تشير كل المعطيات ان النصر خسر نتيجة مباراته امام الهلال في مربع كأس ولي العهد قبل صافرة البداية، اما لماذا فلأن الفريق لايزال يفتقد للتهيئة السليمة وابعاد اللاعبين عما يؤثر عليهم ويشحنهم ويجعلهم يخوضون اللقاءات المهمة بفكر مشتت بدليل الاحتجاجات والاعتراضات اثناء وبعد اللقاء من بعض اللاعبين بقيادة حسين عبدالغني الذي نقل مشاكله مع الاهلي الى النصر واصبح نقطة ضعف مع زميله احمد الدوخي، ساعد في الاخفاق التجييش الاعلامي من جانب المنتمين للفريق الذين لم يعدوا الفريق بالصورة التي تضمن له المنافسة والخروج من دائرة الاخفاقات المستمرة، لم يعطوا المنافس حقه من حيث القيمة الفنية والعناصر الموجودة لديه التي يمكن مقارعتها بإعداد الخطة المحكمة والتشكيل المثالي والتهيئة المطلوبة، انما حاولوا الاحتكاك بالفريق الآخر من خلال اشياء هامشية والتقليل من قيمته وتصويره بالفريق "المحلي" الذي لايمكن له الفوز على "صاحب العالمية"، عكس مدرب النصر الذي كان واقعيا وهو يضع مقارنة بين "فارس نجد" و"نادي القرن" من خلال ترتيب الفريقين في الدوري وهذا يعود الى انه مدرب محترف يقرأ النواحي الفنية وفارق الامكانات جيدا لدى كل فريق. كما ان من المشاكل التي ابعدت النصر عن اجواء المنافسة فترات طويلة ان مسيريه انشغلوا بأمور يظنون انها تستفز المنافس وتؤثر عليه لكنها كانت تأتي بأثر عكسي فهي تشحن اللاعب والاداري وربما المدرب والجماهير وتصرف انظارهم عن الاشياء المهمة التي يجب الاعتناء بها حتى يعود الفريق الى وضعه الطبيعي، ولاندلل على ذلك تركيزهم على قضية التذاكر قبل بداية المباراة والاصرار على ان يوضع شعار "النادي الاصفر" عليها فقط دون اي اعتبار للفريق الآخر مع تدوين كلمة "العالمية" التي اصبحت لاتسمن ولاتغني من جوع في ظل الغياب النصراوي عن الانجازات المحلية، وما حدث امر مسئ ليس للنصر وحده انما للاتحاد السعودي الذي لانعلم هل يسمح في المستقبل للاندية بأن تطبع تذاكر المباريات التي تقام على ملعبها ويسمح لها بكتابة ما تريد من عبارات"؟ هل سيكتب الهلاليون "مثلا" على تذاكر مبارياتهم انهم ابطال كأس المؤسس لمائة عام والاكثر فوزا على منافسه، والاتحاد انه "المونديالي" والاهلي "بطل الكأس عشر مرات"، لو حدث هذا الشيء سيكون مخجلاً بما تعنيه الكلمة ولايمكن ان يصدر إلا من اشخاص يعانون من الاحتقان ومركب النقص والشعور بأن انديتهم اقل قيمة من الآخرين. ما فعله عبدالغني ليس بالجديد.. والاعتراضات على الحكام لاتؤدي إلا إلى المزيد من الاخفاقات ترى ماذا اضافت "العالمية" للنصر؟ وبماذا خرج؟ كذلك الانشغال بأشياء لاعلاقة لها بكرة القدم التي لم يجن النصر من ورائها حتى الآن الا الابتعاد مسافات طويلة عن البطولات المحلية والخارجية. ومن الاشياء التي اشغلت النصر وإعلامه عن التحضير للمباراة انهم جعلوا قضيتهم الاولى الهلال ولاعبيه وهذه ثقافة قديمة لابد من التخلص منها سريعا ان اراد النصر العودة والتواجد ضمن الابطال، واذا كان "فارس نجد" اصبح صوته قويا خارج الميدان بفضل اعلامه المنتشر في اكثر من محطة فضائية وصحيفة ومواقع الكترونية فهو اصبح ضعيفا داخله ولايمكن بعناصره الحالية وتحضيراته