من جديد تؤكد الاحداث التي تخدش الروح الرياضية ان استمرار ضعف القرار سيأتي بالمزيد من المآسي ويعيد الرياضة السعودية الى الوراء خطوات جديدة في ظل غياب القرار الرادع وتطبيق القانون دون تحيز او مجاملة فحادثة تذاكر مباراة النصر والهلال مرت مرور الكرام على الرغم مما حملته من معانٍ لثقافة تعصبية قديمة لم تؤثر على المنافس الذي كسب المباراة بجدارة، فيما الخاسر الاكبر هو اتحاد الكرة الذي سمح بمرور طباعة التذاكر بتلك الصورة المخجلة التي لاتتوافق والعصر الحديث للرياضة ومبادئ الاحتراف، إذ لايمكن ان يصدق من الخارج من التذاكر من شاهد التذاكر ان لدينا دوري محترفين ونسعى للنهوض به ومن أمن العقوبة اساء الادب. ثمة موضوع آخر وهو معالجة المشاكل على طريقة "حب الخشوم" و"كل يصلح سيارته" وطرف المشاكل جميعها اندية وامام اندية معينة ومن لاعب واحد هو حسين عبدالغني الذي يفترض إيقافه عند حده وإفهامه انه بهذه الطريقة يقود فريقه للمزيد من التراجع والخسائر ويؤثر على سلوك زملائه والنشء ويعيد مشاكله السابقة والمثبتة بالصوت والصورة مع مرزوق العتيبي وحسن خليفة ومحمد نور واحمد الفريدي وحاليا رادوي الذي هو الاخر لايعفى من العقوبة، وربما يكون القادم أسوأ اذا لم يرتدع، ولعل الحسم في القضية الحالية التي طرفها اكثر من لاعب هلالي ونصراوي هو تطبيق القانون بحزم واصدار قرارات قوية تعيد الامور الى نصابها، واذا كان هناك عقاب لرادوي فالسؤال الذي يطرح نفسه اين القرار الحازم تجاه من يشعل فتيل المشاكل واحتقان الجماهير وجرها الى الشغب خصوصا عبدالغني صاحب المخالفات التي كما ذكرنا مرات عدة انها اجبرت ناديه السابق الاهلي عن التخلي وتسبب ايضا في تجاهل الهلال والاتحاد والشباب في مفاوضته بعد نهاية عقده مع الفريق السويسري. آن أوان للفصل بين الجاني والمجني عليه وعدم قيد القضايا ضد مجهول مجددا سياسة الحل يجب ان تبتعد عن جمع الجاني والمجني عليه وكل يقبل خشم الآخر ويغلق ملف القضية وتسجيلها ضد مجهول وقد حدث ذلك في مرات عدة من ابرزها قضية عبدالغني واحمد الفريدي، فما حدث خلال الشهرين الماضيين أمر لايصدق ولايمكن السكوت عليه، فالتجاوزات بلغت صورة غير مقبولة ومن رؤساء اندية وجدوا الطرق ممهدة امامهم في التصريحات وفي الفعل وفي التصرفات دون ان يقال لهم الرياضة السعودية لاتحتمل المزيد، شهران مضيا على المشاركة السعودية في بطولة اسيا والتي تلاها وعود بالاصلاحات وتعديل الاوضاع بينما الحال لم يتغير او يتبدل، احتجاجات واعتراضات واعتداءات وهجوم فضائي وصحفي وسب وشتم واتهامات وسط صمت ليس مبرراً من رعاية الشباب واللجان المعنية في الاتحاد السعودية لكرة القدم. مع الاسف اصبح صوت الاداري خصوصا في اندية معينة هو الاقوى والاكثر تسلطا باللسان، يؤذي عباد الله ويقزمهم ويسبب التفرقة ويهز من اللحمة الوطينة دون ان يكون هناك قرار حازم وصوت قوي يقول لمثل هذه النماذج التي لم تجلب لانديتها الا الفشل والتسلح باختلاق المشاكل للفت الانظار عن الاخفاقات، فالرياضة السعودية اكبر من الهلال ومن النصر ومن الاتحاد ومن اي مسؤول في الاندية ومن الاندية كلها، وترابطها وحمايتها وتطورها لن يتحقق مالم يكن هناك تحرك من اصحاب القرار لوأد هذه المشاكل في مهدها. ختاما من يتابع التسويف في حسم احتجاج نجرن التعاون يجزم ان المجاملة لاتزال موجودة وأن من ليس له صوت داخل اللجان ويرتبط معها بعلاقة لن تحسم قضيته مالم يخسرها او تسجل ضد مجهول ولدى الكثير من لجاننا الخبر اليقين.