تعلم طفل في الثالثة من عمره المشي مرة أخرى بعد 18 شهراً فقط من اتخاذه أولى خطواته التجريبية بأطرافه الاصطناعية الجديدة. وكان آرشي بارتون قد تعرض لبتر ساقيه كلتيهما بعد أن أنهك المرض جسده ودب الوهن في أوصاله وتسبب مرض تعفن الدم في اسوداد أطرافه. وقد اضطر الأطباء أيضاً لبتر جميع أصابع يديه كما وقفوا مكتوفي الأيدي لم يعد بوسعهم ما يفعلونه لاستنقاذ بصره وإنقاذه من العمى. بيد أن آرشي بدأ شيئاً فشيئاً يستعيد اعتماده على نفسه بعد أن زوده الأطباء بساقين صناعيين بتقنية عالية وبتكلفة بلغت 12500 جنيه إسترليني. وقد جاءت الساقان باللون الأحمر بناءً على طلبه. وتقول امه نكي ( 42 عاماً) وهي من بلايماوث في ديفون:" كان أول شيء يفعله هو أن طلب مني أن أتصل بأخيه جيك على هاتفي الجوال ثم صاح بأعلى صوته: يمكننا الخروج في نزهة سيراً على الأقدام سوياً الآن." وكانت الام قد لاحظت وجود بقع على بشرة ابنها وأدركت أن ابنها يعاني من مشكلة فهرعت به إلى المستشفى. حيث تم تشخيص حالته بأنه مصاب بالتهاب السحايا من النوع (ب) قبل أن يرزأ أيضاً بتعفن الدم. ولم يجد الأطباء بداً من بتر ساقيه وأصابع يديه. و أمضى آرشي الأشهر الخمسة التي تلت عملية البتر وهو يخضع للعديد من عمليات التجميل الترقيعي التي تم فيها أخذ أجزاء من بشرته لتغطيه ذراعيه كليهما. وبعد 18 شهراً من العلاج المكثف بدأ الصغير يتعلم المشي مرة أخرى بساقيه الجديدين. ويتلقى آرشي حاليا جلسات يومية من العلاج الطبيعي وسوف يحتاج لتبديل الوحدات التركيبية في الساق بمعدل ثلاث مرات في السنة مع تدرج نموه. وصمم والدا آرشي موقعاً الكترونياً لنشر الوعي عن المرض وتوعية الآباء والأمهات وتحذيرهم من علاماته. وتقول الأم: "إنه مرض لعين وقاس. لا تتردوا في الاتصال بخدمات الطوارئ والإسعاف – وذلك متى ما خطر في بالكم أي شيء أو ثار في ذهنكم أي شك."