بقدر ما أعجبت بجرأة عضو مجلس إدارة نادي الهلال ومدير الفريق الكروي سامي الجابر حينما أطلق تصريحه غير المتوقع قبل بضعة أيام وأكد بشكل واضح أنه هو من طالب بالتوقيع مع المدرب الأرجنتيني جابرييل كالديرون وانه يتحمل تبعات رأيه وإصراره عليه، وساق التبريرات التي بنى عليها رأيه والتي ارتبطت بالخبرات المعرفية لدى المدرب عن المنافسات السعودية بشكل عام وعن الفريق الهلالي ومنافسيه بشكل أدق إضافة إلى قدراته التدريبية المشهود لها بالطبع، إلا أن ذلك التصريح خلق لدي - كمتابع - كمية لا بأس بها من التساؤلات. ولو دقق المتابع في ذلك التصريح وما تبعه من تصريحات مشابهة تسير على النسق ذاته وآخرها ما تحدث به رئيس النادي الأمير عبدالرحمن بن مساعد مطلع الأسبوع الحالي، وتأكيده أن التعاقد مع كالديرون جاء بناء على رأي سامي الجابر. أقول لو دقق المتابع فيه وحاول استكناه مضامينه لاستغرب خروجه في ذلك الوقت، ومن إداري بعقلية سامي الجابر المعروف بقدرته الفائقة على قراءة الأحداث واختيار الألفاظ والعبارات وتوقيت إطلاقها. والاستغراب هنا يكمن في وضع سامي احتمال عدم تحقيق الهلال بطولة "ولا أقول فشل كالديرون" في هذا الموسم في حسبانه حينما صرح، وبالتالي عليه أن يتحمل تبعات تصريحه وهو الذي يعلم أكثر من غيره حجم النقد الذي ينتظره في هذه الحالة. أعلم جيداً أن الإدارة قرار، وأن العمل يحتاج إلى شجاعة تصل إلى حد المغامرة، ولكن ليس في كل الأوقات في نظري؛ لأن لكل قاعدة استثناء. في رأيي لا أجد مسوغاً لتصريح سامي الجابر وما تبعه، سوى أنه تصدى لتبعات هذا القرار، وأراد تحملها لوحده، سواءً كان مجبراً أو برغبة شخصية منه، وكل ذلك لإخلاء مسؤولية الرئيس ونائبه وبقية أعضاء مجلس الإدارة وأعضاء الشرف المؤثرين. - أوضاع الفريق الاتحادي هذه الأيام لا تبشر محبيه بفريق قادر على تحقيق كأس دوري زين، فالأخبار التي تواترت عن خلاف خوزيه مع بعض اللاعبين وعدم اقتناعه ببعضهم الآخر لم تخلق من العدم، وإلا فما هو التفسير المنطقي لهبوط مستوى اللاعبين الكبار في الفريق، الذين يعدون الأعمدة التي يقوم عليها الاتحاد، وكيف يبقى لاعبون أجانب دفعت فيهم الملايين على دكة الاحتياط؟، وبغض النظر عن إمكانات المدرب التدريبية أرى أن نادي الاتحاد ليس المكان المناسب له على الأقل في هذا الموسم ومع هؤلاء اللاعبين. - أعرف جيداً إمكانات الفريدي أحمد وقدراته الفريدة في قراءة الملعب ومواهبه المميزة في التمرير والمراوغة وحتى استخلاص الكرات من الخصم، ولذا أؤكد أن نجم الكرة السعودية المقبل الذي راهنت عليه منذ بداياته لم يقدم حتى الآن ما يوازي إمكاناته وما يكتنزه عقله قبل أقدامه من دهاء كروي، وبأن مواهبه الفطرية لم تتفجر حتى الآن، ومتى حدث ذلك فعلى جميع النجوم السعوديين تسليم مفاتيح صناعة اللعب للفريد أحمد الفريدي. أسوق كلماتي تلك بعد ما رأيت ردة فعله المؤدبة تجاه قرار المدرب باستبداله في لقاء فريقه أمام القادسية وأقول في إذنه: "فريق بحجم الهلال ببطولاته وجماهيره يستحق أن تتحمل وتنتظر وتقاتل من أجل الحصول على مركز أساسي فيه".