بالرغم من دخول فصل الصيف رسميا، إلا أن تقلبات الطقس مازالت مستمرة. الغبار يضرب الكثير من المناطق. الأجواء الحارة متقلبة، ولا أحد يعرف السبب !! البعض يقول: إنه غبار قادم من الصحراء، والبعض الآخر يقول: إنه غبار قادم من خارج منطقة الخليج، ويضرب دول الخليج وليست المملكة فقط، وسط تخوفات من أخبار تلوث غبار الكويت بالمواد المشعة المتبقية من حرب التحرير ، إلا أن الحقيقة الوحيدة الثابتة ان الناس تعاني كثيرا هذه الأجواء، خاصة مرضى الربو الذين احتاروا في توقعات الفلكيين. غبار بالاحساء .. والكمامة هي الحل ( اليوم ) شهدت المنطقة الشرقية وعدد كبير من المناطق الجمعة طقسا متقلبا، ورياحا مثيرة للأتربة الزمت المواطنين والمقيمين المنازل، حيث أوضحت الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة فى تقرير لها أن نشاطاً في الرياح السطحية مثيرا للأتربة والغبار حد من مدى الرؤية الأفقية على مناطق شمال ووسط المملكة خاصةً الشرقية منها «عرعر، رفحا، حفر الباطن والقيصومة». كما يشمل نشاط الرياح السطحية أجزاء من منطقتي حائل والقصيم تمتد الى منطقة الرياض، وكذلك الطرق السريعة المحاذية للبحر الأحمر خاصةً بين منطقتي مكةالمكرمة وتبوك. ووفقا لما توقعته الرئاسة العامة للأرصاد فإن الطقس يبقى صحوا بوجه عام عدا تكون السحب الركامية المحلية في فترة الظهيرة على مناطق جازان وأبها. وأفاد التقرير بأن الرياح السطحية على البحر الأحمر ستكون شمالية غربية بسرعة 18 45 كم/ ساعة وارتفاع الموج من متر إلى متر ونصف المتر يصل إلى مترين في فترة الظهيرة وحالة البحر متوسط الموج. أما على الخليج العربي فتوقع تقرير الأرصاد أن تكون الرياح السطحية شمالية شرقية بسرعة 15 38 كم/ ساعة وارتفاع الموج من من متر إلى متر ونصف المتر، وحالة البحر خفيف إلى متوسط الموج. أما ميدانيا فقد قلت الرؤية الأفقية الى حد كبير ما دفع الدوريات الأمنية الى تحذير السائقين من مغبة السرعة في ظل هذه الاجواء. كما اتخذت المستشفيات كافة الاحتياطات لاستقبال مرضى الربو الذين استسلموا لعمليات استنشاق البخار بأقسام الطورائ. قلت الرؤية الأفقية الى حد كبير ما دفع الدوريات الأمنية الى تحذير السائقين من مغبة السرعة في ظل هذه الاجواء. كما اتخذت المستشفيات كافة الاحتياطات لاستقبال مرضى الربو .وكان خبراء عسكريون امريكيون قالوا مؤخرا: إن القوات الأمريكية التي كانت تعمل في الكويت والعراق تعرضت لاستنشاق خليط من السموم يتكون من 37 نوعا من المعادن منها الألمنيوم والرصاص والمنغنيز والسترونتيوم والقصدير اضافة الى 147 نوعا من البكتيريا والفطريات التي تساعد على نشر الأمراض تحملها ذرات متناهية الصغر من الغبار. وأوضح الخبراء في تصريحات نشرتها صحيفة «يو أس ايه توداي» الأمريكية ان استنشاق الجنود ذرات الغبار السامة أدى الى اصابة أعداد منهم بأمراض الجهاز التنفسي والعصبي وأمراض القلب والسرطان وهو الأمر الذي أقلق كثيرا من الدوائر في الكويت ودول الخليج التي طالبت بالمزيد من الدراسات، للتأكد من صحة ما ذكرته التقارير الامريكية.
«اللاهوب» يغزو أجواء الخليج قال خبراء طقس في الخليج ان الرياح الشمالية الغربية التي عمت عددا كبيرا من دول الخليج وخاصة الكويت ، وجاءت بالغبار وادت الى انخفاض الرؤية الى مستويات متدنية لطفت من حرارة الطقس وتسببت في كسر حدة الموجة الحارة طوال الاسبوع الماضي خاصة في الكويت ويتوقع خبراء الارصاد ان تستمر هذه الرياح لتنخفض معها حرارة «اللاهوب». وتعود الى معدلاتها الطبيعية بعد ان وصلت الى 50 درجة . وأضافوا : ان معدلات ارتفاع درجات الحرارة الطبيعية في مثل هذه الفترة زادت بفارق 6 درجات مئوية مشيرين الى ان الرياح الساخنة التي يشهدها عدد من دول الخليج تسمى محليا «اللاهوب». واشاروا الى ان هذه الأيام تسمى ب»الكنة» التي تنتهي في 6 يونيو ثم تأتي بعدها فترة الثريا وفي ايامها تبدأ فترة البارح الكبير وهي فترة تزيد فيها العواصف الرملية التي تستمر حتى 16 من يوليو القادم. وتوقعوا ان يبدأ انخفاض درجات الحرارة قليلا في السواحل وضواحي مدينة الكويت على ان تعود الرياح الشمالية الغربية المعتدلة الى النشطة وبعض الغبار اذ سيساعد ذلك على انخفاض درجات الحرارة. وكانت درجات الحرارة تراوحت في مدينة الكويت وضواحيها خلال اليومين الماضيين بين 47 و49 درجة مئوية وسجلت محطات الرصد الأخرى درجات حرارة غير طبيعية وقياسية بلغت 50 و51 درجة مئوية في منطقة مطربة في شمال غرب الكويت.
