في مثل هذه الأيام من العام السابق لعامنا الجاري و عند بداية العام الدراسي 1430\1431 كانت المخاوف كبيرة من انتشار انفلونزا الخنازير و جندت كل الجهات المختصة كافة إمكانياتها لتداعيات واحتمالات ذلك المرض رغم ما طاله من شكوك دولية ومحلية عن جدية وحقيقة المرض رغم ذلك قامت الجهات المختصة باحتياطات وقائية وتوعية صحية وشملت وسائل الإعلام المختلفة. ولو انه لا سمح الله حدثت حالات وفاة تصل مئات وإصابات بأعداد كبيرة لقامت كل الجهات و الاجهزة في الدولة بحملة لا يمكن تصورها لمكافحة الوباء والقضاء عليه ( ولكن الله سلم ) . لكن ماذا عن حوادث الطرق التي تحدث في وطننا الحبيب وما ينتج عنها من مأس تدمي القلوب و استنزاف لموارد الوطن البشرية والمادية أليس هذا وباء يجب التصدي له بكافة الوسائل؟ إحصائيات مخيفة : الوفيات بمعدل يومي. الإصابات بالألوف .حوادث السير خلال سنوات معدودة بالملايين المخالفات المرورية تعذر حصرها ، تحصي الجهات المختصة ما ظهر لها وما خفي أكثر . أين نحن من هذه المشكلة الخطرة لابد من التنبه لهذا الوباء و إيجاد حلول عملية وصارمة وتضافر الجهود للحد من هذا البلاء . شباب وشابات في عمر الزهور تزهق أرواحهم في هذه الحوادث الاليمة اسر تباد كاملة – حمانا الله جميعا – أين الخلل ؟ هل هو من انعدام الوعي بهذه المخاطر و الطيش من بعض مستخدمي هذه الوسيلة التي تحولت من نعمة إلى نقمة؟ هل هو من ضعف الجهات الرقابية وقصور في منظومتها التنفيذية من أفراد ومعدات؟ هل جانب القصور يعود لخطورة الطرق بين مدننا وداخلها؟ هل القصور نابع من رداءة السيارات المستوردة وضعف جوانب السلامة فيها وعدم الالتزام بالمواصفات والمقاييس الدولية ؟ هل هناك قصور في مناهج التربية والتعليم لتوعية الشباب وغرس آداب القيادة السليمة؟ وما هو دور الدعاة و الواعظين في هذا الجانب وهل وسائل الإعلام تقوم بدورها في كشف الجوانب الشنيعة لهذه المخاطر ؟ وهل هناك مسؤولية على الآباء والأمهات في تدليل الأبناء وجلب المضار لهم ؟ هل قدرات وزارة الصحة الطبية والإسعافية على المستوى المطلوب في جانب الإسعافات الأولية والحضور السريع ؟ نعتقد أن كل هذه العوامل تساهم بصوره أو أخرى في حجم هذه المشكلة فلا بد من دراسة الأسباب و الارتقاء بوسائل الحل و وجود رقابة صارمة لإيجاد مخرج من هذا الوباء الذي أصبح يهدد حياة كل من يسير على طرقنا حفظ الله الجميع من كل سوء وألهمنا رشدنا. أحمد محمد الأمين المدينةالمنورة !!Article.footers.image-caption!!