الكلية الجامعية في القنفذة تنتظر رصاصة الرحمة.. بهذه العبارة بدأ عدد من سكان المحافظة الحديث عن الوضع الغريب الذي آلت إليه كليتهم الوحيدة التي لا تتحمل سوى 500 طالب إلى جانب 500 طالبة فقط في مبنى آخر. فبعد مضي ربع قرن من الزمان على إنشاء الكلية الجامعية فإنها ما زالت تقبع في دائرة النسيان داخل مدرسة ثانوية برغم العمليات التجميلية والإصلاحات التي يتلقاها المبنى بين الفينة والأخرى أملًا في إخفاء شيخوخته التي اقرها وزير التعليم العالي عند وقوفه على المبنى، وشاهد قاعات الكلية غير الملائمة لاعداد الطالبات والطلاب.. وحينها قال إنه سيناقش الوضع مع المسؤولين مطالبًا ب «التحلي بالصبر» .. وما زال المواطنون لا يمتلكون سوى العمل بنصيحة معالي الوزير.. ولكن إلى متى يستمر هذا الصبر. يقول محمد بامهدي ومحمد الفلاحي وعبدالرحمن سني انه لم يعد هناك مجال للصبر.. فالمشهد تتكرر فصوله في بداية كل عام دراسي أبطاله آلاف الطلاب والطالبات الحاصلين على شهادة الثانوية العامة في القنفذة الباحثين عن تخصصات جامعية ينشدها سوق العمل لا تتوفر داخل المحافظة.. آلاف الخريجين من الطلاب والطالبات باتوا مخيرون بين شد الرحال عن القنفذة باحثين عن مقاعد شاغرة لمواصلة التعليم العالي في مختلف مناطق المملكة أو الدخول إجباريًا في تخصصات نظرية لا تلبي حاجة سوق العمل، فالمحافظة التي تبعد عن مكة 360 كم جنوبا تستوعب مقاعد محدودة لا تتجاوز ال 500 مقعد في كلية البنين ومثلها في كلية البنات. فضلًا عن أن كلية البنين في القنفذة تعاني من قدم المبنى بشكل لا يلبي حاجة الدارسين في خوض التطبيقات والتدريب، حيث يقع المبنى الرئيس للكلية داخل مدرسة ثانوية، تخلو من التجهيزات والمعامل، فيما تتوزع بعض الأقسام التابعة لها على مبان مستأجرة مصممة على هيئة وحدات سكنية. اما الطلاب عبدالله بلغيث أبكر وعبدالرحمن باجعفر وأسامة مغربي فقالوا انهم اضطروا لمغادرة المحافظة من أجل مواصلة التعليم العالي لبناتهن والبحث عن تخصصات مناسبة تضمن لهم القبول في سوق العمل بعد التخرج. معاناة وقصة لا تنتهي من جانبهم قال ابراهيم درويش واحمد علي الكناني وعبدالله هبيلي: سعدتنا لا توصف عندما سمعنا بخبر الموافقة على إنشاء 3 كليات بالقنفذة ما يدل على حرص قيادتنا الحكيمة التي تسعى دائما لخدمة المواطن وتعليمه وتوفير كل السبل التي تسهم في نهضته وتطورته.. وما زلنا ننتظر تحقيق هذا الحلم. اما علي الكناني وأسامة الخلاف وعبدالكريم يحيى فقالوا: نتطلع من وزارة التعليم العالي سرعة تنفيذ هذا القرار خصوصا أن العام أوشك على الانتهاء وجاء مرحلة القبول بالكليات فنحن نأمل في الالتحاق بتلك الكليات التي اعتمدت مؤخرا لتنطوي بذلك وعثاء السفر ووحشة الاغراب عن الاهل. فيما عبرت 3 طالبات (رفضن ذكر الاسم) عن اسفهن للوضع الحالي. وطالبن بسرعة افتتاح كلية للعلوم الطبية في القنفذة حتى يلتحقن بها لأنها قريبة من مسكنهن سوف توفر فرص عمل ولها مستقبل وظيفي افضل. وقال احمد الغبيشي واحمد المعشي وعبدالرحمن حلواني انه بعد مضي عام على تخصص أرض لبناء الكليات الجديدة تقع جنوب شرق المحافظة بمساحة تقدر بنحو ستة آلاف متر.. ولم نر شيئًا جديدًا فليس هناك أي ملامح لبناء تلك الكليات التي اعتمدت مما يعني أن مصيرها ما زال يقيع في ادراج مجلس جامعة ام القرى حتى الان. وقالوا ان مطالب الأهالي، لا تقف عند بناء تلك الكليات بل يحلمون بافتتاح جامعة في القنفذة لاستيعاب نحو 60 ألف طالبة وطالب عند تخرجهم في الثانوية العامة في محافظة تشهد كثافة سكانية يسكنها اكثر 300 ألف نسمة. وفي هذا الصدد قال عطية العقيلي وفهد درويش ومرعي بن شامي ان معضلة المباني المستأجر ما زالت تؤرق الطالب والطالبات فهي عبارة عن وحدات سكنية لا تستوعب اعداد الطلاب والطالبات وبالاضافة الى انها ليست بيئة تعليمية مناسبة لافتقارها للكثير من وسائل القنية -المعامل والمختبرات-. مدير التعليم: أين يذهب خريجو 800 مدرسة ثانوية؟ ذكر مدير التربية والتعليم الدكتور محمد الزاحمي أن محافظة القنفذة بها اكثر من 80 ثانوية للبنين والبنات وتخرج سنويا اكثر من 4000 طالب وطالبة يطمحون في الالتحاق بعدد من الكليات المختلفة تلبي ميولهم وتوفر لهم مستقبلا مشرقًا وغدًا واعدًا. واشار إلى أن الحاجة بات ملحة إلى وجود جامعة تضم تلك الكليات في ظل الاعداد المتزايدة من الخريجين كل عام. عساس: كليتا الهندسة والحاسب العام المقبل قال مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري بن معتوق عساس خلال زيارته للكلية الجامعية بالقنفذة ان الكليات الجديدة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين ستبدأ الدراسة بها في اوقات قريبة. واشار إلى أن الدراسة ستكون بدءًا من العام القادم في كليَّتيْ الهندسة والحاسب الآلي وسيتم تعيين عميدين لهاتين الكليتين واستئجار مبنيين لهما لحين الانتهاء من المباني التي ستقيمها الجامعة، مع إشارته إلى أن هناك بعض الإجراءات فيما يختص بكلية العلوم الصحية. كما أشار إلى أنه سيتم تخصيص جزء من مبنى الكلية الحالي كمركز طبي لمنسوبي الكلية وسيتم التنسيق مع الخدمات الطبية في الجامعة بهذا الشأن. محافظ القنفذة: تسليم ارض المدينة الجامعية أوضح محافظ القنفذة فضا البقمي أن توجيهات سمو أمير المنطقة صدرت لتسليم أرض المدينة الجامعية للبدء في إنشاء الكليات الجديدة التي ستكون نواة لجامعة القنفذة قريبًا بعد الموافقة السامية على إنشائها والان بعد صدور الموافقة على الانشاء لم نلمس أي تحرك من جامعة ام القرى لبناء تلك الكليات على الارض التي تسلموا صكها لبناء الكليات الجامعية. عميد الكلية الجامعية: استئجار مبان للكليات الجديدة قال عميد الكلية الجامعية د. ابراهيم عسيري ان الكليات الجديدة التي صدر قرار الوزير بتعيين عمداء لها هي كليات مستقلة عن الكلية الجامعية بالقنفذة، ومرجعها إدارة الجامعة بمكة، فهي كليات مناظرة للكلية الجامعية بالقنفذة، ونظرًا لأنني عضو باللجنة الدائمة المشكلة بقرار من معالي مدير الجامعة لتفعيل الكليات الجديدة في محافظة الليث والقنفذة فأفيدك بأنه صدرت الموافقة على بدء القبول في كليتي الهندسة والحاسب الآلي ابتداء من العام القادم 1432/1432، وسيكون القبول عن طريق السنة التحضيرية.. وسوف يتم استئجار مبانٍ لهذه الكليات حتى تستأنف الدراسة بها عاجلاَ, مع البدء في وضع المخططات للبدء في المباني الحكومية الخاصة بها.. وأبشركم أن الكلية تسلمت الصك الخاص بالأرض المخصصة لمباني الكليات الجامعية, وهي بمساحة 6 ملايين متر مربع. اما بالنسبة للكلية الثالثة كلية العلوم الصحية, ونظرًا لأن مثل هذه الكليات يحتاج إلى تجهيز عال من الأجهزة والمختبرات فسوف يتم تأجيل القبول بها للعام القادم بإذن الله.. بالنسبة للكليات الجديدة فهي للبنين والبنات باستثناء كلية الهندسة فإنها خاصة بالبنين.. وبالنسبة لموعد القبول فسيكون بإذن الله منتصف شهر شعبان المقبل.