إلى (محمد الثبيتي) في رحيله الأبدي: ما ارتديت السواد.. السواد.. لا يليق بقامتك.. التي علمتنا السري في بهي المداد.. ارتديت البياض.. البياض.. سناك.. هو المنتمي.. لفنار قصائدك المدلجات.. البياض.. يموج.. باحرفك الصافنات.. ولا ينكفي.. والمعاني.. التي لا تموت.. تعب دلالاتها.. ولا تكتفي.. يصطفيك الرواء.. فتنثر هذا الضياء فلا نستبد بأوراقنا.. نحن.. منك لاشراقنا.. نصطفي.. السواد.. يغادرنا الآن.. حتى.. بفقرات موتك نشرع في محفل الضوء.. فالضوء منك ابتداء.. وله الآن.. في ماتركت امتداد.. السواد.. يغادرنا.. والبياض.. يعاشرنا.. وستحيا.. فليس لحرفك ان يستكين ولا لسؤالك.. ان ينطفي.. والبياض سياقك.. من ومضة بين عينيك.. إلى نبرة في افتتاح معلقة ودعت شفتيك.. إلى حسرة الكلمات التي.. عبرت.. مبتغى ندم.. وامتعاض.. البياض.. يقينك.. إذ يبلس المرجفون.. البياض.. مسوحك.. إذ يفرح المؤمنون.. قلت.. إذ لوحت حقبة للحياة: بيض الله وجهك بيضت وجه القصيدة حق اليقين.. بيض الله وجهك.. حقاً.. لقد كنت في محفل الكلمات سراجاً ومازلت.. من بين كل القناديل سر بهاء.. والبياض.. يبشرنا.. سوف تبقى لنا كوكباً.. ولذا.. نخرج الآن.. من كل ما يحتفي بالسواد.. فلأنت المداد.. ولأنت الفنار.. ولأنت.. البياض..