عندما طلب مني زميلي معالي الأمير فهد بن خالد السديري (رئيس جائزة الأمير خالد السديري للتفوق العلمي) بأن أتحدث معكم حول الاقتصاد السعودي في الوقت الراهن في خلال 20 دقيقة وجدت نفسي متحيراً.. فعناصر الاقتصاد متعددة.. وكل يتأثر بالآخر لذا قررت ان اختار عنصرين مهمين من هذا الاقتصاد. العنصر الأول: وضعنا الاقتصادي والمالي الآن وأثره على سوقنا المالي.. نظراً لاهتمام أكثر الحضور بسوق الأسهم.. وطبعاً أنا الخبير الأول بهذا السوق والدليل على ذلك استمرار خسارتي وانا مشهور بدخولي وقت الغلط وخروجي وقت الغلط. لذا فنصيحتي ان تعملوا ضد أي نصيحة أقدمها لكم اليوم. أما العنصر الثاني : فهو متعلق بالشباب ومستقبلهم ودورهم في هذا الاقتصاد وتنميته خاصة وأن المناسبة للمتفوقين من الطلبة والطالبات وهو الموضوع الأقرب لقلبي . لنبدأ بالاقتصاد وأثره على سوقنا؟.. فمن الناحية الاقتصادية عندما نتحدث عن المملكة واقتصادها فنحن نتحدث عن دولة :- 1- تحتل المرتبة 23 في لائحة أكبر اقتصادات في العالم. 2- المملكة ستصبح سادس أغنى دولة في العالم في 2050م، كما ظهرت في قائمة سيتي بنك الامريكي متخطية كندا وسويسرا والمملكة المتحدة. 3- أكبر دولة تلقت الاستثمار الأجنبي المباشر في الوطن العربي، والذي تعدى 147 مليار دولار (544 مليار ريال) وثلث هذا الاستثمار في القطاع الصناعي فقط بمبلغ 214 مليار ريال. 4- الدولة التي تحتل المرتبة 11 بين أسهل دول العالم للقيام بالأعمال. 5- أفضل دولة في حماية المستثمرين في منطقة دول الخليج. 6- أكبر دولة مصدرة للمنتجات غير النفطية من بين الدول العربية 7- دولة فيها مشاريع جارية تبلغ قيمتها أكثر من 500 مليار دولار،( موزعة حسب دراسة أعدتها ارامكو إلى حوالي 375 مليار ريال للبنية التحتية وحوالي 320 مليار ريال للصناعة و 300 مليار للزيت والغاز وحوالي 280 مليار ريال للكهرباء والماء). هذه تقييمات صادرة من مؤسسات دولية متخصصة وليست صادرة من وزارة الاعلام السعودية. ولم أجد أفضل وأسهل من هذه التقييمات لألخص وضع اقتصادنا في هذا الوقت بدلاً من الدخول في تحليلات نظرية لا يستوعبها أكثر القراء. أما من الناحية المالية أيها الإخوة : بلدنا ولله الحمد لديها حوالي 450 مليار دولار موجودات في الخارج (حوالي 1.688 مليار ريال) في بداية عام 2011م على شكل سندات او نقد جاهزة للعودة عند الحاجة في مشاريعنا التنموية وليست في استثمارات طويلة الأجل أو عقارية او غيرها. وبالرغم من التزام الدولة مؤخراً بزيادة الصرف الغير متوقع وخارج الميزانية بمبلغ 133 مليار ريال في شهر مارس 2011م نتيجة صدور الأوامر الملكية لمساعدة المواطنين بعد عودة الملك بالسلامة ولله الحمد إلاّ أن الله عوضنا بزيادة أسعار النفط (نتيجة الأزمة الليبية) .. لقد كانت أسعار برميل النفط في عام 2010م بمعدل 82.5 دولاراً والأسعار المتوقعة هذا الشهر والأشهر القادمة حوالي 90 دولاراً للنفط الأمريكي و103 دولارات لنفط برنت في فبراير. . هذا مع العلم ان الاسعار قد تعدت ذلك في الأسبوعين الماضيين. هذا الوضع المالي المريح سيعطي حكومتنا مرونة بمواجهة أي تطورات مفاجئة أو مطالبات لمواجهة الأزمات في الوقت الراهن وخاصة ان هناك توقعات بصدور قرارات مجزية قريباً جداً لصالح المواطن بتكلفة مالية عالية على