"بقيت حاوي بقيت غاوي.. في عز الجرح أنا ما أبكيش. بقيت عارف أطلع من ضلوع الفقر لقمة عيش" كلمات مقدمة أغنية لفريق مصري اسمه "مسار إجباري" لكن الكلمات باتت أيضا أيقونة معبرة يستخدمها المخرج المصري إبراهيم البطوط للتعبير عن الحالة التي يرصدها في فيلمه السينمائي الجديد "حاوي". ولن يعرض الفيلم الذي انتهى تصويره بالكامل في مدينة الاسكندرية الساحلية قبل أوائل العام القادم حيث أعلن مخرجه عن اختياره للمشاركة ضمن فعاليات مهرجان روتردام السينمائي الدولي بهولندا الذي يقام في كانون ثان/ يناير 2011. ويعد الفيلم أحدث أعمال إبراهيم البطوط الذي يعتبر حاليا أحد أهم المخرجين المصريين الشباب في مجال السينما الرقمية منخفضة التكاليف بعدما أحدث فيلمه الثاني "عين شمس" طفرة في مفهوم السينما المستقلة بمصر وحصد عشرات الجوائز في مهرجانات دولية وعربية. ويقول بطوط عن "حاوي" إن الفيلم خلاصة جهود مستقلة تماما حيث بدأ تصويره بميزانية تقترب من الصفر ليوجد حركة سينمائية مستقلة غير مألوفة تبشر محبي السينما بإمكانية صناعة الأفلام الجادة والممتعة دون انتظار التصاريح ولا التزاحم الأبدي على أبواب شركات الإنتاج للحصول على التمويل. وفي فيلم "حاوي" يعيد المخرج انتاج قصص الحياة اليومية مخاطبا المصريين بكافة فئاتهم بلسان حالهم مما يخلق حالة من الترقب لدى المشاهد تجعله جزءا من أحداث الفيلم بواقعيته مع الاحتفاظ بالجو السينمائي الساحر. يذكر أن فيلم "حاوي" تسلم بالفعل منحة ما بعد الإنتاج "هيوبرت بالز" للعام 2010 والتابعة لمهرجان روتردام السينمائي الدولي وهو الفيلم المصري الوحيد الذي نجح في الحصول على هذه المنحة في فئة ما بعد الإنتاج حتى الآن مما يثبت أن السينما المستقلة المصنوعة بموارد قليلة واحترافية عالية بإمكانها ليس فقط تحقيق المعايير الدولية الاحترافية بل والمنافسة مع أفلام عالمية مصنوعة بميزانيات كبرى. ومن الملفت للنظر أن الأساس الذي جمع فريق عمل الفيلم بأكمله من طاقم فني وممثلين كان شغفهم وحب حقيقي لسينما لها رسالتها ودورها الهام في الوعي الجمعي حيث إنهم لم يتقاضوا أي أجور عن عملهم بالفيلم باختلاف درجة احترافيتهم وهو ما يبشر بوجود مدرسة من الاحترافيين المؤمنين والمحبين للسينما بمعناها الأصيل بعيدا عن الطموحات المادية المجردة. وحسب المخرج فإنه من المخطط تسويق الفيلم بمصر وبلجيكا وهولندا ولوكسمبورج ضمن بلدان أخرى كما سيتم عرضه في العديد من المهرجانات الدولية خلال عام 2011 وسيتم تنظيم عرض أول للفيلم بمصر في أذار/ مارس 2011.