وطريقة تعاطيه مع المنافسين ان ينافس على اضعفها، لان هناك من يشل تفكيره ويشغله عن الهدف الاساسي وهو الهلال ولاعبه الروماني رادوي قبل وبعد واثناء المباريات حتى تصور المتابع وكأن النصر يواجه لاعباً واحداً وليس فريقا مكونا من 11 لاعبا، ويبدو ان الهدف هو ابعاده عن الملاعب السعودية وهذا يذكرنا ما حدث لمواطنه كوزمين عندما تدخل البعض في موضوع الخطأ الذي ارتكبه وهم ليسوا طرفا في المباراة، وتحقق لهم ما أرادوا برحيله، ولكن بعد ذلك ماذا حصل؟، استمر الهلال بانتصاراته وحصد البطولات، ولم يؤثر عليه ابعاد كوزمين ولم يعيده هذا الابعاد الى منصات الذهب. كما أن الإعداد النفسي اصبح غير موجود في النصر عكس الاندية الاخرى وهذا ما قاله المدرب والمحلل الوطني المتميز يوسف خميس بعد نهاية مباراة النصر والهلال عندما قال ان الاعلاميين الذين ينتمون للنادي الاصفر هم من هزمه وكان تجييشهم خاطئا الامرالذي يجعل لاعبيه يعترضون ويحتجون على المباريات اثناءها وبعد نهايتها، اما للشد العصبي او للفت الانظار عن اسباب الخسارة والايحاء بأنه التحكيم ولاسواه. نقطة اخرى ربما فهمها النصراويون بصورة خاطئة وهي تصريح الرئيس العام لرعاية الشباب الامير نواف بن فيصل للقناة الرياضية قبل فترة ليست بالقصيرة عندما قال ان ماحدث بعد نهاية النصر والتعاون في الدوري وهي المباراة المسماه بمباراة "العريني" بالامر الطبيعي وهذا فهمه بعض النصراويين انه اعطاء الضوء لتكرار الاعتداء والاحتجاجات والتجمهر حول الحكام بعد نهاية المباريات، والمشكلة ان مثل ذلك يحدث مع حكام اجانب ينقلون الصورة السيئة عن الرياضة السعودية الى بلدانهم، والسبب تصرفات لاعب اصبح عاجزاً عن تأدية ادواره داخل الميدان،. اما قائد النصر حسين عبدالغني فلهذا اللاعب قصص وحكيات ربما لايتسع المجال لذكرها وربما النقطة التي لم يتنبه لها النصراويون انه نقل مشاكله من الاهلي التي فرضت على اصحاب القرار الموافقة على انتقاله الى سويسرا ومن ثم الى النصر دون تردد والتي كان ابرزها قضيته مع الحكم المعتزل ممدوح المرداسي ومرزوق العتيبي وحسن خليفة في الاتحاد، ثم مع احمد الفريدي في الهلال، واخيرا رادوي عندما اراد الاطمئنان على مواطنه بيتري ليقوم بدفعه واذا الترجمة صحيحة وان رادوي تلفظ عليه كما سمعنا فهذا شيء مرفوض ويجب ان يعاقب عليه ولكنه لايسمح لعبد لغني واي لاعب اخر بالتجاوزات . مباريات عدة غاب فيها عبدالغني عن النصر وقد شاهدنا الفريق يؤدي ويفوز وعندما يعود نجد الفارق والشحن النفسي الذي عاني منه اللاعب النصراوي، وهذه التصرفات ربما تنعكس سلبا على اللاعبين الشباب والاولمبي والناشئين ويظنون ان ما يفعله هو الصح، والسبب ان عبدالغني يحاول ان يعوض تواضع مستواه وخفوت نجوميته باختلاق المشاكل ولفت الانظار عن ضعف عطائه، كما هو الحال لزميله احمد الدوخي الذي هو الآخر اصبح نقطة ضعف في النصر، ولو ركزت الادارة والمدرب على منح الفرصة للشباب لربما كانت الفائدة اكبر. ختاما: محاولة لفت الانظار بأشياء غير موجودة اصبحت لاتقرب الفرق من البطولات انما تبعدها الى الوراء مسافات طويلة وهذا ما يتمناه المنافسون الذين انحصرت مهمتهم في القفز الى المقدمة.