الدولة.. إن مثل هذا الوضع الإيجابي اقتصادياً ومالياً يؤثر ايجاباً على نفسية السوق والمتعاملين فيه .. فالوضع المالي المريح للدولة يشجع هذه المؤسسات المالية على إقراض القطاع الخاص وتوسيع نشاطاته كل ذلك من المؤكد أن يؤثر على أنشطة الشركات المساهمة المدرجة في سوق المال في كل القطاعات، فمع بداية عام 2011م ارتفع المؤشر حتى وصل إلى 7 آلاف نقطة بقيادة قطاعين مهمين هي البنوك والبتروكيماويات وهما جوهرتا السوق. وانا شخصياً متفائل بسوقنا وذلك بسبب الوضع المالي والنقدي الجيّد والذي يؤثر بالبنوك إيجاباً وكذلك وضع جميع الأنشطة الاقتصادية والتي ذكرتها ومشاريعها البالغة 500 مليار دولار في السنوات الثلاث القادمة لمشاريع بنية تحتية وغيرها وقطاعات نفطية وبتروكيماوية مما ينعكس ايجاباً على قطاعي البتروكيماويات والبناء بالرغم من تأثر سوقنا منذ أسبوعين وانخفاضه 15% قيمتها حوالي 150 مليار ريال نتيجة الهلع بسبب ما يدور في الوطن العربي.. (ومع الأسف الهلع يصيب صغار المستثمرين اولاً). إلاّ ان الثقة عادت بعد تصريح وزير المالية مشكوراً ودخول اللاعبين الأساسيين.. وهذا هو الدور المتوقع من المسؤولين ومن المستثمرين الرئيسيين لتفادي إعادة مأساة سوق المال منذ 3 سنوات. لذا تفاجأ الجميع الأسبوع الماضي بهذا الهروب المفاجئ بالرغم من أن الجميع مطلع على الوضع الممتاز للشركات المساهمة كلها تقريباً وقدرتها على توزيع الارباح وعوائدها الجيّدة لذا فقناعتي أن السوق واعد ولكن نصيحتي وخاصة لصغار ومتوسطي المستثمرين ان يكونوا مستثمرين لمدد طويلة لضمان تحقيق ارباحهم المتوقعة، وعودة السوق لحالته السابقة مؤكدة إن شاء الله قريباً جداً. إن اقتصادنا أيها الإخوة أكثر من رائع إذا نظرنا للأرقام والمشاريع ولكن مشكلتنا الوحيدة هي سوء الإدارة وفقدان الاستراتيجية الواضحة .. فالقطاعات المدارة جيّداً والواضحة في توجهاتها مثل أغلب الشركات المساهمة وخاصة الصناعية والمؤسسات المالية تجدها في صحة وعافية أما الأجهزة الحكومية وخدماتها فهي تشتكي هذا السوء مما يعكس على سلبية نفسية المواطنين الذين يتوقعون خدمات افضل نظير الأموال الطائلة والبرامج العملاقة التي تطورها وتقدمها الدولة. والأمل كبير في تلاشي هذه الأخطاء الإدارية لكي يستفيد المواطن من كل ريال يصرف لصالحة. إخوتي.. اسمحوا لي للانتقال سريعاً لموضوع اقرب إلى نفسي وخاصة بوجود شباب المنطقة المتفوقين وهو دوركم انتم أيها الشباب في هذا الاقتصاد والتنمية الوطنية. إن مجتمعنا السعودي مجتمع شبابي يقدر عدد مواطنيه حوالي 17 مليون نسمة، 50% منهم أعمارهم أقل من 18 سنة و70% منهم أعمارهم أقل من 30 سنة وستصل أعدادنا حوالي 40 مليون في عام 2020م هذه الأرقام تؤكد إننا بحاجة ل خمسة ملايين وظيفة بحلول عام 2020م، أرقام مخيفة ومذهلة بالنسبة للمحللين أما أنا شخصياً فإنني متفائل بأنها صحية خاصة إذا صحّت تنبؤات سيتي بنك حول اقتصاديات المملكة وتوقعاتهم بأنها ستكون سادس أغنى دولة في العالم في عام 2050م ولكن كل ذلك يتطلب منا العمل الجاد والبرامج الواضحة وقبل كل ذلك ايضاً لابد من إعادة الثقة في شبابنا وبناتنا إذ أننا نعاني من وجود عدم ثقة نتيجة ما يردده البعض من سلبيات من الذين لا يعرفون شبابنا من قطاعنا الخاص او المسؤولين او من لم يجربوهم على رأس العمل. وقبل الدخول في مناقشة هذه السلبيات وجب علينا أن نعترف إن فقدان الثقة في شبابنا ناتج اساساً من سوء تصرفات الشباب وسوء إعدادهم للعمل فكلنا مسؤولون عن هذه والنتيجة وعلينا أن لا نتردد بتحمل المسؤولية تجاه الشباب وان نعمل على تشجيعهم للعمل ودخولهم السوق. قالوا عنكم أيها الشباب :- 1. إنكم خريجو نظام تعليمي لا يؤهلكم للعمل في القطاع الخاص. 