لم يكتف المتشددون بما أحدثوه من فوضى عارمة في معرض الكتاب خلال الفترة المنصرمة والتطاول اللفظي على الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام الذي لم يغب يوما عن معرض الكتاب بحضوره المتواضع للإشراف على برامج المعرض والوقوف عليها بنفسه ، ولتمتد في اليوم الخامس على التوالي عندما كان في جولته على أجنحة المعرض ليقطع طريقه احد المتشددين ويوبخه بنبرة خالية من الأدب قائلا( أنت ما تستحي ، كيف تخلي المرأة تدخل وتتحدث لهن) ، وما كان من الوزير إلا ان تلقى تلك الكلمات الحادة برحابة صدر كعادته وأكمل جولته في أرجاء المعرض ، وما زال سيناريو المتشددين قائما بالمعرض ومضايقتهم للزائرات والأكاديميات إضافة إلى تدخلهم بتوجهات الزوار الفكرية في مقتنياتهم الشرائية ، وعند خروجهم من المعرض خرجوا بطريقة مستفزة ومستنكرة مرددين هتافات لا تليق بمكان كمعرض الكتاب الدولي. واكتمل سيناريو " المتشددين" الذي لا يمت للدين الإسلامي بأية صلة ويحرص على رعاية التخلف الثقافي في معرض الكتاب مساء ، حيث أقدمت مجموعة منهم يقدر عددها ب30 متشدداً بالهجوم على المعرض قبيل إغلاقه بهدف مناصحة الإعلاميين والإعلاميات ، وتم منعهم من قبل قوات الأمن التي تفاجأت بهجوم " المتشددين " عليها والتشابك بالأيدي مما أدى إلى إصابة أحد أفراد الشرطة بجروح في الرأس نقل على إثرها للمستشفى ، ولم يكتفوا بهذا بل امتد هجومهم ليصل لكل إعلامي حامل بطاقته وقد أدى ذلك إلى إصابة في قدم الزميل " سلمان المسدر" من صحيفة الوطن. من جهتها تمكنت قوات الأمن من فض الاشتباك الحاد واعتقال ستة من المتشددين الذين جاءوا بهدف التخريب تحت لواء الإسلام الذي يبرأ منهم ومن تصرفاتهم الرعناء.