عزيوه كل يوم جالدينه "فلكة" بالمدرسة, المدرس سمير بعض العيال يسمونه "أبو علوص" يدرس الحساب, ما بعد جت الرياضيات, وعزيوه "مطفوق" ما يفهم شيء وابو علوص مستاثم فيه بالطق. ويوم راح ابوه للمدرسة, قالهم "لكم اللحم ولنا العضمّ", العيال في الحارة اذا مرّ المدرس انحاشوا, كلهم يخافون منه, حتى اذا راح يتقضى لبيته ومر على الديرة وهم يبيعون مع ابوانهم يتوزون منه. ما فيه مدرسين سعوديين الا قليل, بس والله ان ه"الدوافير" و"ابوعلوص" لا قينها ما ندري وشهم متخرجين منه, بس انهم درسونا وورموا رجلينا من "الفلكة". الدراسة ما تحلى الا بالشتاء "ابو النوم" والامطار اللي تصب علينا صّب, قبل يجينا تصريف السيول والمهندسين والحفريات, بيوتنا طين والسكك ما زفلتت -كلها تراب- و"الله حاجي علينا" ما كنا نشتكي من المطر ولا نخاف منه, وفي كل صلاة نطلب من الله الخير وبالبركة وان الله يجعله حولنا ولا علينا, اذا انفجرت السماء تلقى المرازيم تصب على السكة والكل يمشي "مهوب" خايف, وبعضنا حتى يطلع للبر, ياكل القرقاص والحميضا وغيره, يسولفون الشياب ذيك الحين عند دكان مبارك, اللي يجمعهم يسمعون "الفية سالم الحويل" ان البلدية بتسوي حفريات للكهرباء وتصريف السيل وكلش, بس ما شفنا الا احفر وادفن وطول عمرنا على ذا الحالة, كنا صغار وكبرنا وجالنا عيال والحالة احفر وادفن, والسماء اذا انفجرت علينا يالله سترك, حتى جدة كل ما جاها المطر تغرق!. عيال الحارة إذا راحوا لمدرسة الجزائر في شارع السويلم, يحطون على روسهم كراتين والا "باغة" والمتطور يشتري "شمسية" وكلنا نناظرها مستغربين يا حظهم, بيوتنا الطين مع المطر ما يجيها شيء حتى الغماء "السقف" ما يخر علينا, الا بيت أبو قحلة قبله يحفر في سطحهم علشان يلعب مصاقيل, واذا صفت السماء نتجمع عند دكان مبارك اللي في القرنة ونشتري ببسي قوارير علشان نلعب "طاش ما طاش" والا عكوس, والارض تنشف كن ما جانا مطر. الحين شوارعنا اللهم لك الحمد -مسفلتة وبيوتنا بلوك وصبة- وحتى المطر مهوب زي اول اخف, لكن يسوي فينا الهوايل شوارعنا تسدد من الموية والانفاق تسكر, ونرجع نتذكر ايام دكان مبارك وين سواليف الشياب يوم قالوا بيسوون تصريف للسيول كل ذا السنين وما تحركنا, والا على قولة ام سعيدان الله يغفر لها "مالك الا رحمة ربك".