سعيدان ذكي في لعب (العكوس) - يقشع ورا العكس علشان تخف الورقة ويلصقها في ثانية مثلها بالتمرة مع"ورا"، علشان ما تثقل، ويحرص على صورة"جوي"بطل عائلة( بوننزه )، كان يقول انه يقشط العكوس علشانه يرميه مع عكس ثاني وإذا طاحوا يصير وجهه للسماء ويكسب، أي والله انه"حيلي". المهم سعيدان صار يجمع عكوس عيال الحارة ومحّد درا عنه، ويجمعهن في "قوطي نيدو" وبعض العيال يجي يشتري منه عكوس (بأربع قروش) حقت فسحته اللي تجيب له شابورة وكندا دراي بس يتصبر على الجوع، كله علشان"جوي"و"هاوس". أم زيد "القصيمية"بيتها في آخر سكة السّد، برقَّت عكوس سعيدان وكشفت انه يلعب على عيال الحارة وقضبته ومهصت أذنه قدام أبوه، قالها:"عليتس به"، حارتنا اذا شافوا المخطي يعلمونه ويربونه. بين عشاوين تبدأ سهرة التلفزيون، يجيبون مسلسل( مايا ) أول مرة نشوف فيل يمثل، "يووو- فيل يمثل -"، لا ويجيبون لنا سعد التمامي في منولوج "شفت الخالة وأعجبتني في مشيتها"، هذي أول ما بدوا في تعليم محو الأمية ونسمعها بعد بالإذاعة، كل وحدة من امهات الجيران تاخذ دروسها وقهوتها وتروح العصر للمدرسة وهو البيت الوحيد اللي مبني بالحارة"بالبلوك"، الظاهر انه كان قصر.! الحريم يتقهون ويتعلمن مرة وحدة، بس صاروا يكتبون ويقرون، كل همهم من محو الأمية أنهم يراجعون دروس عيالهم. بينا وبين (الشميسي) عِب مجرى سيول، كنه نهر إذا جا السيل، وعلى جوانبه طريق للسيارات ما بعد زفلت- ثم صار شارع الكباري- الحين طريق الملك فهد"الله يرحمه"، المطر الحين معّد فيه نشوة ولا لذة زي أول، رغم خوفنا من البيوت انها تطيح وتّهدم. يوم صبت المرازيم والأمطار اللي ما قد شفتها، رجاجيل الحارة جمعونا وودونا في بيت المدرسة، بس جيرانا ابوهم مسافر ورجعوا لهم وجابوهم للمدرسة الين يخف المطر، أم عزيز "الله يغفر لها" رافعة يديها تطلب الله، الحارة غرقت من السيول، وبعض البيوت طامنة عن الارض ودخلت عليها السيول. بس يوم وقف المطر رجعوا الرجال (يزعبون) الموية من البيوت الطامنة علشان يدخلون اهلهم. الزّل والبسط نشروهم على السطح عشان تنشف، ذيك الليلة ماقدرنا نشوف التلفزيون، أسلاك – الكرهب- ( الكهرباء ) ظاهرة على الجدار وهو طين مبلول نخاف" يقب" علينا، يا حسافة ما شفنا"مايا" بس انبسطنا يوم قمنا الصبح وجبنا الخبز بالفوطة ومرينا على"العِب"مليان من السيل. الحارة لين صارت على قلب واحد ما تنساها، بس اليوم ما يدري الواحد يحترق بيت جاره وما يعرف إلا بصوت "الونان"عند بيته، اللي يقدر عليه يقولهم سلامات، ويصك بابه.!، وأنا اقول له عسى ما شر يا الشيخ هذا جارك اللي بغى يُورث معك.!!