لي في الحياة تجارب كثيرة وعديدة .. قاسية ويسيرة .. فاشلة وموفقة .. لكن أصعبها وأقساها تلك التي أخوضها من أجل فقد بعض الكيلوات المتراكمة هنا وهناك في أنحاء جسدي .. وهي تجارب أخوضها منذ قرابة العشرين عاما لم تنجح أيّ منها أبدا .. ودائما تكون النتيجة سلبية بل ودائما ما تكون عكسية فيقودني الاحباط الى المزيد من الكيلوات المضافة على حساب الميزان اللعين الذي يسخر مني في كل مرة أكرر ذات المعصية وأخوض ذات تجربة الريجيم التي تبدأ بالكآبة وتنتهي بالفشل!!. أبسط تجاربي الفاشلة هي في الريجيم لكنها أصعبها .. ويظل هاجسي الدائم (ما استعصى علي أمر وتركته) وهي حكمة قديمة لا أعلم من زرعها في ذاكرتي .. وصرت طوال العشرين سنة الماضية أحوم حول هذه العقدة الأبدية حتى حققت ما تمنيت. عدا هذه التجربة العقدة .. فلا أعاني من نتائج التجارب الأخرى إن فشلت .. ويكون شعاري الدائم ( أن أندم على شيء فعلته خير من أن أندم على شيء لم أفعله ) وهي قاعدة أساسية في خوضي لأي تجربة .. وتبرير مسبق أضعه لنفسي لمواجهة أي حالة فشل قد أتعرض لها .. ولأن الحياة بالنسبة لي تجربة كبيرة فلا أجد بأساً من أن أخوض تجربة تلو الأخرى .. وأتقبل نتائج تجاربي السلبية بكل روح رياضية .. وما أن أنتهي حتى أستعد لتجربة أخرى مستفيدا مما سبق من تجارب فاشلة أو ناجحة .. خضتها بنفسي أو استوحيتها من الآخرين .. المهم أن نخوض التجربة التي هي خير برهان كما يقولون.. وحين تنجح التجربة تتفجر ينابيع البهجة وتتطاير فراشات الفرح وتغمر السعادة النفس والروح .. ويقيناً أن النجاح لا يأتي من العدم بل إن هناك أسساً وقواعد تساعد عليه .. فيقيني أيضا أن التجارب السابقة الفاشلة التي خاضها الانسان هي التي مهدت له طريق النجاح .. لأننا حين نفشل في تجربة فنحن في الواقع نسعى أساسا لنجاح آخر يحتاج منا أن نصحح مسار واتجاه خطواتنا المقبلة حتى نتفادى ما تعرضنا له من أخطاء. البعض منا متحفظ الى درجة كبيرة .. ولا يحبذ خوض أي تجارب ما لم تكن مضمونة 100% وغير مستعد للمجازفة حتى بأقل نسبة .. وهم من يفضلون أن يقضوا حياتهم وهم يسيرون على خط مستقيم مبتعدين قدر المستطاع عن أي مفاجآت أو متغيرات من الممكن أن تطرأ على حياتهم .. وهم في الغالب لا يملكون أية مخططات لمستقبل حياتهم عدا الاكتفاء بما هو كائن .. والسير عبر الأيام بحذر وخطوات ثقيلة جدا كي لا تتعثر خطواتهم لأي سبب كان. متعة الحياة في التجربة والمغامرة .. ومتعتها في التجديد والتطوير .. هناك من يعشقون إضافة نكهة الاثارة الى حياتهم حتى يستلذوا بطعمها الحقيقي .. هناك من يؤمنون بقدراتهم الذاتية التي تمكنهم من تغيير حياتهم من حين الى حين لما هو أفضل .. ويؤمنون بأن النجاح بحاجة الى إصرار ومثابرة وعزيمة .. والأهم الجرأة .. الجريئون هم القادرون على تحقيق النجاح .. الجرأة في صناعة الأحلام والذكاء في تحقيقها سمات لا يملكها الا قلة من البشر هم الناجحون. وهناك من البشر من تمتلئ قلوبهم بروح المغامرة ويعشقون الإثارة في حياتهم، ولا يكفون عن السعي نحو التجديد في حياتهم في كل وقت وحين .. لأنهم يؤمنون بأن الحياة تجربة كبيرة تستحق أن نخوضها .. ودمتم سالمين.