الشمال معرض للجفاف وزيادة أمطار في الجنوب قال خبير في الأرصاد: إن المناطق الشمالية للمملكة قد تكون معرضة للجفاف وقلة الأمطار نسبيا، فيما قد تشهد المناطق الجنوبية زيادة في كميات الأمطار وذلك من خلال تحليل نتائج النماذج المناخية. وأوضح الدكتور منصور المزروعي رئيس قسم الأرصاد بالجامعة والمشرف على مركز التميز لأبحاث التغير المناخي بالجامعة ، أن مؤشرات التغير المناخي بالمملكة تمثلت في ارتفاع كبير في درجات الحرارة، فترات طويلة من الجفاف، تغير في تكرار وشدة الأعاصير خاصة على جنوب الجزيرة العربية، تطرف مناخي تمثل في شدة العواصف الترابية، شدة العواصف الرعدية، وموجات الحر الشديدة. وأكد أن العالم يشهد تغيّرًا مناخيًا ملموسًا على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وأن المملكة ليست بمعزل عن هذا التغير، حيث لوحظ تغير في أنماط الأمطار بالإضافة إلى تطرف مناخي تمثل في ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة وزيادة موجة الجفاف مشيرا إلى أنه لوحظ في الآونة الأخيرة زيادة في نشاط البحر الأحمر قد يكون له دور كبير في حدوث الحالات المتطرفة للأمطار على المنطقة الغربية. وأكد أهمية عمل استراتيجيات للتكيف مع آثار التغير المناخي على أن تعد من قبل جميع الجهات الحكومية والخاصة، وضرورة تبني الجهات الحكومية والخاصة سياسات للتكيف مع التغير المناخي والعمل بها.
الطورائ استقبلت حالات الربو (تصوير - عبد العزيز الهران)
5 آلاف حالة ربو تدخل مستشفيات الشرقية شهد مستشفى الولاده والاطفال بالدمام والمراكز الصحية صباح الجمعة حالة استنفار في استقبال مرضى الربو بسبب موجة الغبار وتقلبات الاجواء في المنطقة الشرقية فيما استقبلت المراكز الصحية خلال ال 24 الساعة الماضية اكثر من 700 حالة ربو ما بين حالات حرجة وحالات متوسطة وحالات بسيطة في جميع محافظات المنطقة الشرقية, فيما تواصل أقسام الطوارئ ومستشفيات المنطقة الشرقية والمراكز الصحية في المنطقة حالة الاستعداد القصوى لاستقبال المراجعين من مرضى الربو والحساسية الشديدة. من جانبه قال مدير مستشفى الولادة والاطفال بالدمام الدكتور عبدالرحمن الشامسي انه تم تنويم 20 حالة حرجة بالمستشفى من الاطفال مشيرا الى انه استقبل في الساعات الاولى من صباح الجمعة اكثر من 200 حالة ومن المتوقع ان يصل العدد الى 5000 حالة. ونصح الشامسي بعدم الخروج في مثل هذه الاوقات وخصوصا الأطفال، يذكر ان عدد الإصابات بمرضى الربو في المنطقة الشرقية تصل إلى 44 ألف حالة , وقد وثِق علميا ازدياد حالات الربو في عدد من مدن ومحافظات المنطقة الشرقية بصورة كبيرة. فهناك تغيرات جوية وتغيرات في مستوى حبوب اللقاح في الجو وتغيرات في مستوى ملوثات الجو. من جهة اخرى حذر مدير مرور الدمام العقيد حمد الفوزان قائدي المركبات بعدم القيادة أثناء الموجة الغبارية التي اجتاحت المنطقه الشرقية صباح الجمعة مشيرا إلى الإصغاء إلى الإرشادات المرورية والتعاون مع رجال الأمن ، من جانبه اكد مدير مطار الملك فهد الدولي بالدمام خالد المزعل ان حركة الملاحة في المطار طبيعية.
انتشار الكمامات في الاحساء استيفظ أهالي الاحساء صباح الجمعة على موجة كثيفة من الغبار غطت سماء المحافظة، وأدت هذه الموجة الى خلو الشوارع من المارة، وأجبرت المواطنين والمقيمين على شراء «الكمامات» للوقاية من استنشاق الغبار خاصة في ساعات الصباح الأولى. واتخذت مديرية الشؤون الصحية بالمحافظة الاستعدادات اللازمة لمواجهة موجة الغبار التي أدت لانخفاض مستوى الرؤية الافقية، واتخذت كافة القطاعات الصحية بالمستشفيات ومراكز الرعاية الصحية الأولية كافة التدابير اللازمة للتعامل مع كل الحالات المتضررة خاصة مرضى الصدر والربو، وتم رفع حالة الاستعداد في أقسام الطوارئ لمواجهة التطورات الناجمة عن موجة الغبار . وحذرت الجهات الصحية بالمحافظة مرضى الجهاز التنفسي كالربو والحساسية بعدم الخروج في مثل هذه الأجواء إلا للضرورة واتخاذ الإجراءات الوقائية كارتداء النظارات لحماية العيون ووضع الكمامات الطبية وإغلاق النوافذ جيدا حرصا على سلامتهم. وشهدت أقسام الطوارئ في مستشفيات المحافظة وصول أكثر من 60 حالة ضيق في التنفس خاصة كبار السن والأطفال الذين يعانون مشاكل تنفسية وحساسية الصدر، فيما حذر الدفاع المدني الأهالي بتوخي الحذر أثناء القيادة على الطرق السريعة جراء حالة التقلبات الجوية، فيما عملت ادارة مرور الاحساء على مراقبة الطرقات بشكل مكثف بمداخل ومخارج المحافظة.