شدد أهالي محافظة "القنفذة" على ضرورة افتتاح جامعة بالمحافظة تخدم أعداد الخريجين من مدارس الثانوية العامة سواء للبنين أو البنات، وخدمة المناطق والهجر القريبة من المحافظة. يقول "د. محمد الزاحمي" مدير التربية والتعليم في محافظة "القنفذة": إن افتتاح جامعة داخل المحافظة سيخدم أبناءها والمحافظات المجاورة، وسيحقق التنوع في الوظائف التي تحتاجها المنطقة، كما يعد ذلك تتويجاً للنهضة التي تعيشها "القنفذة" أسوة ببقية مناطق المملكة، في ظل اهتمام ومتابعة ولاة الأمر في هذه البلاد - أدامهم الله -، مضيفاً أن المحافظة تعد من أقدم محافظات المملكة التي دخلها التعليم، بدءًا من التعليم غير النظامي والمتمثل في "الكتاتيب" والتعليم النظامي والمتمثل بإنشاء أول مدرسة في العصر السعودي الزاهر قبل 75 عاماً، لتنمو الحركة التعليمية وتصبح في الوقت الحاضر أكثر من 500 مدرسة للبنين والبنات بمختلف المراحل، بالإضافة إلى كلية للمعلمين وكلية التربية للبنات والكلية التقنية. ويشير الشيخ "محمد عبد الكريم الناشري" عضو مجلس محافظة "القنفذة" إلى أن المحافظة شهدت نهضة تنموية شملت جميع القطاعات ومن ضمنها القطاع التعليمي، موضحاً أن مراكز "حلي" و"القوز" و"كنانة" والمراكز الجنوبية لمحافظة القنفذة والمراكز المجاورة لها من منطقة عسير، بحاجة إلى كلية للبنات، فعدد الخريجات يتجاوز 500 خريجة سنوياً، ولا يوجد أمام الطالبات سوى كلية واحدة في "القنفذة" تبعد عن بعض المناطق مسافة تصل (100 كم) يتخللها طريق ضيق تكثر فيه الحوادث. من جهته أوضح الشيخ "أحمد سليمان القرني" أن أهالي مركزي "العرضيتين" والذي يبلغ تعدادها 150 ألف نسمة يواجهون معاناة مضاعفة تتمثل في افتقارهم لأي مؤسسة تعليمية عالية وإن كان وضع الطلاب أقل، لاستطاعتهم تحمل المتاعب والصعاب والهجرة إلى المناطق التي بها كليات، إلا أن أكثر ما يؤرقهم هو وضع بناتهم، فعلى الرغم من أن خريجات الثانويات من مركزي "العرضيتين" يبلغ 400 طالبة تقريباً سنوياً، فإنهن لايزلن ينتظرن الكلية منذ سنوات طويلة، وهن حالياً لا يجدن أمامهن سوى فرصة القبول بكلية التربية للبنات ب"القنفذة" والتي تبعد عنهن مسافة تصل (200 كم) تتخللها طرق ومنحنيات ضيقة مما جعل كثيرا من الأهالي يتوقفون عن إكمال تعليم بناتهم. وفي السياق ذاته قال "عبد الله الزبيدي": إن محافظة القنفذة تعد منطقة ساحلية تمتد مسافة تصل (200 كم) بمحاذاة ساحل البحر الأحمر، وعلى الرغم من موقعها المتميز وغناها بالثروة السمكية، إلا أنها لا تزال تفتقر إلى الكثير من المشاريع البحرية كالاستزراع السمكي والصيد المنظم والتصنيع، مما يؤكد حاجتها إلى كلية ل"علوم البحار"، تعد الشباب وتأهلهم وتحقق لهم الأمن الغذائي والوظيفي، وكذلك الإكتفاء الذاتي وتعزز الاقتصاد الوطني وتفتح لهم مجالات واسعة خاصة في ظل استنزاف الثروة السمكية. وتساءل الطالب "محمد المقعدي" بكلية الطب بجامعة الملك خالد: لماذا لا تكون هناك بدائل أخرى للطلاب والطالبات؟، فعدد الخريجين من الثانويات يتضاعف سنوياً والبدائل لا تزال غائبة وتقتصر في كلية المعلمين وكلية المعلمات، بل إن هاتين الكليتين هي الأخرى عجزت عن استقبال أصحاب النسب العالية، حيث أوصدتا أبوابهما في وجه الحاصلين على (84%) فأقل، مبيناً أن كلية المعلمين تقبل سنوياً أقل من (20%) من خريجي ثانويات القنفذة، وكذلك كلية البنات بنفس النسبة!. محمد الزاحمي