} الحديث عن نظافة المدارس يأتي في هذا الوقت بالذات بسبب ماحصل في مدينة الرياض وماحولها من غبار الأسبوع الماضي، نتج عنه امتلاء المدارس بالأتربة والغبار يوم الثلاثاء، ولم تتمكن أغلب المدارس من تنظيف الفصول قبل وصول الطلاب صباح الأربعاء، وتركوا الأطفال يواجهون الأمر الواقع لكي يقوم كل طفل بمسح طاولته وكرسيه ويترك التراب يزحف من حوله. وهناك أطفال لديهم ربو، وبعضهم لديه حساسية من الغبار، وهؤلاء تضرروا من وجودهم في المدرسة ذلك اليوم واليوم الذي سبقه، وليس عند كثير من المدارس أطباء لمساعدة الطلاب والتغلب على مشكلاتهم الصحية الطارئة. ولا أدري كيف ترضى الجهات التعليمية بإقامة تعليم في بيئة غير مناسبة للتعلّم؟ فهل يعجز مديرو المدارس عن الاستعانة بمؤسسات أو جهات خاصة لإجراء النظافة مبكرًا قبل وصول الطلاب ؟ وإن عجزوا عن فعل ذلك، فهل يفتقد مديرو تلك المدارس الصلاحية في صرف الطلاب إلى بيوتهم لأن مدارسهم غير مهيأة بشكل صحي مناسب؟ هذه المشكلة تعيد إلى الأذهان قضية شركات النظافة التي تعمل في المدارس، فهناك شكوى دائمة من تقصير تلك الشركات في أداء مهامها على الوجه الصحيح، فإذا زرت مدرسة من المدارس التي تعتبر نموذجية، فلن تستغرب من ضعف مستوى النظافة في الممرات والأسياب وفي الفصول وفي المكتبة والمختبرات وغيرها من الأماكن التي يرتادها الأطفال ويعيشون في محيطها لساعات طويلة من يومهم. يعيد مديرو المدراس المشكلة إلى شركات النظافة التي تتعاقد معها الإدارة التعليمية أو المركز التعليمي ضمن عدد كبير من المدارس، ويرون أن الأمر لو ترك للمدرسة نفسها لكي تتفق مع تلك المؤسسات لربما كان أجدى لكي يكون الإشراف مباشرًا والمتابعة لصيقة بتلك المؤسسة. وأيًا يكن الأمر، فإن مدير المدرسة مسؤول عن مدرسته مسؤولية كاملة لتجهيزها وإعدادها والحرص على ممتلكاتها ونظافتها، وعليه أن يستثمر الطاقات والإمكانات المتاحة له لكي يوفر بيئة تعليمية جاذبة وصحية للطلاب. والمدير الناجح هو الذي يقوم بدوره كما يجب دون أن يلقي باللائمة على سواه، فإذا أعيته الوسيلة ووجد أن المعوقات تقف أمامه وأنه عاجز عن الوفاء بالمطلوب، فمن الخير له وللمدرسة وللطلاب أن يتنحى عن الإدارة. والأمل كبير في الجهاز الإداري الجديد الذي تولّى زمام وزارة التربية والتعليم بقيادة الوزير سمو الأمير فيصل بن عبدالله أن يجد الحلول المناسبة للمشكلات التعليمية والإدارية العميقة التي يعاني منها التعليم، وأن يعطي المدارس مزيدًا من الصلاحيات والمرونة في العمل بما يتناسب مع مستجدات العصر التقنية ، وتطورات الحياة الحديثة. !!Article.Footers.caption!!