ذكر معالي وزير الثقافة والإعلام د. عبدالعزيز خوجه في تصريح ل"الرياض" الجمعة 8 شوال أن الوزارة ستستمر في إقامة المسرحيات طيلة أيام السنة في ظل وجود النصوص الجيدة والممتازة والمكتملة درامياً وفنياً، وأضاف أنه توجد جهة في الوزارة تدرس آلية التنفيذ التي ستتبعها الوزارة.. (انتهى). منذ أن بدأت أكتب في هذه الجريدة لما يزيد على العشرين عاماً عبر هذه الزاوية أو زاوية "قال الرائي" أو زاوية "أبيض وأسود" والمسرح هو الهاجس الذي نتحدث عنه أنا وكثير من زملائي لنعود ونكرر الكلام دائماً متسائلين متى يكون لدينا مسرح طوال العام وطوال هذه السنوات لم أسمع أي ردة فعل من أي مسؤول قبل هذا التصريح لمعالي د. خوجه الذي أعتبره أول تفاعل مع فكرة إيجاد مسرح على مدار العام فالوزير وعد وبقي أن نقول كيف سنستعد. نحن شعب في حاجة إلى المسرح كرافد ثقافي وترفيهي مهم خاصة وأنه في ظل عدم وجود السينما تتضاعف حاجتنا للمسرح، واسمحوا لي للمرة الثانية أن أستشهد بتجربتي الشخصية في تقديم المسرح الجماهيري فالأولى كانت في العام 1988 عندما قدمت نصاً وإنتاجاً مسرحية "ولد الديرة" وأعقبتها في العام 1991 بمسرحية "للسعوديين فقط" ولأننا خضنا التجربة بشكل احترافي فلقد لمسنا أنا ومن شاركني (مع حفظ الألقاب) من مخرجين عامر الحمود وسمعان العاني وممثلين عبدالله السدحان وناصر القصبي وراشد الشمراني ويوسف الجراح وعبدالإله السناني وبشير الغنيم ومحمد الكنهل وعبدالعزيز المبدل وعلي المدفع والراحل بكر الشدي يرحمه الله وغيرهم أن الجمهور في أمس الحاجة للمسرح ومتعطش لرؤية أعمال على مدار العام شريطة أن ترتقي إلى مستوى تفكيره وتتبنى الكثير من قضاياه وتكون بعيدة كل البعد عن التهريج والإسفاف. ولكن تجربتنا تعطلت لعدة أمور أبرزها صعوبة إيجاد دور للعرض فأول عروضنا كان على صالة نادي الشباب الرياضية بخشبة مسرح بنيت كرسالة إصرار منا على تقديم المسرح حتى ولو في غير مواقعه، وثانيها أننا لم نتلق من الجهات المختصة دعم لتجربتنا ولم نكن في واقع الأمر بحاجة إلى الدعم المالي بل كنا بحاجة إلى الدعم المعنوي عبر فتح دور العرض أمامنا للعمل على مدار العام. الآن ومع هذا الوعد الجميل من هذا الوزير الرائع بودي أن نبني قاعدة صلبة للمسرح خاصة وأن وزارة الثقافة والإعلام أصبحت منوطة بهذا الشأن وأصبحت تمتلك من المسارح ما يساعدها على تقديم الدعم له ولكن قبل كل هذا علينا أن نسأل هل المسرح مجرد نصوص وممثلين؟ إن إحداث نقلة نوعية في مستوى العروض المسرحية حتى ترتقي لتكون على مدار العام يحتاج من وزارة الثقافة والإعلام دعم تقنيات العرض المسرحي الفنية والبشرية فنحن نفتقد إلى العناصر المؤهلة في الإضاءة والديكور والإخراج وغيرها من فنون الإبهار المسرحي ولهذا فإنني آمل أن يتزامن وعد معالي الوزير مع تطوير لهذا الأمر عبر الاستقطاب الفوري لأسماء بارزة للعمل لدينا كمنفذين وكمدربين لكوادر سعودية إضافة إلى إيجاد برنامج للابتعاث لتطوير قدرات المسرحيين وخصوصاً في الجانب التقني وكيفية إعداد وكتابة النصوص حتى يمكن لنا أن نخطو بالمسرح خطوات مدروسة للأمام. وفي الوقت نفسه حثّ الجهات التى تمتلك المسارح على تطوير تقنياتها وإيجاد برنامج للتعاون مع وزارة الثقافة والإعلام لفتحها أمام العروض المسرحية المتنوعة دون مقابل إضافة إلى قيام الوزارة بتأسيس وحدة متطورة للنقل التلفزيوني حتى تثري مكتبتها بعشرات الأعمال التي سيتم إنتاجها وستكون رافداً مهماً لما تقدمه الشاشة. ولعل الوزارة تبدأ أيضاً بتحرير مسرحها الضخم المُلحق بمبنى التلفزيون من تلك الحواجز الخرسانية التي تحيط به عبر فصله عن المبنى وبناء مواقف خاصة به حتى يمكن أن يكون مركزاً مهماً للمسرح يضاف إلى مجمع الملك فهد الثقافي. معالي الوزير أثلجت صدورنا بهذا الوعد وكل عاشق للمسرح يضع يده بيدك لتحقيق هذا الحلم الذي طال انتظاره فلكم من كل مسرحي الشكر على هذا الوعد الجميل.