قد يعتقد البعض أنني سوف أكتب عن فيلم عادل إمام الجديد " زهايمر" الذي أبدع فيه و قدم مدى تأثير المرض على الحالة النفسية و الاقتصادية و الاجتماعية ... أنا هنا سوف أكتب عن مرض الزهايمر ... هو مرض مزمن و هو ما يسمى بالخراف المبكر. وهو مرض مستعصي مزمن و حتى يومنا هذا لم يعرف له علاج . أول من وصفه الطبيب الألماني المتخصص في علم "إمراض المخ و الأعصاب " و اسمه ألويس الزهايمر كان ذلك في عام 1906، و من هنا سمي المرض باسمه . في اغلب الأحيان يصيب المرض الأشخاص فوق سن 65 عام على الرغم أن الإصابة قد تكون في سن اقل إلا أن الإعراض تكون خفيفة و قد يصعب تشخيصه. دلت الإحصائيات انه وفي عام 2006، أن عدد مرضى الزهايمر في جميع أنحاء العالم حوالي 26.6 مليون. ومن المتوقع أن تزيد نسبة الإصابة و قد تصل إلى أن واحد من كل 85 شخص على الصعيد العالمي يصاب بالمرض بحلول عام 2050.ورغم أن أعراض و دورة مرض الزهايمر تختلف من شخص لآخر إلا أن هناك كثير من الأعراض المتشابهة و قد يعتقد الأطباء أن الإعراض ناتجة عن التقدم في السن أو مظاهر الإجهاد و التعب .و خاصة في المراحل المبكرة . ملايين الأشخاص في العالم مصابون بمرض "الزهايمر" .. إنه مرض العصر ..أنه تدهور مزمن في المهارات العصبية التي تنعكس على قدرة الكلام، والنطق، والتذكر، و عدم الإحساس بالزمان والمكان. من أهم الإعراض و ألأكثرها شيوعاً عدم القدرة على التذكر و خاصة الوقائع و الأحداث الجديدة " النسيان " و للتأكد من التشخيص لا بد من فحص التقييم السلوكي والاختبارات المعرفية ، وغالباً ما يحتاج لأشعة مسح الدماغ . أن سبب مرض الزهايمر غير مفهوم جيدا و غير معروف و العلاجات المستخدمة حاليا تستخدم لإبطاء أو وقف تطور المرض. منذ عام 2008 م أجريت عدة تجارب سريريه لأكثر من 500 علاج لمكافحة المرض ولكن جميعها لم تظهر نتائج مبشرة بالخير حتى اليوم. أن تغير أسلوب الحياة و ممارسة وإتباع بعض الأنظمة الغذائية المتوازنة و التدريب و الرياضة و المشي قد يحفز العقل و يساعد علي الوقاية من المرض. مرض الزهايمر يعتبر عبئا كبيرا على الأطباء و الممرضات و مقدمي الرعاية الصحية ويمكن أن يتسبب في ضغوط واسعة النطاق على عناصر الحياة الاجتماعية و النفسية والمادية والاقتصادية. يفقد مريض "الزهايمر" القدرة على العيش بمفرده و في استقلالية .. و دائما ما يحتاج لمن يهتم به.... و بنظافته الشخصية و طعامه وتغيير ملابسه .. فهو يحتاج إلى رعاية فائقة . الثقافة و التدريب و تقبل المريض من الأسرة و المجتمع و تأمين الأدوية والأجهزة المساندة لهم... و أخيرا لا بد من التفكير في إقامة دور خاصة لرعايته هؤلاء المرضى والاهتمام بهم ... أستاذ علم أمراض النساء و الولادة . كلية الطب -جامعة الملك عبد العزيز بجده .