2. واتهموكم بالتسرب الكثير من العمل. 3. واتهموكم بسبع اتهامات أخرى سنناقشها في حينه. فلنناقش هذه الأمور. 1- هل هناك نظام تعليمي معين يخرج كل خريج جاهزا للعمل في القطاع الخاص؟ ويصلح لكل زمان ومكان؟. طبعاً لا .. لابد من التدريب على رأس العمل لكل خريج ولابد من إعادة التدريب حسب الظروف التي يمر بها الاقتصاد الوطني وتتغير الأولويات والتخصصات المطلوبة حسب حاجة السوق، ففي مرحلة ما ركز تعليمنا على تخريج المختصين في شبكات الكمبيوتر وكانت النتيجة ان أصبح لدينا 12 الف متخصص عاطل عن العمل لتغيير التقنيات وكان لابد من إعادة تدريبهم لملاءمة التقنية الجديدة وكذلك في مرحلة الطفرة الأولى تخصص الجميع في الهندسة المدنية للحاجة الماسة لهم ومع انتهاء الطفرة اكتشف الخريجون أن الوظائف المتوفرة لهم محدودة والجميع اتجه للبتروكيماويات والكيماويات وكان لابد من إعادة التدريب والتعليم وهكذا. فهل خريجو القسم الأدبي لا يصلحون للعمل في الأقسام التجارية والمحلات والأسواق الخاصة بهم إذا اعطوا الفرصة؟ .. ألا يصلحوا للأعمال الإدارية في المصانع وغيرها!. وهل المهندس الخريج جاهز للعمل مباشرة؟ وهل حامل الدكتوراة جاهز للعمل مباشرة؟ الكل بحاجة للتدريب على رأس العمل. إذن مقولة مخرجات تعليمنا هي السبب في البطالة مرفوضة، سؤالي من أقام وطوّر وبنى وخطط اقتصاد هذا البلد خلال السنوات الماضية؟.. كلهم خريجو مؤسساتنا التعليمية. وكل من تعذر بهذا العذر هو أساسا لا يريد أن يرى سعودياً في شركته وخاصة الشركات او المؤسسات التي يملكها او يديرها أجانب إما تستراً او بملكية تحت غطاء الاستثمار الأجنبي وهذا النوع من المسؤولين لن يقبلوا السعودي حتى لو قبل بالف ريال شهرياً. 2- تهمة التسرب .. هذه حقيقة مع بداية كل عمل جديد وفي أول سنة وهي ظاهرة ليست خاصة بالسعوديين .. فالتسرب بين السعوديين قد تصل نسبته إلى 50% في أول سنة ومع التدريب تنخفض هذه النسبة بشكل كبير .. وهي بين الأجانب في السعودية حوالي 17% في حين ان السعودي لا يتسرب من شركات مثل ارامكو.. سابك.. البنوك.. وغيرها .. دليل على أن من يقدم للشاب السعودي ما يكفي حاجته لن يهرب (تجربة الزامل : تسرب السعودي بعد التدريب قليلة وحتى لو حدثت فهي لمصلحة الجميع) أما السبع اتهامات التي يكررها البعض بأن الشاب السعودي:- 1- غير منضبط في تصرفاته 2- كثير الغياب 3- كثيراً ما يغير محل العمل دون إنذار مسبق 4- إنتاجية العامل قليلة 5- غير مرن مع زملائه ورؤسائه 6- لا يتبع الأنظمة 7- عدم القدرة على التحدث باللغة الإنجليزية أمام هذه الاتهامات الخطيرة (وقفت مجموعة الزامل وسألت نفسها هل هذه النظرة السلبية للقطاع الخاص السعودي لعمالته السعودية تختلف عن نظرة أي قطاع خاص أجنبي لعمالته المحلية في بلده.؟). وجدنا الإجابة في دراسة أعدتها لجنة التوازن الاقتصادي في وزارة الدفاع والتي