا اللغات البرمجية الحديثة التي قد تعتبر عصرا جديدا لتقنية قديمة . ايضا يجب على المصور ان يدرك قيمة المواقع الاجتماعية كفيسبوك وتويتر وفليكر وغيرها من المواقع التي يمكنه ربط موقعه بها مما يساعده في انتشار اوسع وكسب شريحة جديدة بأرقام ضخمة تتزايد يوما بعد يوم. كذلك يجب على المصور معرفة اساليب تسويق ومنافذه على الشبكة واستكشاف حجم السوق الذي يقبل عليه فلا ابلغ من تجاوز مبيعات ومشاهدي الصحف الالكترونية مقابل الصحف المطبوعة في أمريكا قبل شهر فكلنا نعلم الاتجاه الذي يسلكه الناس في قضاء أوقاتهم وتصفحاتهم من هواتفهم الكفية وأجهزتهم اللوحية. الآلية في تحميل الصور في الموقع الشخصي يتابع الدغريري استعراض تجربته الناجحة في موقعه الشهير فيقول : على مدى ست سنوات من انطلاق موقعي على الانترنت يعتبر عدد صوري التي عرضتها للناس في موقعي لا تتجاوز 300 صورة حيث يعتبر العدد قليلا لكني اؤمن بقاعدة ربط الناس اسمك بصور منتقاة بعناية وذات رسائل محددة افضل بكثير من عرض كل ما تسقط عليه يدك في حافظات كمبيوترك ويضيف : أعلم يقينا بأن المصورين العالميين يملكون آلافا من الصور لكن قاعدة الدقة في عرض محتويات الموقع ومعرض لديهم يجبرهم على اختيار أدق التفاصيل التي تعبر عن ارائهم وتوجهاتهم وتخصصاتهم لذلك نجد أن هناك مواقع كثيرة لمصورين كبار يعرضون الصور التي تتشابه أو تنتمي لمشروع واحد يعرضونها في قوائم خاصة ومنفردة وليس لها علاقة بتصنيفاتهم العامة لصورهم لذلك نجدهم بعد فترة يفاجئوننا بصور لم تعرض من قبل في الانترنت ومعارضهم السابقة سواء عندما يعرضونها في كتبهم المطبوعة أو معارضهم الخاصة على أرض الواقع فبرأيي ان الصور المتميزة تعتبر كمؤشر الأسهم للمصور لا يعرضها الا في الوقت والمكان المناسبين. ويقول الطاسان عن تجربته الفنية مع موقعه : أحرص على ان يكون في كل ألبوم 30 صورة فقط لأن ألبوماتي مقسمة على حسب المدينة (مثل لندن، باريس، إلخ...). وفي حالة وجود صور أفضل أقوم بتبديل الصور القديمة. وذلك للمحافظة على جودة الأعمال الموجودة في الموقع التي ربما تكون أفضل من الصور غير المعروضة. نصيحة أخيرة ويختم الفنان الدغريري حديثه الرائع ومعلوماته القيمة عن المواقع الفوتوغرافية بنصيحة أخيرة يقدمها لعموم المصورين الراغبين في إنشاء مواقع شخصية بقوله : أؤمن باختلاف المصورين وتوجهاتهم ومقدار التميز لبعضهم عن الاخر لذلك نصيحتي لمن يريد ان يصمم وينشئ عالمه الخاص ان يحدد ما الرسالة التي يريدها ثم يحدد بعدها اللمسة التي تميزه عن غيره فالمال ابدا ليس عائقا في تقديم اسمك وشخصيتك وهويتك للناس ولو كلفك ذلك وقتا وجهدا ومالا المهم ان تجعل شخصين في مكان ما من هذا العالم يتحدثون بكل اهتمام عن موقعك. حسين الدغريري ثامر الطاسان