يؤكد مدافع أهلي الرياض ونجم المنتخب السابق ناصر بن سيف أن انتقال نجم الاتحاد الكبير سعيد غراب إلى صفوف نادي النصر عام 1389ه كان وراءه الأمير منصور بن سعود نائب رئيس النصر آنذاك ورئيس أعضاء شرفه حالياً حين تكفل سموه بكامل مبلغ الصفقة وقدره (50) ألف ريال. ويذكر (ابن سيف) في الوقت ذاته أنه كان شاهد عيان وقف على بعض مراحل الصفقة وترتيبات الاتفاق النهائى للانتقال، ويقول ابن سيف متذكراً أحداث مضى عليها (42) عاماً: أود أن أعود بالقارئ الكريم إلى الوراء قليلاً وبالذات في عام 1389ه الذي تم فيه انتقال نجم الكرة السعودية والاتحاد والمنتخب سابقاً سعيد مذكور الغامدي الملقب (سعيد غراب) لنادي النصر بالرياض، كنا مجموعة لاعبين بارزين نجتمع كل مساء في قصر الأمير عبدالإله بن سعود والذي كان يشجع «أهلي الرياض» ثم تحول إلى نادي الهلال واللاعبون هم نبيل الرواف وسعيد بن يحيى ومبارك الناصر والزميل صلاح الزهراني وكان الأمير منصور ينتقل بين بيروتوالرياض وعند قدومه للرياض يمكث عند شقيقه الأمير عبدالإله والكل يعرف سموه نصراوياً حتى النخاع، كنا نجتمع ومحور نقاشاتنا رياضية عن اللاعبين وشؤون الرياضة وفي إحدى الأمسيات قال أحدنا لسمو الأمير منصور ما رأيكم لو نقلتم الغراب لنادي النصر؟ فأجاب سموه لم لا والحقيقة يا إخواني إن هذه الفكرة تراودني منذ فترة وأعتقد أنها ليست بمستحيلة بمرور الوقت رسخت الفكرة لدى الأمير منصور وسارع إلى ترجمة الفكرة إلى حقيقة واقعة بعد أن قام باتصالات ومقابلات مع مسؤولي نادي الاتحاد وأخذ موافقة اللاعب «الغراب» نفسه، في أحد الأمسيات وكنا عند الأمير عبدالإله فوجئنا بدخول الأمير منصور وبرفقته اللاعب (الغراب) وقال سموه لنا: إننا توصلنا إلى تفاهم كامل مع اللاعب «الغراب» لنقله لنادي النصر وأوضح أن مبلغ الصفقة تجاوز الخمسين ألف ريال (في ذلك الوقت يعد المبلغ كبيراً جداً) وأضاف لم يبق إلا ترتيبات بسيطة ويتم الانتقال وذلك بتسجيله لدى مكتب رعاية الشباب بالرياض، بعد ذلك بأيام أصبح «الغراب» لاعباً نصراوياً وكان هذا الحدث وقتها مفاجأة للشارع الرياضي والكثير لم يصدق ذلك والبعض لا يتمناه وذلك للتنافس بين الأندية واستمر «الغراب» مع النصر فترة لا تتجاوز العام الواحد وأحرز خلالها مع النادي عدة انتصارات بعد ذلك جرت دورة الخليج العربي الأولى 1390ه والتي تم فيها إيقاف بعض اللاعبين لاخفاقهم بالدورة وكان الغراب من ضمنهم، ثم تلاحقت الأحداث وتم رفع الإيقاف والسماح لهؤلاء اللاعبين بالتسجيل في الأندية التي يرغبونها فذهب «الغراب» لأهلي جدة والنور محمد موسى (رحمه الله) إلى نادي الهلال. هذا ما أردت أن أوضحه كشاهد عيان عن عملية انتقال «الغراب» للنصر والذي قام وتكفل بصفقتها الأمير منصور كما اشرت آنفاً، وحقيقة لو كان الغراب في وقتنا الحاضر وهو في شبابه وعز الرياضي لوصل عقده الاحترافي إلى مائة مليون ريال وأعتقد وأجزم أن من عاصر وقت هذا النجم الكبير يؤيدني في ذلك وفي مقدمتهم «شيخ الرياضيين» عبدالرحمن بن سعيد «أمده الله بالصحة والعافية» والذي ذكر في إحدى مقابلاته أنه تنبئ بمستقبل زاهر وكبير ينتظر الغراب بعدما شاهد له تمرين في مدينة جدة عندما كان (أبو مساعد) يعمل بمجلس الوزراء ويرأس النادي الأهلي «الثغر سابقاً» بجدة عام 1378ه وأعطاه ثلاثين ريالاً كهدية على ما قدمه من مستوى وقد صدق حس «أبو مساعد» فقد صال وجال «الغراب» في الملاعب الرياضية والمنتخبات والأندية وأحرز العديد من الانتصارات وبرز نجمه وقد عرض عليه مدرب الاتحاد النمساوي «فريتيز» اللعب لناد برازيلي مقابل مبلغ كبير من المال إلا أن «الغراب» رفض ذلك وفضل البقاء في بلده والحقيقة أن هذا النجم الكبير يعد أسطورة الكرة السعودية ولم تنجب الملاعب المملكة بعده سوى ماجد عبدالله وسامي الجابر. الامير منصور بن سعود سعيد غراب بشعار النصر القديم 1389 ه