أعان الله معالي أمين محافظة جدة المهندس هاني أبورأس، فأمامه مجموعة من المشكلات التي يجب أن يحلها، ويأتي على رأسها النظافة. جدة عروس جميلة ولكنها ليست نظيفة بالمقدار الذي يليق بجمالها، وسبب ذلك في تقديري يعود إلى أمرين: 1- قلة الوعي لدى سكان جدة بأهمية النظافة. 2- ضعف الرقابة ورصد المخالفات. ولنتحدث عن الأمر الأول قليلاً، إذا كنت تسير في الشارع بسيارتك فإنك لا تعدم سيارة أمامك أو بجانبك تفتح إحدى نوافذها ثم يرمى منها كيس يحوي مخلفات وجبة سريعة أو مكسرات أو حلويات أو مناديل في وسط الطريق وغالباً ما تكون هذه السيارة فارهة في شارع التحلية، وجيدة في أغلب شوارع العاصمة، ورديئة في شارع الذهب، ولن أتحدث عن السيارات التي لا تنظف طفاية السجائر إلا عند الإشارات، فتلك تجاوزت حدود الحديث. كذلك إذا كنت عند الإشارة فلن تعدم من اخواننا المقيمين من يفتح باب سيارته ثم يطل برأسه ويبصق في الطريق، ومع أن هذه العادة لمعت شوارع جدة تلميعاً أضفى عليها بريقاً قوياً، إلا أنها عادة سيئة، ومقززة أيضاً. كل هذا وأنت في السيارة. أما على الرصيف وأنت تسير بقدميك فلن أتحدث عنها بشيء؛ لأنها مما يربك الكاتب الذي يريد أن يصف شيئاً كثيراً بكلمات قليلة. وعلى أي حال، فأنا أظن، ومن خلال حديثي مع أصحاب هذه العادة السيئة، أن ذلك يعود إلى قلة الوعي لديهم بسوء أثرها على الناس، لا سيما من الجانب الديني والأدب العام. فأعان الله معالي الأمين إن كان سيولي هذا الموضوع اهتمامه فلاشك أنه سيحتاج إلى جهد كبير وضخم يتجاوز الحملات الصغيرة التي ينفذها القطاع الخاص مشكوراً. وأما عن الرقابة، فإن عيون الأمانة إما أنها مصابة بالعمى، أو يعلوها غشاء رقيق أو كثيف يحجب عنها الرؤية بوضوح، أو أنها تغض متعمدة عن المخالفات. نحن لا نعرف أيا كان منها، ولكن ما نتأكد من وجوده هو النفايات المرمية هنا وهناك. !!Article.footers.caption!!