أعدها مكتب استشاري بريطاني متخصص في القوى البشرية الذي استنتج أنه عندما سئل رجل الأعمال البريطاني عن رأيه في عمالته البريطانية المحلية ولماذا يفضل الأجنبي قال إن العامل البريطاني فيه عيوب كثيرة منها: 1- فقدان المهارات الفنية 2- عدم القدرة على التحدث بلغة أجنبية (يبون لغة هندية) 3- ضعيف في القراءة والكتابة 4- عدم مرونته بالعمل 5- عدم الانضباط في التصرفات 6- عدم قدرته على التعلم 7- عدم قدرته على الالتزام بالوقت او الوظيفة. وعندما اطلعنا على هذه النتيجة فوجئنا وافترضنا أن هناك خطأ حصل من الاستشاري في فهم المطلوب وافترضنا أن الاستشاري فهم أن المطلوب منا هو رأي المستثمر البريطاني في السعودية بالعامل السعودي فقال لنا الاستشاري لا لم أفهم غلط .. وهذا رأي المستثمر البريطاني في بريطانيا بالعامل البريطاني. فخلصنا لنتيجة واضحة أن كل قطاع خاص في العالم إذا أعطي الفرصة لأن يستقدم مايريد من العمالة الاجنبية الرخيصة لن يفضل المواطن لأن تكلفته أكثر وقد تكون إنتاجيته أقل في أول سنة.. أي أن عامل التكلفة للعامل السعودي هو الأساس.. فلابد من حلها .. و يمكن تطوير حلول لها كما هو حاصل الآن في القطاع الخاص بالتعاون مع صندوق تنمية الموارد البشرية حيث يُعِين الصندوق الشركات بنصف راتب الموظف السعودي في اول سنتين من العمل مع تدريبه وتحمل مصاريف التدريب لزيادة إنتاجيته في الشركات عموماً والمساهمة خصوصاً بكل أنشطتها والشركات العائلية الكبيرة وغيرها. أيها الإخوة.. أمام هذه التهم الصعبة وتناقض المواقف لكل من القطاع الخاص والعامل السعودي .. توقفت مجموعة الزامل من أول يوم توجهت فيه للصناعة في عام 1975م مع ولادة أول مكيف في المملكة فقررنا ان لابد من الاعتماد على شبابنا في إدارة وتصنيع منتجاتنا وذلك قبل أن نسمع كلمة سعودة من أي مسؤول او صحفي او مواطن .. بدأنا عملنا بعد التخرج مباشرة وبمثالية وطنية وبمشاريع صغيرة لذا اعتمدنا على أقاربنا وأصدقاء الدراسة من سعوديين وبدأنا نبحث عن عمالة من خريجي المعاهد الفنية.. او من لم يسعدهم الحظ بالدراسة وبعض خريجي الجامعات السعودية ( يومها صعب الحصول عليهم لأن الدولة كانت توظف كل الخريجين). وبدأنا برامجنا المشهورة (اعمل وأنت تتدرب – وتدرب وأنت تعمل) طبعاً ضحك علينا الجميع وبخاصة أصدقاؤنا وتهزأ علينا منافسونا.. وبعد أن كُلِّف سمو الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية برئاسة مجلس القوى العاملة وأصبح المسؤول عن برامج السعودة وكان بالفعل محبطاً من ردة فعل القطاع الخاص ورفضه للشباب السعودي دعوت سموه لزيارة مصنع المكيفات ليطلع على الواقع وفوجئ عند دخوله المصنع بكل الشباب الذين يعملون في خطوط الإنتاج أو الإشراف او الإدارة.. فاجتمع مع مئات الشباب في الشركة و كانت سعادته لا توصف مما أعطته هذه الزيارة قوة دفع وإيمان بقدرات الشباب وفي العادة يرحب بالضيف في حفل الاستقبال في المصنع ويشكر على زيارته.. يومها رحبت بالضيف سمو الأمير ولكنني شكرت الشباب السعوديين الذين كانوا سبباً في زيارة سموه.. واتفق معي سموه في ذلك حيث أن هم سموه الرئيسي كان ولازال توظيف الشباب لما للبطالة من آثار على الأمن الاجتماعي والاقتصادي والسياسي للمجتمع. كنا في مجموعة الزامل ولازلنا نقول لزملائنا في القطاع