أشرت في مقال سابق عن بعض الجوانب السلبية للتقنية الحديثة وتطرقت الي جاسوسية الايباد والايفون والتي أوضحت فيها قيام شركة “أبل” المصنعة للآيفون بالاحتفاظ ببيانات و صور مستخدمي هذه الأجهزة في قاعدة بيانات الشركة، و من هذه البيانات أيضا تسجيل الصوت و تردد النبرة ، إضافة إلى تشغيل الكاميرا الخاصة بالآيفون دون علم المستخدم. ولكن هناك جوانب يجب الإشارة إليها دوما لكي يأخذها مستخدمي التقنية الحديثة في حسبناهم قبل شروعهم في استخدام هذه التقنية . وما دفعني لكتابة هذا المقال اليوم هو اللقاء الذي أجرته شبكة روسيا اليوم مع مدير موقع ويكليكس الشهير جوليان اسانج في الأسبوع الماضي والذي قال فيه بأن الفيسبوك أكثر أداة تجسس مرعبة أبتكرها الإنسان في تاريخ البشرية و قال بأن الموقع يعتبر أكبر قاعدة بيانات خاصة بالبشر حول العالم بما يتضمنه من بيانات عنهم وعن علاقاتهم و أقاربهم وعناوينهم و أعمالهم والعديد من البيانات الاخرى. ولم يتوقف الرجل عند ذلك بل اتهم أيضا ياهو وقوقل و الشركات الأمريكية الكبرى الأخرى في مجال التكنولوجيا بانتهاك خصوصية البشر. وأضاف جوليان قائلاً: إن على البشر حول العالم أن يدركوا بأن الاشتراك في الفيسبوك يعني تقديم معلومات مجانية إلى وكالات الأمن الأمريكية لكي تقوم بإضافتها إلى قواعد بياناتهم التي يضعونها لجميع البشر على وجه الأرض !! ويذكر أن عدد مشتركي الفيسبوك وصل حتى الآن إلى أكثر من 600 مليون شخص حول العالم وعددهم في المملكة العربية السعودية يصل إلى قرابة 4 ملايين شخص ، و أظهرت دراسة أخرى كذلك أجريت في المملكة في ثلاث جامعات هي جامعة الملك سعود و جامعة الملك عبد العزيز و جامعة الملك فيصل بأن 70% من طلبة هذه الجامعات مشتركين في الفيسبوك ! . وبعد هذه السرد فإن التنبيه من وقت لآخر على الجوانب السلبية للتكنولوجيا الحديثة وأدواتها هو شيء ضروري جدا حتى لا تجرفنا الجوانب السلبية لهذه التكنولوجيا إلى مآلات لا يمكن التنبؤ بها.