تعهد سيلفيو برلسكوني رئيس الحكومة الإيطالية أمس السبت بالعمل مجددا على مساعدة سكان جزيرة لامبادوزا الإيطالية على التخلص من عبء ثقيل أصبحوا يشتكون منه منذ عدة أسابيع هو وصول مزيد من المهاجرين السريين إلى سواحل هذه الجزيرة قادمين من سواحل المتوسط الجنوبية وبخاصة من السواحل التونسية والليبية. وكان قد فعل ذلك قبل عدة أسابيع قائلا إنه سيشتري بيتا في هذه الجزيرة. وكان مركب محمل بما يزيد على خمسمائة مهاجر سري غالبيتهم من الصوماليين والنيجيريين والإرتريين قد وصلوا قبل يومين منهكين إلى الجزيرة واضطرت السلطات الإيطالية إلى إجلائهم إلى أماكن أخرى في إيطاليا قبل وصول برلسكوني إليها. وعلمت "الرياض" من مصادر فرنسية مطلعة أن الإستراتيجية الجديدة التي أصبحت إيطاليا تتعامل من خلالها منذ أيام إزاء ملف الهجرة السرية القادمة من سواحل المتوسط الجنوبية أو المارة عبرها إلى سواحل أوروبا الجنوبية أصبحت تزعج كثيرا من البلدان الأوروبية وبخاصة فرنسا وألمانيا. فالسلطات الإيطالية عمدت قبل أيام إلى منح آلاف التونسيين الذين وصلوا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة إلى جزيرة لامبادوزا بشكل غير شرعي بطاقات تسمح لهم بالإقامة والعمل بشكل مؤقت في عدد من بلدان الاتحاد الأوروبية ما أثار حفيظة السلطات الفرنسية التي تدرك جيدا أن غالبية المهاجرين التونسيين الذين يصلون إلى إيطاليا إنما يرغبون في الاستقرار والعمل في فرنسا. وقد أجبر الإجراء الإيطالي وزير الداخلية الفرنسي على لقاء نظيره الإيطالي في روما والاتفاق يوم الجمعة الماضي على تسيير دوريات إيطالية فرنسية مشتركة جوية وبحرية قرب السواحل التونسية للحيلولة من دون انطلاق موجات جديدة من المهاجرين التونسيين باتجاه أوروبا.