الخاص إن توظيف شبابنا هو بوليصة تأمين للسلامة الإجتماعية فمثل ما نؤمن ضد الحرائق علينا ان ندفع ونؤمن ضد المشاكل الإجتماعية المتوقعة والتي ستؤثر علينا كرجال أعمال اولاً وذلك بتوظيف شبابنا.. إذن التوطين بالنسبة لنا كان احد أهم واجباتنا الإجتماعية وهو هدف إستراتيجي لمجموعة الزامل وشركاتها التابعة. وهذه الأيام وأحداثها في الدول العربية أثبتت نظرتنا إخوتي الشباب.. والآن لننتقل للدروس والعبر التي يمكن أن اطرحها على شبابنا المتطلع للعمل وهي نتيجة عملي في القطاع الخاص وهو القطاع المفضل لدي. 1. يجب ان تعلموا أن القطاع الخاص هو القائد والمحرك للاقتصادات في العالم وهو الذي سيقود في هذه المنطقة لذا يجب أن تكونوا جزءاً منه ومشاركا رئيسيا كموظف او كمستثمر او كمشارك. 2. هل القطاع الخاص حكر على أحد؟ هل هو للاغنياء فقط؟ هل هو لأبناء الأغنياء فقط؟ لا والف لا. سؤالان مهمان كمدخل لسرد قصة شركتنا العائلية وما ينطبق علي وعلى إخواني واخواتي سينطبق عليكم وعلى اهاليكم. أقود واخوتي شركة توصف بأنها قيادية في القطاع الصناعي والخدمي.. لاحظوا ليست في العقار او الأسهم .. وسأشرح لماذا؟ كيف بدأنا هل ولدنا وفي فمنا معلقة من ذهب؟ لا والله.. عشنا سنين على رواتب البعثة حيث كنا في الدراسة في أمريكا وغيرها .. عدنا بعد التخرج وقررنا العمل المشترك بعد وفاة والدنا رحمه الله .. كل الإخوة يعمل للجميع وبدأنا ننشط وبعضنا قرر العمل في الدولة لأن دخل العائلة لا يمكن ان يغطي حاجياتنا كلنا والآخرون استمروا في العمل الخاص ولكن للجميع.. أولاد وبنات في شركة واحدة. - توجهنا لقطاع الصناعة لأن الدولة جزاها الله خيراً اتخذت من الصناعة خياراً استراتيجياً للتنمية فأعدت الأراضي الصناعية وأعدت الدراسات الإقتصادية واعدت التمويل الصناعي وما علينا إلاّ ان نبدأ بداية صغيرة وهكذا.. وكل يوم يتطور العمل ويزداد عدد المصانع .. الحوافز رائعة في القطاع.. متطلبات النقد محدودة وليس مثل العقار وغيرة.بدأنا بأول مليون ريال قرضاً من الصندوق الصناعي .. والآن القروض بمئات الملايين ولله الحمد. - الغريب أيها الإخوة إن في كلياتنا يُدَرِّسُون كل يوم عن تجارب تطور المؤسسات الصغيرة في العالم وينسون أن أكبر تجربة إنسانية في تطوير المؤسسات الصغيرة تمت وتتم في المملكة و لتذكيركم فقط انه منذ 40 سنة لم يكن في المملكة غني آو شركة عملاقة ومن خلال الخطط الاستراتيجية والحوافز المعتمدة وتطور التعليم والتدريب تطورت مؤسسات صغيرة وأصبحت قيادية من قبل شباب سعوديين مبتدئين،، ليست على مستوى الوطن وإنما على المستوى العالمي .. أنا لا أتحدث عن مؤسسات وشركات عملاقة ظهرت نتيجة أنشطة تجارية بحته وإنما أنشطة إنتاجية فيها تحد عظيم. - لا يقل عن 4400 مصنع وتوسعة مصنع تعدت عمليات تمويلها ال 100 مليار ريال من الصندوق الصناعي السعودي وباستثمارات تعدت 250 مليار ريال وبمبيعات تعدت 350 مليار ريال وصادرات تعدت 130 مليار ريال كلها لخريجين حديثي العهد في ذلك الوقت او بعد تجربة عمل لا تتعدى 10 سنوات والآن كلهم عمالقة في القطاع الخاص.. تجربة سعودية تنموية رائدة أدت لأن تصبح المملكة أكبر مركز صناعي في الوطن العربي واكبر مصدر صناعي في الشرق الاوسط بعد تركيا للمنتجات غير النفطية. هذا عدا البلايين التي قدمت لمشاريع عقارية وزراعية وخدمية كلها تدار ومملوكة لشباب وخريجين سعوديين. - هل لازالت هذه الفرص موجودة للشباب؟