في ظل التطور التقني في مجال الإلكترونيات أصبح مفهوم «العالم قرية واحدة» مفهوماً قديماً نوعاً ما، أصبح المفهوم الجديد للعالم من وجهة نظري «العالم جوال أو موبايل» فلم تقتصر التطورات على جهاز الجوال في التطورات التقنية من ناحية الصوت والصورة، وإنما تسارعت الخطوات المثيرة والسريعة لتقنيات الصورة ليكون الجوال كاميرا متقدمة وعالية الوضوح وبحجم صغير جداً، مما وفر للشخص العادي أن يكون أكثر احترافية في إبداعه لجماليات الصور والفيديو وببساطة. أصبحت القنوات الفضائية في جيب الشخص، يتنقل من قناة إلى أخرى بغاية البساطة وبتقنيات خصصت لهذا الأمر، أصبح تصوير فيلم قصير على جهاز الموبايل من الأمور التي يستطيع الشخص العادي وغير المحترف أن يتقنها، بالفعل أصبح العالم «جوال»، فقبل أيام تم طرح جهاز جوال متقدم من ناحية وضوح الصورة لمدى يصل إلى 12 ميجا بكسل منافساً لأحدث الكاميرات الموجودة في السوق، حيث ستمكن هذه التقنية للمستفيد منها اقتناص الصور الهامة والنادرة وبكل بساطة، وكذلك الحال مع لقطات الفيديو، فكم يتصور المرء أنه خلال سنوات قليلة وبفضل التطور التقني بالإمكان الاستمتاع بتقنية الصوت والصورة وعلى أعلى المستويات وبأسعار في متناول الجميع نوعاً ما. لم يعد التلفزيون كجهاز تقليدي خيارا للكثيرين ممن تضطرهم ظروفهم للتنقل المستمر حتى التنقل ما بين دولة وأخرى، المشاهدة والمرابطة الاعتيادية أمام جهاز التلفزيون ستفقد حضورها المعتاد مع الثورة التكنولوجية القادمة بهذا الخصوص، خصوصاً أن هذه التطورات يدعمها الانتقال القادم للجيل الرابع في تقنيات الجوال والتي ستوازي خلال السنوات القادمة التطور في تصنيع الأجهزة النقالة المتطورة ليتاح للمستفيد منها أفضل السرعات وبأسعار تنافسية في المستقبل القريب، حتى أن هذا الأمر سيولد قنوات تلفزيونية غير تقليدية في عدم اعتمادها على البث العادي، وشاهدنا جزءاً من ذلك خلال السنوات الأخيرة وعلى نطاق ضيق من خلال بث بعض المسلسلات والبرامج مباشرة على جهاز الموبايل وحسب رغبة العميل. فخلال جولة لي قبل أيام في مُجمع للتقنية وجدت أن مرحلة العالم التقليدي أصبحت وشيكة على الاندثار، فالعالم الرقمي المتسارع قادم، والتقنية التكنولوجية هي لغة العصر القادمة، فالتلفزيون الثلاثي الأبعاد هو محور الحديث، والجوال المحترف بالصورة والفيديو هو المهدد الكبير للكاميرا العادية حتى ولو تطورت، وأسلوب استقبال البث الفضائي لم يعد كالسابق وإنما أصبح الخيار الأهم والمفضل البث بتقنية «HD» عالية الوضوح، حتى مشاهدتنا لأحدث الأفلام السينمائية أصبحت عبر جوالاتنا أو الكمبيوتر المحمول «لاب توب» فالأمر سيعطي للمستقبل أبعادا أخرى بعيدة عن ما تعودنا عليه في أعمالنا التلفزيونية من تصوير أحيانا بكاميرا واحدة لمسلسل كامل وبصورة مضحكة كثيرا وهذا الأمر شاهدناه في رمضان الماضي على سبيل المثال. وأمام هذا التطور التقني والتكنولوجي في عالم البث المباشر والصورة العالية الوضوح نجد على سبيل المثال من يستغل القنوات الفضائية لبث السموم وإثارة الفتنة دون احترام للمعايير والشرف الإعلامي وللأخلاق الإسلامية، أضحى البعض يتحدث عبر الفضاء وكأنه يتحدث في مجلس غير محترم، ويتناسى هؤلاء أن المشاهد له احترامه وأن استغلال الفضائية التي يملكها لا تتيح له مطلقا للحديث بأمور تسبب الفتنة وإثارة النعرات لأن الإعلام سلاح خطير قد يسبب الفتنة الداخلية وبأسهل ما يكون، فأحياناً مع فرحك بتطور وسائل الاتصالات والإعلام تحزن لأن هناك أشخاصا قد يستخدمون هذه التطورات بأسلوب مهني رخيص ومبتذل!.