حارة مبارك, فيها عيال كثار, اول ما يظهر الصبح تلقاهم يا يلعبون في السكة, والا كل واحد طاير في ساقة أبوه رايح يتعلم شغل, ولو ابطينا عن المحل نلقى الوالد زعلان,"وراكم ابطيتوا". حارتنا حلوة , أم"سريو"تبيع كلّش, اهم شي العسكريم بالباغات, ولدها"سريو"زعول ما يحبنا نعايره"بالسريو"لاننا شاطرين واحسن منه, "سريو"يعطيه حارس المستودع اللي جنب الحارة قزازة عصير تفاح"راوخ", يوديها لامه علشان تبيعها علينا عسكريم, العيال ينبسطون عليها ما يدرون. سبحان الله, يكبر وتكبر حيلته عليهم, اللي علم على أم سريو أبو عبدالله, وكان يقول لنا لا تشترون منها وانتم ما تدرون يمكن مهيب نضيفه, "سريو"كان الوحيد اللي يتسبح تحت المرازيم اذا طاح المطر, سطوحنا نظيفة توها مسمته, بس هو يمرض ويقول كله من عبدالله هو اللي قايل لي.! يوم من الأيام شفنا صحفي متمدن يعرف يلبس, إذا مشى بالحارة كلن يناظره, وكنت أقول يارب أصير مثله مشهور, كان يتعب من الكتابة والناس تساعده في بيته اللي يعطونه مرقوق واللي يقهونه اذا عود من الجريدة ما يقصرون معه علشانه يكتب في الجريدة. هذا الصحفي كان خبيث كنه سريو وأمه يلعبون على الناس, اثره قايل للحارة إذا سمعتوا شي والا شفتوا علموني, والمساكين ما يقصرون, "سريو"والصحفي ما يدرون ان فيه ناس شاطرين وطيبين بس منهم ملاقيف, الصحفي – يستغلهم كل همه يعطونه الأخبار وهو يكتبها, بس"عزيو"صاده يوم من الأيام وعلمه شغله, عزيو شيطاني بس يخاف من الصحفي"ينضله". جنبنا محل توه فاتح راعي"عكوس"يصور اللعيبة وحفلات الفنانين, يستغله الصحفي ياخذ منه الصور وما ندري الا وهي نازله في الجريدة ولا يعطيه قرش, يقولون"الله ما يطق بعصا" يومن دروا عنه معد كتب الا في الاسبوع مرة, عيال الحارة يتذكرونه ويضحكون عليه. الحارة كبيرة وكلن يحط اللي عنده لين تطلع الحارة زينة, بس ذولا يخربون علينا, لكنها تزين عندنا رجال, همهم الحارة حتى ذا الصحفي علموه شغله, الحارة مافيها كذاب كلهم مع بعض متكاتفين بس لولا مثل ذا الأوادم, "سريو" وامه والصحفي اللي سمعتهم شينه, يقول راعي الدكان انهم متندمين ودهم يصلحون اللي خربوه, الناس بالحارة كافين عافين متسامحين, وكل ما تسامحوا اهل الحارة رجع سريو والصحفي للنصب. تدور الأيام ونفس المشهد صحفي تسنه ذاك الصحفي يتكل على غيره ويطلع هو طرزان, حتى الناس تمدنوا, بس أشغلهم الله بالعين والا ترا فلان مسحور. بس ظنتي ان ذا الصحفي مازال موجود.!