يعكف علماء في جامعة "امبريال كوليدج لندن" على تطوير تكنولوجيا جديدة يمكن أن تسرع للغاية في عملية تحديد الخريطة الجينية لأحد الأشخاص في غضون دقائق معدودة، وبمبلغ زهيد مقارنة بالكلفة الحالية للتقنيات التجارية. وسجل الباحثون براءة اختراع لنموذج أولي مبكر للتكنولوجيا التي يعتقد أنها ربما تؤدي إلى اختراع أداة تجارية تسرع من إظهار تسلسل الحمض النووي(دي إن إيه) في غضون عشر سنوات. وتذكر الأبحاث أن العلماء يمكنهم في نهاية المطاف اكتشاف التسلسل الجيني للحمض النووي بأكمله من خلال إجراء واحد في المعمل ، والتي لا يمكن اكتشاف تسلسله في الوقت الحالي إلا بعد تكسير الحامض النووي إلى قطع في عملية معقدة للغاية وتستهلك وقتا كبيرا. وذكر موقع "ساينس ديلي" الإلكتروني أن "تسلسل الجينوم" السريع وغير المكلف يمكن أن يؤدي بالأشخاص العاديين إلى فك طلاسم الحامض النووي الخاص بهم ، الأمر الذي سيكشف عن قابليتهم للإصابة بأمراض مثل الزهايمر والسكري والسرطان. ويستخدم الأطباء حاليا "تسلسل الجينوم" في فهم القضايا الصحية المتعلقة بالسكان، وفي سبل بحثية لصناعة أدوية أو مواد وقائية للأفراد. وقال الدكتور جوشوا إديل، أحد مؤلفي الدراسة من قسم الكمياء في إمبريال كوليدج لندن، إنه " بالمقارنة بالتكنولوجيا الحالية، يمكن أن يؤدي هذا الجهاز إلى تسلسل جينوم أرخص بكثير مقابل بضعة دولارات فقط ، مقارنة بمبلغ مليون دولار لرسم تسلسل لجينيوم كامل في عام 2007". وأضاف " لم نحاول تجربة الأمر على جينوم كامل إلى الآن، لكن اختباراتنا الأولية تشير إلى أنه يمكن نظريا إجراء مسح شامل على 3165 مليون قاعدة في الجينوم البشري في غضون دقائق ، ما يعطي فوائد جمة للاختبارات الطبية ، أو توفير ملفات أحماض نووية تساهم في عمل الشرطة والأمن". وتابع قائلا إنه "يتعين أن يكون أسرع بصورة هائلة وأكثر تعويلا عليه ، وسيسهل التدرج لتصميم جهاز له القدرة على قراء ما يربو على عشرة ملايين قاعدة في الثانية الواحدة، مقارنة بعشرة قواعد في الثانية الواحدة والتي يمكن الحصول عليها في الوقت الحالي من تكنولوجيات قراءة الجزيء الفعلية الموجودة حاليا ".