"عته الشيخوخة" أو "الزهايمر".. مرض اكتشفه الطبيب النفسى والعصبى الألمانى "الويس الزهايمر" عام 1906م، ولا توجد حتى الآن إحصائيات مؤكدة عن عدد المصابين به في المملكة، الا أن الرقم المسجل للمصابين به في الولاياتالمتحدةالأمريكية هو أربعة ملايين حالة زهايمر سنوياً، وهو مرض يأتي مع التقدم في العمر، ويبدأ غالباً بعد سن الخامسة والستين، وترجع الدراسات العلمية السبب في حدوثه إلى نقص عدد من "الموصلات الكيميائية"، ودمار بعض خلايا الدماغ، كما تلعب الوراثة دوراً هاماً في الإصابة به. والحقيقة أن هذا المرض تحديداً يكتسي بصبغة عاطفية، لأنه معني بشكل مباشر بعلاقة الأجيال بعضها ببعض، خاصةً حين يصل الى مرحلة عدم معرفة الأبناء والأحفاد والشك في كل التصرفات. وتحكي "نورة" قصتها مع زوجها الذي تزوجته قبل تسعة أعوام وهو الآن عمره 74 عاماً ويعاني من مرض "الزهايمر" قائلةً: عشت معه السنوات الثلاث الأولى بشكل طبيعي وبلا مشاكل تذكر، وقد كان رجلاً ذا شخصية قوية وذهنية حاضرة وصوت مسموع، ولكن منذ ستة أعوام بدأ ينسى مواعيده، ثم تطورت حالته فبات ينسى الصلاة ثم لم يعد يستطيع تحديد الاتجاهات، ثم بدأ في نسيان أفراد أسرته ومؤخراً لم يعد يعرف من أنا؟، موضحةً أنها خاضت مع أبنائه رحلة العلاج منذ البداية وذهبنا به الى أطباء المخ والأعصاب، ولكن اتضح لهم أن هذا المرض لاعلاج له، لذا فإنهم يعطونه الدواء المهدئ الذي يبعده تدريجياً عن الحياة الاجتماعية والعائلية، مؤكدةً شراءها كتباً للتعرف على المرض وكيفية التعامل مع المريض به حتى يكون أكثر إرتياحاً. أما "سلمان محمد نظمي" الطالب في كلية الطب فيتذكر معنا جدته - رحمة الله عليها - التي أصيبت ب"الزهايمر" قبل وفاتها ويقول: إنهم مروا معها بأوقات عصيبة للغاية، فقد كانت تشك في كل من حولها، وكانت تتهم الخادمات بأنهن يسرقنها ويحضرن لها أشياء لم تطلبها أويتجاهلن طلباتها، مبيناً أنها عاشت أيامها الأخيرة ب"مهدئ" كان يفقدها تمييز أي شيء حولها حتى توفاها الله. من جانبه أكد "د. هشام ابراهيم الخشان" مدير إدارة طب الأسرة والمجتمع بالمستشفى العسكري بالرياض والمدير التنفيذي المشارك ورئيس لجنة خدمة المرضى بجمعية مرضى "الزهايمر" على عدم وجود تعداد واضح أو سجل طبي معتمد لتسجيل حالاته داخل المملكة لتحديد نسبة المصابين به، وهو الأمر الذي تسعى الجمعية حالياً لتنفيذه، مضيفاً أن النسبة العالمية تتراوح بين 3-5% من عدد السكان، الأمر الذي يعني أن الرقم داخل المملكة يمكن أن يصل الى حوالي 30 الى 50 ألف حالة، لافتاً إلى أن أغلب الدراسات تشير إلى زيادة عدد الإناث المصابات به عن الذكور، أما السن المتوقع للاصابة بالمرض فقد يبدأ مبكراً في حالات نادرة عند سن الخامسة والأربعين، لكن أغلب الوقت يظهر عند من هم فوق الخامسة والستين. و قال "د.الخشان": إن المرض يمر بثلاث مراحل، ففي المرحلة الأولى يحدث تغير في الذاكرة بحيث يبدأ المريض في نسيان الأشياء القريبة والأحداث المهمة في حياته، ثم تتزايد مشكلة الادراك وتصبح لديه مشاكل في التنفيذ مثل عدم استطاعته استخدام البطاقة البنكية أو عجزه عن ارتداء الشماغ أوعدم معرفته للأمكنة وأوقات الصلاة، ومن ثم يبدأ في عدم معرفة الأشخاص المحيطين به بدءاً بأصدقائه وانتهاء بأفراد أسرته، كما أنه لا يستطيع انتقاء كلامه أو وضعه في سياقه الصحيح، مشيراً إلى أن المرحلة الثانية يزداد النسيان وتبدأ "الهلوسة" بحيث يتجول بلا هدف ولا يتمكن من قضاء حاجته، وفي المرحلة المتأخرة يجد صعوبة في الأكل و يتصرف تصرفات غير لائقة، ذاكراً أننا في المملكة لا نملك طرقا علمية لتوجيه الأهل للتعامل مع المريض، لذا فإن من أهم أهداف جمعية مرضى "الزهايمر" عقد دورات تدريبية للأهالي وعمل قاعدة بيانات عن المرض.