يبدو أن موضوع الطقس وآثاره المتوالية على صحة الانسان ونفسيته لا يتوقف عن إثارة الدهشة خاصة ان الظاهرة اصبحت عالمية التأثير فتقلبات الجو اصبحت الهاجس الاكثر بروزا للحوار بين الناس والاعلام والمسؤولة عن معظم المشاكل الصحية التي تصيب المسنين والاطفال عدا فئة الراشدين مما تسببه من حساسية موسمية ومعاناة مزاجية. ولأن الاخبار العلمية والدراسات باتت تعاين تأثر البيئة والانسان بهذه الظاهرة ، فإن ما كان تقوله الجدات زمان أصبح مدعوما علميا الان خاصة الوصايا عن عدم التعرض للهواء البارد بعد الاستحمام ، تناول الاغذية المساندة كشوربة الدجاج عند الاصابة بنزلات البرد والدعوة للخلود إلي الراحة عند الاحساس بالتوعك او الارهاق حتى يتمكن الجسم من استعادة عافيته. والحقيقة ان المعلومات بهذا الشأن أصبحت كالباب المفتوح كل الافكار تمر من خلاله. إحصائيا ووفقا لاستشاري الاطفال وغدد صماء وسكري في جامعة الملك عبدالعزيز د.عبدالمعين الاغا فإن امراض الجهاز التنفسي منتشرة في الاطفال السعوديين نتيجة التغييرات المناخية؛ حيث نجد طفلا يعاني من تلك المشاكل في كل 10 إلى 15 أسرة كما ان نسبة المصابين بأمراض الربو تضاعفت خلال العقدين الماضيين وعزت الدراسات العلمية اسباب انتشار الربو إلى تلوث البيئة، مما احدث تغييرا في طبقات الأوزون وأثر في المناخ والبيئة من حولنا. أيضا حساسية الانف هي من أكثر الامراض شيوعا ويشكو منها 50% من المترددين على عيادات الانف والاذن والحنجرة وأعداد المصابين بها في تزايد مستمر ، وذرة الغبار من اكثر العناصر المسببة للحساسية في العالم بما في ذلك المملكة العربية السعودية خاصة في المناطق الساحلية منها لأن عثة ذرة الغبار تختار العيش في جو دافئ ذي رطوبة عالية. ومن ألطف الوسائل الوقائية هنا هو ما قيل عن وضع بعض الفازلين داخل فتحة الانف عند الخروج اثناء وجود الاتربة . اما تزايد الفرص للاصابة بآلام الفقرات والعضلات وامراض الروماتيزم فحدث ولا حرج خاصة مع تغيير الطقس وتقلبات الجو حيث تزداد بشكل خاص اثناء الانتقال من موسم الصيف إلى موسم الشتاء او العكس، وذلك لحساسية المفاصل والفقرات وعدم قدرتها على التأقلم مع التغييرات المفاجئة في اجواء الطقس. كما ان الحالة المزاجية والنفسية بشكل عام تتعرض للتأثير السلبي عند التغييرات في الأجواء خاصة عند غياب ضوء الشمس أو حدوث عواصف الأتربة المستمرة. إذن هناك علاقة متلاصقة بين العوارض الجسمانية والنفسية اثر التعرض لاختلاف في درجات الحرارة وتقلب الطقس. لذا ينصحنا الخبراء بأخذ الحيطة والحذر عندما تتغير الفصول ويتبدل المناخ بعدم القفز حراريا ما بين درجة حرارة مرتفعة واخرى متدنية بشكل مستمر، أيضا ألا ندع تقلب الطقس يعني تقلباً في المزاج حتى لا يؤثر ذلك التسلسل ونجد أننا نعود إلى خط البداية وعوارض مرضية لا سمح الله. ربما بات على دول العالم ان تتحد في جهودها وسعيها في الحفاظ علي البيئة حتى لا تزداد التغييرات المناخية وتتضخم تأثيراتها في كل مكان.