قتل أربعة مستوطنين اسرائيليين الليلة (الثلاثاء) في هجوم للمقاومة الفلسطينية في منطقة الخليل، هو الاول والاكبر من نوعه منذ وقت طويل، ويسبق بساعات فقط موعد اطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والاسرائيليين في حفل يقام بواشنطن. واعلنت كتائب عز الدين القسام وهي الجناح المسلح لحركة حماس "مسؤوليتها الكاملة" عن عملية اطلاق النار مساء الثلاثاء على سيارة اسرائيلية قرب الخليل في الضفة الغربية، ما ادى الى مقتل اربعة إسرائيليين. وقالت الكتائب في بيان صحافي تسلمت فرانس برس نسخة منه ان "كتائب القسام تعلن مسؤوليتها الكاملة عن عملية الخليل البطولية". ويأتي بيان التبني هذا الصادر عن كتائب عز الدين القسام بعد قليل على صدور بيان آخر عن الكتائب نفسها بتبني الهجوم الا انه وصف "عملية الخليل بانها رد طبيعي على جرائم الاحتلال ومغتصبيه وتأكيد على حضور المقاومة بالرغم من حرب الاستئصال". وذكرت مصادر اسرائيلية ان سيارة للمستوطنين تعرضت عند نحو الساعة 7:30 مساء لزخات من الرصاص من داخل سيارة اخرى اقتربت منها، بالقرب من مفترق بني نعيم على طريق رقم 60 الى الجنوب من مستعمرة "كريات اربع". ووفق المصادر الامنية الاسرائيلية فإن أكثر من شخص شارك في هذا الهجوم المخطط له بإحكام، مشيرة الى أن المهاجمين ، كرروا إطلاق النار باتجاه سيارة المستوطنين للتأكد على ما يبدو من قتلهم". وقال المتحدث باسم الشرطة الاسرائيلية ميكي روزنفيلد: نستطيع ان نؤكد ان اربعة اسرائيليين قتلوا في موقع الهجوم. وحسب نجمة داود الحمراء التي هرعت طواقمها لموقع الهجوم فإن جميع القتلى من عائلة واحدة وهم رجلان (25 و 40 عاما)، وامرأتان في ذات العمر أيضا وإحداهما حامل، وكانوا يقيمون في مستوطنة " "بيت حجاي" جنوب الخليل. وإثر الهجوم، أغلقت قوات الاحتلال كافة مداخل مدينة الخليل، ودفعت بتعزيزات كبيرة من عناصرها ، واقتحمت بلدة بني نعيم، وشنت حملات دهم وتفتيش للمنازل وعمليات تمشيط واسعة للحقول المحيطة بحثا عن المهاجمين. وذكرت مصادر فلسطينية ان اربعة شبان فلسطينيين اعتقلوا في بلدة بني نعيم دون ان يعرف سبب الاعتقال او اذا كانت لهم علاقة بالهجوم المسلح. والى ذلك، اعلنت اذرع الامن الاسرائيلية حالة التأهب القصوى في صفوف عناصرها في مختلف أرجاء إسرائيل، تحسبا لشن هجمات اخرى. وقالت المصادر الاسرائيلية انه جرى ابلاغ قوات الامن الفلسطينية بالهجوم الذي وقع مباشرة عقب موعد الافطار، وقد تولت بدورها متابعة الامر. وتم ابلاغ رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتانياهو الموجودين في واشنطن بالحادث. ودانت السلطة الوطنية الثلاثاء عملية إطلاق النار في منطقة الخليل واعتبرتها متناقضة مع المصالح الفلسطينية وتستهدف نجاح العملية السلمية. واعتبر رئيس الوزراء سلام فياض أن العملية وتوقيتها يستهدفان الجهود التي تقوم بها منظمة التحرير الفلسطينية لحشد الدعم الدولي للموقف الفلسطيني ازاء متطلبات نجاح العملية السياسية وقدرتها على انهاء الاحتلال وتحقيق الحرية والاستقلال لشعبنا". واكد فياض في بيان ان العملية "تتناقض مع المصالح الوطنية الفلسطينية والرؤية الاستراتيجية التي تتبناها السلطة الوطنية والتي تجمع بين النضال السياسي الذي تقوده منظمة التحرير الفلسطينية على الصعيدين الاقليمي والدولي من جهة، واستكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية وتعزيز المقاومة الشعبية السلمية للاحتلال، من جهة أخرى، هي تحقيق لهدف إنهاء الاحتلال وإقامة دولة فلسطين المستقلة، وعاصمتها القدسالشرقية، على حدود العام 1967". من جانبه قال نتانياهو ردا على العملية ان "الترهيب لن يقرر حدود اسرائيل". فيما ذكر متحدث حكومي إن نتنياهو سيبلغ وزيرة الخارجية الأمريكية أن الهجوم يظهر أنه ينبغي "ألا تكون هناك تنازلات" بشأن المطالب الأمنية الإسرائيلية في محادثات السلام. وأضاف نير هيفيز لدى وصول نتنياهو من أجل محادثات السلام في الولاياتالمتحدة "هذا القتل الإجرامي يثبت من جديد الحاجة إلى الوقوف بحزم مع المطالب الأمنية الإسرائيلية الملحة ولن تكون هناك تنازلات بشأنها." وأضاف هيفيز أن نتنياهو أمر "قوات الأمن بالتحرك من دون التقيد بقيود سياسية والتحرك بأقصى طاقتها من أجل اعتقال القتلة" ردا على مقتل الإسرائيليين الأربعة بالقرب من مدينة الخليل. ورأى وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك ان الحادث "مؤلم وخطير" مضيفا ان الجيش وقوات الامن سيقومان "بكل ما هو ممكن لالقاء القبض على القتلة". وفي غزة اعلن سامي ابو زهري المتحدث باسم حركة حماس في بيان صحافي ان الحركة "تبارك عملية الخليل وتعتبرها رد فعل طبيعيا على جرائم الاحتلال ودليلا على فشل مسلسل التعاون الامني بين سلطة فتح والاحتلال في إجهاض مشروع المقاومة".