، إجابتي بنعم وحتى عهد قريب تخرج بعض الشباب وبدأوا مشاريع صناعية أو خدمية وكان النجاح حليفهم أمثلة على ذلك هرفي – كودو – المقاهي المنتشرة في كل مكان – مصانع الاغذية ، مصانع فلاتر السيارات ، الكبانيات، الصناعات الكهربائية وغيرها. - هناك متطلبات واضحة .. الثقة بالنفس – المشاركة مع آخرين في المشروع من زملائك المتخصصين، التفرغ للعمل ، عدم التسرع في تحقيق الأرباح، وعدم اليأس والذي ينتهي أحياناً بتقبيل النشاط لأي أجنبي يتصل بك. أيها الإخوة الشباب : - حقائق يجب عليكم معرفتها في سوقنا لكي تبتعد عن اليأس والسلبية . 1) لا يوجد مجتمع من غير نواقص او سلبيات ومع تطور المجتمع تتناقص هذه الظواهر السلبية ولكن يجب عدم المبالغة فيها. 2) كم مليونيراً عربياً او أجنبياً تخرج من هذا السوق السعودي .. بدأوا صغاراً وانتهو كباراً لأنهم عملوا بجد ولم يحتقروا أي عمل .. كم منكم عمل وهو يدرس ؟ 3) لازالت الحوافز موجودة وبالذات الحوافز المالية بصناديق مختلفة ولكن عليكم البدء بالعمل الصغير وكل صغير يكبر إن شاء الله. 4) كم شاباً سعودياً يقود شركات تقنية كان يعمل بها لسنوات ثم خرج وطور شركته الخاصة بمشاركة مالية من أصدقائه واقاربه من ذوي القدرات المالية كشريك ومدير ومطور. 5) كم شاباً سعودياً عمل لسنوات طويلة في سابك وارامكو وغيرها وأصبح مطوراً لشركات صناعية وبتروكيماوية أخرى وقائدها، مثل سبكيم والصحراء والتصنيع والمجموعة الصناعية وهكذا. - لي عدة تجارب شخصياً مع موظفين في مجموعة الزامل أصبحوا أصحاب ملايين ومن الامثلة القليلة لموظفيينا . 1. شركة مقاولات بمبيعات تعدت 300 مليون ريال سنوياً 2. مصنع لزجاج السيارات 3. عمل خدمي ( تغطيس الرصاص) 4. منجرة أخشاب للمصانع 5. مقاول خرج هذا الشهر وأول عملية حصل عليها بقيمة 30 مليون . هذه تجارب لشخص واحد مثلي وهناك العشرات مثلهم. إذن يا إخواني الثقة بالنفس ، الثقة بالوطن ، والابتعاد عن اليأس وعدم الاستماع للسلبيين هناك أناس بطبيعتهم سلبيون وناقدون لكل ما حولهم فابتعدوا عنهم أقولها بصراحة لا يوجد إنسان في هذه الصالة ما فيه عيب. أود ان أختم بكلمات محددة لإخوتي وأبنائي الشباب: أولا : عليكم بالتفاؤل والابتعاد عن الإحباط (دراسة حديثة اثبتت أن الابتعاد عن الإحباط يؤدي للسعادة في حياة الإنسان) بلدنا بخير وانتم مقبلون على مستقبل رائع. ثانياً : الاهتمام بالعائلة والأولاد ثالثاً: الحياة صراع ومنافسة والإنسان يبدأ من أول الدرج ولا يغامر ولا يستعجل ولا يتنقل بسرعة بين الشركات. رابعاً: كل خريج يحتاج للتدريب على رأس العمل حتى الحاصل على الدكتوراه وهذا ليس عيباً. قيّم نفسك بعد 3 سنوات من بداية عملك بالشركة، ولا تنتقل لشركة أخرى بإغراء زيادة راتب بسيط. خامساً: عشرون سنة ما شفت سعودي أعطي الفرصة للقيادة إلاّ ونجح ولله الحمد. سادساً: الآلاف من العاملين معنا من سنوات طويلة من السعوديين هم خير شهود على ما أقول .. فجزى الله خيرا عن الجميع وشكراً ..والله الموفق .. ----------------------------- * محاضرة ألقيت في حفل جائزة الأمير خالد بن احمد السديري للتفوق العلمي بمحافظة الغاط ** رئيس مجموعة الزامل الصناعية