وأول الثورات التي سُرقت، وهي من أعنفها؛ حيث اختلف الذين قاموا بها، فريق وقف خلف روبسبيير، والآخر خلف دانتون، ونتيجة لهذا الخلاف استطاع ضابط مغمور من خارج فرنسا، ومن جزيرة كورسيكا أن يسرق الثورة، ويحولها إلى امبراطورية، واسمه نابليون بونابرت، ثم جاءت الثورة البلشفية في روسيا، ورفعت شعار دكتاتورية البروليتاريا، ولكن رجلاً شبه أمي استطاع أن يزيح الثوار الحقيقيين، وأقام دكتاتورية ستالين بدلاً من دكتاتورية البروليتاريا، ثم حدثت ثورة الجزائر أو ثورة المليون شهيد، ولكن أحمد بن بيلا سرقها بمساعدة بومدين، ولكن هذا انقلب عليه كما هو معروف، وخضعت الجزائر كل هذه السنين لدكتاتورية غشوم والآن تثور من جديد، وبعد سنين ثار الشباب في إيران، وأسقطوا الشاه، ولكن جاء الخميني الذي كان يعيش في العراق أولاً ثم في باريس، ولم يكن له دور في الثورة، جاء وسرق الثورة وحولها إلى دولة استبدادية تستمد سلطاتها من الفقيه، وليس من الشعب، وأصبح وضع إيران أسوأ مما كانت عليه في عهد الشاه، والآن في مصر ثار شبابها واعتصموا في ميدان التحرير، وفي البداية وقف الاخوان المسلمون موقف المشاهد والمتربص، ولكنهم انضموا إليها حين أدركوا أنها ستنجح، ثم جاءوا بالقرضاوي من قطر ليصلي بالناس، وحين همّ وائل غنيم أحد صناع الثورة أن يتكلم أزاحوه من المنصة، فهل ينجح الاخوان المسلمون في سرقة الثورة، إن فعلوا فإن المصريين سيترحمون على عهد مبارك..